أعلنت واشنطن عن فصل رسمي بين قيادتها العسكرية في أوروبا وإفريقيا، من خلال تأسيس قيادة مستقلة مخصّصة للقارة السمراء، تحت اسم “أفريكوم”، وذلك عقب مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين قائد جديد على رأس هذه البنية العسكرية المستحدثة.
هذا القرار يُترجم تحوّلًا تدريجيًا في الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا، التي باتت تكتسي أهمية متزايدة في ضوء التحديات الأمنية المتفاقمة، خاصة في منطقة الساحل، إلى جانب تنامي التنافس الدولي بين القوى الكبرى على النفوذ داخل القارة.
وتضع هذه الخطوة القارة الإفريقية في صلب الاهتمامات العسكرية والأمنية لواشنطن، بدل أن تكون امتدادًا ثانويًا للقيادة الأوروبية كما كان عليه الحال سابقًا.
في هذا السياق، يُطرح اسم المغرب كأحد الخيارات الجدية لاحتضان المقر الدائم للقيادة الجديدة. فالمملكة تجمع بين الموقع الجغرافي الاستراتيجي والانخراط المتقدم في الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة، فضلًا عن احتضانها لمناورات “الأسد الإفريقي”، التي تُعدّ من أضخم التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة.
وتُبرز هذه المؤشرات المكانة المتنامية للمغرب في الرؤية الأمريكية الجديدة، التي تسعى إلى ترسيخ وجود دائم وفعّال في إفريقيا، من خلال شراكات قائمة على الثقة والجاهزية العملياتية.