تعددت المبادرات، الرسمية منها والمدنية، للحد من انتشار فيروس “كورونا” في أبيدجان، واتخذت عدة أشكال. وانخرط ، في سياق هذه التعبئة الواسعة النطاق، مصممو الطائرات المسيرة بقوة في قلب هذه المعركة.
وقام هؤلاء المتخصصون في صناعة الطائرات المسيرة الصغيرة، ومنهم المغربي مروان جبار، أحد البارعين في صناعة هذه النوعية من الطائرات، ضمن شركة تحمل العلامة التجارية “صنع في كوت ديفوار”، بتطوير أجهزة تحكم عن بعد لاسلكية تقدم العديد من الحلول، بدءا من قياس حرارة الأجواء إلى تعقيم الفضاءات العامة للعاصمة الاقتصادية الإيفوارية.
وما كان إطلاق هذا الزخم يحتاج إلا إلى “تغريدة” من ميمونة كوني، إحدى أبرز المؤثرين على صعيد التواصل الاجتماعي، دعت، من خلالها، هذه الشابة الإيفوارية بحماسة السلطات إلى اللجوء لقطاع صناعة الطائرات المسيرة لتوظيفها في مجال الحد من انتشار فيروس “كورونا “.
وفي أعقاب ذلك، عقد ثلاثة من رواد تكنولوجيا الطائرات المسيرة في كوت ديفوار اجتماعا مع حاكم أبيدجان في 27 مارس الماضي. وتبع ذلك جلسات أخرى مع ع مد ومنتخبي المدينة.
وهكذا، تركت “كوت ديفوار درون” ، وهي شركة أسسها ويديرها مروان جبار، وشركتا “وي فلاي أغري” و”انفستيف”، سباق المنافسة بينها جانبا، لتوجه جهودها جميعا، و على نحو تطوعي، الى تطوير حلول في خدمة سلطات أبيدجان.
ووحدت هذه الكيانات الثلاثة، التي كانت تنخرط من قبل في منافسة قوية، جهودها تحت كنف مؤسسة تحمل تسمية “سايفد باي تيك” (التقنية في خدمة الانقاذ)، لتنطلق بعدها الشركات الى وضع تصميم وتصنيع ثلاثة نماذج أولية لطائرات مسيرة ستتولى تنفيذ ثلاث مهام محددة، حيث تم تطوير اثنين من هذه النماذج الأولية من قبل شركة المصنع المغربي الشاب، الوحيدة على مستوى السوق الإيفواري التي تتقن جميع مراحل سلسلة صناعة الطائرات بدون طيار من ألفها الى يائها.
وبهذا الخصوص، قال مروان جبار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد استجبنا بكل سرور لهذه الدعوة. وقد حان بالفعل الوقت لوضع خبرتنا في خدمة السلطات لمكافحة هذا العدو غير المرئي”.
ولفت مؤسس “كوت ديفوار درون” بفخر الى أن مبادرة هذه الاخيرة في مجال مكافحة فيروس “كورونا ” ليست الاولى من نوعها، وأنه سبق للشركة أن انخرطت في تطوير عدة مبادرات، مثل إحداث بوابة إلكترونية لتتبع، وبشكل آني، حالات التلوث، ووضع مقارنة مع البلدان الأخرى في القارة.
ولإبراز وظائف هذه النماذج الأولية، أوضح مروان جبار أن النموذج الأول مجهز بمكبر صوت ومزود بإمكانات الرؤية بالأشعة تحت الحمراء وبجهاز عرض ضوئي، وهو موجه لتوعية السكان في الفضاءات العامة من خلال نشر رسائل صوتية مسجلة مسبقا أو حية، بينما يتميز النموذج الثاني، المجهز بكاميرا حرارية، بفعالية عالية، من خلال ما لديه من خاصيات تؤهله لأخذ قراءات لدرجة حرارة الأجواء في وقتها الفعلي، مضيفا أن من خواص النموذج الثالث أن لديه قدرة على نقل ما يصل إلى 30 لترا من المحاليل السائلة، ويتوفر على استقلالية مريحة للتحليق فوق الأجواء تتيح له إمكانية تعقيم أكثر من سبعة هكتارات في يوم واحد.
ووفقا لهذا الخبير المغربي، الذي هو أيضا رئيس جمعية المستخدمين المهنيين للطائرات بدون طيار في كوت ديفوار، ست دخل “سايفد باي تيك”، قريبا جدا، رهن الخدمة، إلى جانب هذه النماذج الثلاثة