تتجه التدابير والإجراءات الاستباقية لمنع انتشار فيروس “كوفيد19″، الى محاصرة تفشي وباء “كورونا” بالمغرب، والخروج بنتائج مشجعة تمكن الدولة من إعادة الحياة كما كانت عليه، وتحريك عجلة الاقتصاد من جديد، لإنقاذ المقاولات والشركات من الإفلاس، وتشدد معطيات مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض، على الإلتزام بحالة الطوارئ الصحية، للتوجه نحو التغلب على الأزمة الحالية، وذلك عبر الانضباط لتوجيهات وزارة الداخلية ووزارة الصحة، و الاستمرار في عدم خلق تجمعات واحترام مسافة الأمان ومواصلة تدابير الوقاية والنظافة، وعدم نشر الشائعات والأخبار الزائفة، وعدم التنقلات بين المدن.
وبشر محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة لوزارة الصحة، المغاربة بأن الأيام القادمة ستحمل أخبارا سارة، في حال الإلتزام بحالة الطوارئ، موضحا أن الأيام القادمة توضح المنحنى الخاص بالحالة الوبائية، مشيرا إلى أن الإجراءات ونظام الرصد الوبائي يعمل بشكل متميز عبر التتبع والرصد والعلاج.
وكشف مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، أن النموذج المتبع حاليا يظهر أنه سيكون هناك تطور في عدد الحالات لكن مع منحنى سيكون أكثر تسطيحا بقليل، بالنظر لأثر الإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ 16 مارس الماضي، خاصة ما يتعلق بإغلاق المدارس ومنع التجمعات الكبرى، قبل إرساء إجراءات الحجر الصحي الكلي.
وأفاد اليوبي، أن رصد المخالطين اليوم 5 آلاف مختلط مكن من تتبع الحالات المحتمل حملها للفيروس، حيث أن من بين الحالات المرصودة وجدنا 70 حالة حاملة للفيروس عبر انتقال العدوى، و أن التطور الذي سيطرأ خلال الأيام الأربعة أو الخمسة أيام المقبلة سيمنحنا دقة أكبر مقارنة مع الإسقاطات التي نضعها بخصوص تطور الوباء بالمغرب.
وأفاد اليوبي أن الوزارة تعمل على إجراء تحليل دقيق لجميع المعطيات لإيجاد صلة بين بداية استخدام البروتوكول القائم على هذا العقار الكلوروكين والأدوية المرتبطة، وبين زيادة عدد المتعافين، إننا نقوم بالتدقيق في هذا التحليل للتمكن من فكرة حول العلاقة الممكنة بين بداية استخدام هذا البروتكول وأثره على الرفع من عدد المتعافين.
وذكر أن الوزارة، بصدد تنويع التقنيات المختبرية لتغطية باقي فترة الوباء على مستوى تأكيد الكشف، بهدف توسيع هذا العرض المختبري إلى المناطق النائية، لكي لا يتم اللجوء، بشكل منهجي، للمختبرات الوطنية المرجعية أو مختبرات المراكز الاستشفائية الجامعية. وأذكر هنا بأن التقنية نفسها الجاري اعتمادها منذ البداية والتي ترتكز على طريقة (بي سي إر)، أي رصد الفيروس عند أخذ العيئة، يجري حاليا توسيعها، كما أن تحليلات الكشف لا يقتصر إجراؤها على مختبرات المعهد الوطني للسلامة الصحية أو معهد باستور أو المستشفيات العسكرية، ولكن هناك مختبرات المراكز الاستشفائية الجامعية بكل من الدار البيضاء والرباط وفاس.
وشدد رئيس قسم التموين بوزارة الصحة، على أن المغرب كان سباقا لتوفير دواء الكلوروكين المستعمل في علاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، رغم الطلب المتزايد على هذه المادة على الصعيد العالمي.
وأبرز ، أن وحدة إنتاج الكلوروكين بمدينة الدار البيضاء مكنت من توفير مخزون مهم من هذه المادة، التي يتم توزيعها بشكل دوري ومقنن على جميع المستشفيات والمراكز الاستشفائية الجامعية بالمملكة، و أوضح أنه بالرغم من الإشكاليات والإكراهات العالمية المرتبطة باقتناء هذه المادة خلال الظرفية الاستثنائية الحالية، فإن وزارة الصحة تعمل جاهدة لتوفيره على مستوى جميع جهات المملكة، مشيرا إلى إبرام الوزارة لصفقات مع جهات أخرى قصد التزود بالكلوروكين، وكذا باقي الأدوية التي تخص البروتوكول العلاجي لكوفيد-19.
وعملت وزارة الصحة، على توفير الكمامات بنوعيها (الكمامات الجراحية والكمامات من نوع اف بي بي 2)، لكل العاملين في القطاع الصحي وتوزيع هذه المستلزمات على المديريات الجهوية لوزارة الصحة، وذلك وفق منظور مشترك مع مهنيي الطب العسكري، طبقا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة، من أجل خلق دينامية تمكن من توفير كافة المستلزمات الطبية لجميع مهنيي الصحة.
وتنسق وزارة الصحة مع وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي من أجل تمكين بعض معامل النسيج من صنع كمامات طبية وبذل وأحذية وقبعات الوقاية، وتوفيرها على الصعيد الوطني، وذلك وفق تدابير تقنية وعلمية، مشيرا إلى أن هذه المصاتع تقوم بتزويد المستودعات المركزية لوزارة الصحة بهذه المستلزمات بشكل مستمر.
و سجل المغرب حالات وفاة جديدة ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 37 حالة، فيما تم تسجيل حالتي شفاء جديدتين ليرتفع العدد الاجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء إلى 29 حالة.
وتحتل جهة الدار البيضاء سطات الصدارة لحوالي (181)، جهة مراكش آسفي (115 حالة)، الرباط سلا القنيطرة (112 حالة)، فاس مكناس (110 حالات)، وحالتان أوليان بجهة العيون الساقية الحمراء، فيما لم تسجل جهة الداخلة وادي الذهب أية حالة.