سؤال وجهه فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها لإعادة فتح المساجد، بعد اتخاذ قرار بتخفيف تدابير الحجر الصحي، وقال الفريق في سؤاله الكتابي إن المجلس العلمي سبق أن قال إن المساجد سوف تفتح بعد أن يصبح الوضع عاديا، ولا نعرف هل بنظر الحزب الإسلامي قد أصبح الوضع عاديا أم لا؟ لأن الأمر اليوم هو أننا ما زلنا في حالة طوارئ تفرض العديد من الإجراءات.
نشير بداية إلى أن فتح المساجد فيه خطورة كبيرة، وقد سبق أن قلنا في افتتاحية سابقة قبيل بيان المجلس العلمي الأعلى، أن من بين الاسباب التي تجعل من المستحيل فتح المساجد في ظل الإجراءات الاحترازية هو عدم القدرة على تحديد من يدخل ومن لا يدخل لأن فيه مساسا بالشأن الروحي للناس وهذا بيت الله لا يمكن منع أحد من دخوله تحت أي مدعى كان، فعندما يؤذن المؤذن يدخل الناس للصلاة فبأي حق ستمنع هذا وتسمح للآخر؟
عودا على بدء السؤال الملغوم للعدالة والتنمية..فالحزب أصبح حاملا لمحمول لا ينفرد به لوحده..تفتح موقع جماعة العدل والإحسان فتقرأ مقالا تحت عنوان “لماذا تم استثناء المساجد من إجراءات تخفيف الحجر الصحي؟”، والشيء نفسه يقال عن الصفحات المحسوبة على الإسلاميين المعتدلين منهم والمتطرفين، وإن كان هذا التصنيف إجرائيا لأنه لا يوجد إسلامي معتدل، سواء التابعة للتوحيد والإصلاح أو العدل والإحسان أو السلفية وحتى السلفية الجهادية.
اتفقت هذه التيارات على توحيد كلمة واحدة للمطالبة بفتح المساجد، ومساواتها بباقي المارفق، وهذه المقابلة خاطئة من أصلها وتسمى عن الأصوليين والمناطقة القياس الفاسد، والإسلاميون أكثر التيارات استعمالا لهذا النوع من القياس حتى في الفقه، وما فتوى أبو النعيم إلا حزء من هذا القياس الفاسد.
ما يهمنا في كل ذلك أن مطلب التوحيد والإصلاح والعدل والإحسان والسلفية والسلفية الجهادية بضرورة فتح المساجد، تم تمريره في سؤال كتابي للعدالة والتنمية، بمعنى أن الحزب الذي يقود الحكومة، أو التيار المؤمن بضرورة المشاركة السياسية هو نفسه التيار المدافع عن التيارات غير المؤمنة بالمشاركة السياسية.
هذا الأمر قديم جدا وليس بجديد. بداية التسعينات من القرن الماضي، ظهر الإسلاميون بقوة في الجامعة المغربية، وكانوا موحدين في تنسيقات كثيرة..منطقيا كانت العدل والإحسان تقول بأنها جاءت للدفاع عن المستضعفين وتطالب بتغيير النظام، فما الذي كان يجمعها مع الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، الذين كانوا موسومين بأنهم رجعيين وتابعين للأجهزة؟ كان المفروض أن يكون الفرز على وفق الموقف. وبالتالي أن تكون العدل والإحسان في صف الطلبة القاعديين وليس في صف الطلبة التجديديين. هذه أسئلة ليست بسهلة وتحتاج إلى أجوبة وهي مدخل حقيقي لمعرفة أن التشبيك بين هذه الأطراف موجود وتاريخي وهو ما تجسد اليوم في سؤال فريق العدالة والتنمية.