بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق الذي قررته السلطات المختصة بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة (كوفيد-19)، تم السماح أخيرا للمراكز التجارية بإعادة فتح أبوابها واستقبال روادها الذين يتوقون إلى التسوق من جديد من محالاتهم المفضلة والترفيه عن أنفسهم.
وشرعت المراكز التجارية، التي أجبرت على التوقف عن العمل منذ مارس الماضي بسبب الجائحة، في استقبال عشاق التسوق من جديد، في إطار الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي، مما يمكن من استئناف النشاط التجاري في هذه المراكز والأروقة، حسب التدابير الوقائية التي حددتها السلطات.
وبعد المقاهي والمطاعم، التي تمكنت من استئناف نشاطها بالاقتصار، في مرحلة أولية، على تسليم الطلبات المحمولة وخدمات التوصيل إلى الزبناء، جاء الدور على المراكز التجارية (باستثناء قاعات السينما وفضاءات الترفيه للأطفال)، التي تعد من القطاعات الأكثر تضررا من الجائحة.
ويكمن الرهان الحالي في ضرورة ضمان عودة آمنة للزبناء ومستخدمي هذه المراكز، وهو ما يتطلب الحظر واليقظة من جميع فاعلي القطاع. وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي دليلا صحيا لفائدة المراكز والمحلات التجارية، متوفر على الموقع الإلكتروني للوزارة (www.mcinet.gov.ma)، يشرح بالتفصيل التدابير التي يجب احترامها لاستئناف النشاط.
وبين التدابير الوقائية، واتخاذ إجراءات لضمان التباعد الاجتماعي وتوعية الزبناء والتجار، يجد مسؤولو المراكز التجارية أنفسهم مجبرين على وضع نظام تدبير ملائم مع هذا السياق، لاسيما من خلال التوعية بشروط الولوج والتدابير الوقائية ضد الفيروس في مدخل المركز التجاري.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للمركز التجاري “الرباط سانتر”، أنس الغالي أن فرق المركز سهرت، طوال فترة الحجر الصحي، على الحفاظ على شروط الاستغلال المثلى من أجل استقبال الزبناء وأصحاب المحلات في احترام للتدابير الصحية، مضيفا أنه تم تقاسم دليل مساطر وشروط إعادة تنظيم المحلات والفضاءات المشتركة لهذا المجمع متعدد الوظائف، مع جميع أصحاب المحلات ومقدمي الخدمات.
وأشار الغالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن “الرباط سانتر” أنجز استثمارا مهما لتمكين زبنائه من تقديم مسار مؤمن وممتع، لاسيما من خلال تدبير المنافذ والتدفقات الداخلة والخارجة، وقياس درجة الحرارة على مستوى كل المنافذ، وتوفير وسائل وآليات الوقائي.
وأكد المسؤول أنه من أجل ضمان سلامة زوار ومستخدمي المركز التجاري، يتم القيام بعمليات تطهير منتظمة ويومية، مع وضع آلية تحسيسية لفائدة مستخدمي ومقدمي خدمات المركز، تتعلق باحترام التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات وجميع التدابير الموصى بها في سياق تدبير استئناف النشاط. من جانبها، أعربت فاطمة الزهراء، وهي موظفة تقطن بالرباط، لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها بقرار إعادة فتح المراكز التجارية، دون إخفاء تخوفها من الإصابة بكوفيد-19. وقالت في هذا الصدد “إنني سعيدة للغاية بقرار تخفيف تدابير الحجر الصحي وإعادة فتح المراكز التجارية. وسوف أتمكن أخيرا من التجول في متاجري المفضلة والتبضع منها”.
وأكدت أنها تدرك أهمية توخي الحذر خلال هذه المرحلة من تخفيف الحجر، لا سيما باعتماد التدابير الوقائية، من قبيل التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة وتعقيم اليدين بانتظام.
وأضافت أنها زارت “الرباط سانتر” مرتين بعد إعادة افتتاحه، حيث لاحظت التطبيق الصارم للتدابير الوقائية داخل هذا المركز التجاري، لكنها أعربت عن قلقها، خصوصا بعد ظهور عدة بؤر صناعية خلال الأيام الأخيرة.
وهكذا، ستبدأ العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، لاسيما بعد السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها في عين المكان، دون تجاوز 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة في كل المراكز والأروقة التجارية، وإعادة فتح فضاءات الترفيه، مثل القاعات الرياضية والحمامات، دون تجاوز كذلك 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة المتعلقة بالإنتاج السمعي البصري والسينمائي، والنقل العمومي بين المدن، والنقل الطرقي أو السككي ، وكذلك الرحلات الجوية الداخلية.
ومن الواضح أن النجاح في تنفيذ هذه الإجراءات يتطلب الالتزام الكامل لجميع الأطراف، أمام هذه الأزمة غير المسبوقة التي تشهدها دول المعمور، من أجل عودة آمنة وتدريجية، وضمان صحة المستخدمين والزبناء، وهو الشرط الأساسي لاستئناف النشاط التجاري.