زار المغرب مسؤولون ليبيون معنيون بالأزمة والصراع الدائر هناك. من جهة زار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي الرباط والتقى رئيسي غرفتي البرلمان المغربي وكذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، كما زار المغرب رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشيري، وهناك إجماع بين الفرقاء على اتفاقية الصخيرات، الموقعة بين الليبيين أرضية صلبة لحل الأزمة في هذا البلد المغاربي.
لى صعيد آخر ثمن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي المجهودات التي مافتئ يبذلها المغرب الشقيق ووالتي ظلت متواصلة منذ اتفاق الصخيرات، مشيرا الى أن المغرب احتضن مجموعة من اللقاءات بين الاطراف الليبية التي أدت الى انبثاق الاتفاق االسياسي وهو الاطار الشرعي القائم الان في ليبيا.
المغرب واضح في مسعاه وأهدافه. ليست له أية طموحات جيوسياسية ولم يتورط مع الأطراف الإقليمية والدولية لدعم طرف دون آخر، ولكن اختار دعوة الليبيين للحوار ولا شيء غير الحوار.
واعترف الليبيون أنفسهم بهذا الأمر حيث قال المشيري، رئيس مجلس الدولة، أن المغرب خلال الفترات الماضية كان “لا يتدخل في الشأن الليبي إلا بشكل ايجابي ويدعو كافة الأطراف الليبية إلى التعاون ومحاولة إيجاد حلول”.
يعني أن المغرب لا يمثل طرفا في الصراع ولا يتدخل في أسس الحوار وإنما يهيء اللوجيستيك ويدع الليبيين يصنعون مصيرهم بأيديهم وهذا ما عبر عنه المشيري بقوله “نشكر المغرب ملكا وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال والتعامل الجيد وتهيئة الظروف لليبييين للخروج مما هم فيه”.
فالمغرب لا يقدم مبادرات بل هو يسهل لليبيبن اللقاء والوصول الى حلول وهذا الدور مفقود عند كثير من الدول والتي تحاول ان تحشر أنفها في الملف الليبي وتحاول أن تجد هي حل لليبيين وهذا أمر مرفوض، مشددا والمغرب كان ولا يزال يدعو الليبيين دائما الى التوافق وأن دوره كان دورا مساعدا.
الحشرية هي التي قتلت الحل السياسي في ليبيا إذ أن كثيرا من الأطراف الإقليمية والدولية ساهمت في صب الزيت على النار، حيث تم دعم أطراف النزاع من قبل محاور متعددة، وتم إدخال السلاح إلى ليبيا بشكل كبير، مما جعل الأمور تتعقد أكثر، ودخول المغرب على الخط هو دخول بخيط أبيض بين أبناء البلد الواحد، وهو فهم متقدم من دولة تراعي المصالح الإقليمية للدول المغاربية حتى لا ينفجر برميل البارود ويحرق الجميع ولا يظنن أحد أنه يمكن أن يكون بمنأى عنه بمن فيها الدول التي يفصلها البحر عن ليبيا.
البعد الاستراتيجي للرؤية المغربية هو الذي أثمر هذه النتيجة التي يمكن تحويلها إلى مقدمة لحلحلة النزاع هناك، خصوصا وأن الأطراف الليبية تعترف بأن المغرب ليست له مصلحة سوى استقرار المنطقة، ولا يدعم طرفا ويسعى إلى أن يكون هو المتغلب على خلاف كثير من المحاور التي دعمت بالمال والسلاح والدعاية الإعلامية.