أجمع زعماء الأحزاب السياسية، على أن مؤسسات الدولة، تمكنت من إعادة الثقة للمغاربة في تدبير المؤسسات لشؤون المغاربة، بعدما نجحت في تنزيل تدابير وإجراءات للحفاظ على سلامة وصحة المغاربة، وحماية المجتمع من تفشي وباء “قاتل”.
وشدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على ن المجهودات التي بذلها المغرب خلال هذه الأزمة الصحة لا ينبغي التراجع عنها بعد الانفراج، مشيرا إلى أن الأزمة ساهمت في تحديث الإدارة العمومية، مثل الخدمات التي أصبحت تقدم عن بعد في العديد من المجالات، إذ أضحت سريعة وتم تجاوز المماطلة في تقديم الخدمات للمواطنين، فيما أشاد حزب الاستقلال بالتوجيهات الملكية لتدبير جائحة كورونا، واحداث صندوق لمواجهة أزمة كورونا.
و أشار بعبد الله، إلى أن الأزمة دفعت إلى بناء علاقة ثقة جديدة بين المواطن والدولة، بفضل الخطوات التي قامت بها مثل تقديم الدعم المالي للملايين من المغاربة المسجلين في الضمان الاجتماعي وغيرهم من غير المسجلين، وأكد أنه من المستحيل بعد فوات الأزمة رفع الدعم عن الفئات المحتاجة التي يجب الرفع من شانها.
وأكد بنعبد الله “هذه ليست نفقة وإنما استثمار في الرأسمال البشري، ويجب أن نفهم أن الصحة العمومية ليست نفقة بل استثمار في الحاضر والمستقبل، ويتعين أن نستثمر في مدرستنا العمومية، فبقدر ما سنرفع من شأننا المعرفي، بقدر ما ستستطيع بلادنا تجاوز الأزمات في المستقل”، وأفاد أن تمويل القطاع العمومي يستدعي التوزيع العادل للدخل.
وانتقد بنعبد الله ، تعامل الحكومة مع الأزمة الصحية، “الحكومة لا تعني كما يعتقد البعض أنها عبارة عن وزراء ذوي الكفاءات، ولكن الحكومة قوية بأحزابها وكفاءتها تتجلى في إيصال صداها إلى المواطنين وجلب ثقة الناس، واليوم كان بودنا أن تظهر الطبيعية السياسية لهاته الحكومة التي خرجنا منها لأننا عرفنا أنها منخورة من الداخل وهذا ما تجلى واضحا خلال الأزمة التي تمر بها بلادنا”.
وأوضح زعيم حزب “التقدم والإشتراكية” أن الدولة تكون قوية بديمقراطيتها مشيرا إلى أن النموذج التنموي للبلاد مرهون بأحزاب قوية التي ستشكل حكومة ومجالس منتخبة تتخذ قرارات وتقنع الناس بها.
وأكد محلل مغربي أن مساهمة قوات الجيش ومدرعاته التي استقبلت بتجاوب سكان هذه المدن، وإعطاء الأوامر من طرف جلالة الملك لمساهمة الطب العسكري في عمليات مواجهة تداعيات هذا الفيروس القاتل، ومحاولة محاصرته إلى جانب الأطقم الطبية لوزارة الصحة، كلها عوامل “ستعيد الثقة بين مكونات المجتمع ومؤسساته العسكرية والمدنية، من أجل استعادة الثقة التي افتقدت طيلة سنوات الرصاص”.
وخلص الباحث إلى أنه في حالة نجاح المملكة في احتواء هذا الوباء دون أن يسبب الأضرار البشرية التي أحدثها في دول أخرى، ستكون فرصة لإعادة الثقة من جديد، ليس فقط في المؤسسة العسكرية، بل حتى في بعض مؤسسات الدولة الأخرى، بما فيها المؤسسة الأمنية التي نقلت فيديوهات تبادل التحايا بين عناصرها وتصفيقات السكان، وكذا ترديد النشيد الوطني. كما سترجع الثقة، أيضا، للمؤسسة الصحية التي أبانت عن تعبئة وروح نضالية كبيرة في مواجهة هذا العدو الفتاك.
ونوهت الأحزاب بالقرارات الاستباقية الهامة، القوية والضرورية، التي اتخذتها وتتخذها السلطات العمومية الوطنية، في معالجتها للأوضاع ذات الصلة، وتعاطيها الجدي والمسؤول مع التطورات المتسارعة، من أجل منع تفشي الوباء والحد من انتشاره.
وافاد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إنه يشيد “بالدور الريادي والمتميز للدولة الراعية القوية وبالقطاع العمومي الوطني في مواجهة هذا الوباء وتداعياته المختلفة”، معتبرا أنها “مناسبة لتوجيه التحية العالية والتقدير الكبير إلى كافة أطر ومستخدمي قطاع الصحة ببلادنا، وخاصة بالمستشفيات العمومية، وكذا إلى جميع نساء ورجال المصالح الأمنية بمختلف أصنافها، لِمــَا تقوم به من أدوار طلائعية في مواجهة الوباء”.
و نوه حزب التقدم والاشتراكية، “بشفافية تعاطي السلطات العمومية مع الرأي العام بخصوص تطورات الوباء على الصعيد الوطني والإجراءات المتخذة في شأن الأوضاع المترتبة عنه، وهو ما أدى إلى تنامي وعيٍ قوي لدى المواطنات والمواطنين بجدية الوضعية ودقــتــها، وأفضى إلى تصاعد تجاوب مختلف الشرائح المجتمعية مع تدابير الاحتياط والاحتراز المتخذة”.