قال جلالة الملك محمد السادس، في افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية من السنة التشريعية الحالية، “لقد دعونا في خطاب العرش الأخير، إلى تسريع مسيرة المغرب الصاعد، وإطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية.
وهي كما تعلمون، من القضايا الكبرى، التي تتجاوز الزمن الحكومي والبرلماني.
وبلادنا والحمد لله، تفتح الباب، من خلال الديناميات التي أطلقناها، أمام تحقيق عدالة اجتماعية ومجالية أكبر.
كما نعمل على استفادة الجميع، من ثمار النمو، ومن تكافؤ الفرص بين أبناء المغرب الموحد، في مختلف الحقوق، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها.
لذلك، نعتبر أن مستوى التنمية المحلية، هو المرآة التي تعكس بصدق، مدى تقدم المغرب الصاعد والمتضامن، الذي نعمل جميعا على ترسيخ مكانته”.
المغرب الصاعد هو مسيرة كباقي المسيرات. لا مجال للحديث عن مغرب صاعد دون إطلاق ديناميكيات كبرى في مجالات متعددة، قادرة على خلق الثروة، والتمكين من اقتسامها وتوزيعها العادل عبر تضييق الفوارق بين الجهات، وعبر تمكين الشباب من مناصب الشغل.
مباشرة بعد الخطاب الملكي خرج جلالته للميدان ليعطي النموذج في ربط القول بالفعل، حيث قام جلالته برئاسة تقديم وإطلاق أشغال إنجاز المركب الصناعي لمحركات الطائرات، التابع لمجموعة “سافران”، المشروع المهيكل الذي يعزز مكانة المغرب كقطب استراتيجي عالمي لصناعة الطيران.
وسيضم هذا المركب، الذي ستحتضنه المنصة الصناعية المندمجة المخصصة لمهن الطيران والفضاء “ميدبارك” بالنواصر، مصنعا لتجميع واختبار محركات الطائرات لمجموعة “سافران”، وآخر مخصصا لأنشطة صيانة وإصلاح محركات الطائرات من الجيل الجديد.
ونقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة لجلالة الملك رفقة ولي العهد مع مجموعة من الشباب من قلب هذه المنشأة الصناعية الكبرى.
رسالة واضحة على أن الأجوبة على أسئلة الشباب ينبغي أن تكون عملية وعلى أرض الواقع، لأن هذا الجيل يؤمن بما يراه أكثر مما يسمعه، وما رآه بالنواصر دليل واضح على أن قائد البلاد يقود ثورة كبرى في مجال الصناعة، ولما تحدث عن المغرب الصاعد فهو كان يشير إلى ضرورة تركيز البنيات القادرة على خلق مناصب الشغل التي تنسجم مع تكوين الشباب.
المغرب الصاعد هو مغرب الزمن الملكي، كما شرحناه أمس في افتتاحية مماثلة، وهو زمن الاستمرار ومواكبة الواقع الإقليمي والدولي وملاءمة سرعة المغرب مع طموحاته ليكون فاعلا في القارة الإفريقية وفي العالم، وهذا يتجاوز الزمن الحكومي، ناهيك عن أن هذا الزمن غير منخرط بتاتا في دينامية المغرب التنموية.
لا يمكن إقناع الشباب إلا بالمشاريع الحقيقية مثل المشروع الذي أعطى جلالته تقديمه وانطلاقته، ولا يمكن بتاتا بناء دولة قوية بمشاريع على الورق كما فعل بعض الوزراء، الذين قدموا مشروعا ولم يشرعوا فيه.
نؤكد مرة أخرى أن الإرادة الملكية هي السير بسرعة تجعل المغرب في المكانة التي تليق به، بينما إرادة الحكومة هي عكس الجميع.