كلمة واحدة نقولها دون زيادة ولا نقصان ينبغي تطبيق القانون في حق من حرّض على الخروج إلى الشارع في عز أزمة فيروس كورونا المصنف من قبل منظمة الصحة العالمية جائحة. كلمتنا هي تطبيق القانون ولا شيء غير القانون، وتلك النداءات، التي تريد فرض خيارات على النيابة العامة والأمن ليست سليمة، لأن النيابة العامة لن تتحرك خارج القانون والأمن لن يعتقل أحدا أو يتصرف مع أحد خارج القانون، ويكفي أنه فتح تحقيقا آنيا مع رئيس مفوضية جرف الملحة، الذي حاول تنفيذ حالة الطوارئ الصحية بطريقة غير قانونية.
لكن ما أقدمت عليه من توقيفات في حق بعض الأشخاص المتورطين في التحريض أثلج صدور المواطنين، الذين عبروا عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
حسنا فعلت السلطات الأمنية بتوقيف الأشخاص المتورطين في التحريض على خرق قانون حالة الطوارئ الصحية، الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية ودخل حيز التنفيذ منذ الجمعة الماضي، فالذين دفعوا الناس إلى الخروج إلى الشارع جماعات قد يعرض المواطنين إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا القاتل، الذي يفتك اليوم بكل دول العالم وعجزت دول العالم المتقدم عن مواجهته.
التحريض الذي قام به هؤلاء لا يختلف في شيء في التحريض ارتكاب العمليات الإرهابية، أو الذهاب إلى بؤر التوتر، لأن هذا التحريض من شأنه دفع الناس إلى الاحتكاك ببعضهم البعض، كما أن رفعهم للشعارات يمكّن من صدور الرداد من أفواههم ومن يدرينا أن واحدا من بينهم أو أكثر مصابين قبل أن تظهر عليهم الأعراض، وبالتالي هذا التحريض هو تحريض على القتل لا يختلف في شيء عن دفع الناس إلى الذهاب إلى بؤر التوتر.
دون مزايدات فإن هذا التحريض أكبر خطر اليوم على حياة الناس، لأن إقدام الدولة على اتخاذ قرار حالة الطوارئ الصحية هو ناتج عن معطيات دقيقة وأن الخطر ماثل أمامنا، وبالتالي فإن الحجر الصحي هو حماية للمواطن أولا وأخيرا، والتحريض على الخروج جريمة كبرى وليست جنحة، إنها خيانة للوطن، الذي لجأ إلى إجراءات قاسية قد حماية النوع وحماية النفس من الموت.
لن نستبق الأحداق ولن نقوم بتكييف التهم على هوانا، ولكن من باب فهم الأشياء نقول إن التحريض على الخروج في زمن كورونا، هو دعوة للموت والقتل، وبالتالي فإنه لا يختلف عن شيء في الدعوة إلى القتل التي يمارسها الإرهابيون.
وينبغي هنا الإشارة إلى أن التحريض الذي يمارسه الإرهابيون والمتطرفون والتحريض الذي مارسه الموقوفون بطنجة وفاس ينطلق من قراءة ساذجة للدين، تعتمد تأويلا مغرضا للنصوص الدينية، وبالتالي التقاء الطرفين في التطرف الديني.
ومن هنا نقول إننا في حاجة إلى “علم كلام” الجوائح حتى لا يسطو على الدين تجار الفرص، ومن حسنات الجائحة إن كانت لها حسنات بينت عوار الحركات الإسلامية التي لا علاقة لها بالدين.