وسط زخم الانتقالات الصيفية التي عادةً ما تتحكم فيها توازنات مالية أكثر من الخيارات الفنية، يجد بلال الخنوس نفسه في مفترق طرق سيُحدد ملامح مسيرته لسنوات مقبلة.
فبين نادٍ يلهث وراء العودة إلى الواجهة كليدز يونايتد، وآخر يحاول التريث حتى تتضح رؤيته التكتيكية ككريستال بالاس، تبرز أسئلة حاسمة حول ما إذا كان اللاعب المغربي سيخضع لمنطق السوق أم لنداء الطموح الرياضي.
من الواضح أن ليستر سيتي، الغارق في وضع مالي متأزم، يضع الخنوس ضمن “الأصول القابلة للتسييل” قبل منتصف شهر غشت لتفادي تداعيات محاسبية قد تُكبّله مستقبلاً.
وفي مثل هذه الظروف، تصبح إرادة النادي أداة ضغط غير معلنة على اللاعب، مهما حاولت الإدارة إظهار مرونة في مواقفه الرسمية.
لكن الخنوس، الذي لم يتجاوز 21 سنة، لا يزال في مرحلة التكوين الفني والنضج التكتيكي، ما يجعله في حاجة إلى بيئة تُمكّنه من اللعب بانتظام، وتفتح أمامه أبواب التطور التدريجي، بدل الدخول في دوامة التنقل بين دكك البدلاء أو التوهان داخل منظومات غير مستقرة.
هنا يبرز التباين بين ليدز وكريستال بالاس: الأول يُقدّم مشروعًا رياضيًا متعطشًا للعودة إلى الدوري الممتاز، ويُراهن على عناصر شابة قادرة على حمل الفريق نحو الصعود؛ والثاني ينتظر حسم مصير عدد من لاعبيه قبل التحرك، ما يُعني أن قدوم الخنوس سيكون مرهونًا بشروط خارجة عن إرادته.
ثمّة أيضًا بُعد غير رياضي في معادلة القرار: تمثيل المنتخب المغربي، والتحديات القادمة على الصعيد القاري والدولي. فاللاعب يحتاج إلى الاستقرار والاستمرارية ليحافظ على موقعه داخل كتيبة الركراكي، في ظل منافسة متزايدة من لاعبين محليين ومحترفين على حد سواء.
في النهاية، الكرة في ملعب الخنوس، لكن أرضية الملعب ليست متوازنة. فإما أن يُراهن على نادٍ يمنحه أولوية فنية ولو على حساب الأضواء، أو يُغريه وهج الدوري الإنجليزي في نسخة صعبة القراءة.
ما يحتاجه اللاعب اليوم ليس فقط مستشارًا مالياً، بل رؤية كروية بعيدة المدى تحمي موهبته من التحوّل إلى ورقة تجارية عابرة.