كشف خالد آيت الطالب، وزير الصحة، أن ظهور موجة ثانية من كورونا في المغرب أمر وارد، داعيا إلى المزيد من الحيطة والحذر لتفادي وقوع انتكاسة صحية، وأكد وزير الصحة أن ظهور موجة ثانية من الوباء يبقى واردا، خصوصا مع بداية فصل الخريف أو الشتاء، مشيرا إلى أن الأنفلونزا الإسبانية التي ضربت العالم سنة 1918 لمدة عامين على ثلاث مراحل خلفت 500 مليون إصابة وحوالي 50 مليون حالة وفاة، وزاد أن ذروة الوفيات سجلت ضمن الموجة الثانية من هذا الوباء.
وأوضح خالد آيت الطالب، خلال اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، ، على أن وزارة الصحة تؤكد أن الوضعة الوبائية هي “جد مطمئنة وما زالت تحت السيطرة بشكل عام مع ضرورة الإبقاء على الحيطة والحذر لتفادي أية انتكاسة وبائية قد تكون واردة”.
ودعا إلى ضرورة مواصلة انخراط الجميع في الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية والتدابير الاحترازية، مشيرا إلى أن ارتفاع الإصابات في الأسابيع الأخيرة ناتج عن الكشف المبكر وتوسيع التحاليل المخبرية إلى أقصى درجة ممكنة داخل الهياكل والقطاعات الإنتاجية والإدارية التي لها ارتباط مباشر بالمواطن.
وأفاد وزير الصحة بأن المغرب يحتل اليوم الرتبة الـ63 عالميا من حيث عدد الإصابات، مردفا أن جميع الحالات التي تتلقى العلاج بنسبة 99 في المائة هي بدون أعراض وحالات حميدة؛ ضمنها 21 حالة حرجة، و17 في العناية المركزة، و4 في غرف الإنعاش، وسجل وزير الصحة استقرار معدل الوفيات في نسبة 1.6 في المائة، معتبرا هذا المعدل هو الأدنى في العالم مقابل ارتفاع في حالات الشفاء بنسبة تفوق 70.7 في المائة، على الرغم من ظهور البؤر الوبائية في الفترة الأخيرة.
وفجرت “بؤر كورونا” الوحدات الصناعية فجّرت خلافاً بين خالد آيت الطالب وزير الصحة، وبين مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، حيث حاول وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي تبرئة أرباب الوحدات الصناعية ، قائلا ” إن المعامل لا تتحمل المسؤولية وحدها في تفريخ “كورونا”، مؤكدا “أنا كوزير الصناعة أتساءل أين تتواجد البؤر الصناعية.. هل في المعمل أو النقل أو داخل الأحياء؟”، قبل أن يرد وزير الصحة ، مؤكدا ” أن المسؤولية تقع على عاتق أرباب العمل حتى لو كان الوباء جاء من خارج الوحدات الصناعية والإنتاجية.
وشدد آيت الطالب، ضمن اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، الثلاثاء، على أن الوقاية من الوباء تتطلب الاستمرار في الوقاية الفردية والجماعية، بما في ذلك أرباب العمل، داعيا إياهم إلى المزيد من الانخراط في مواجهة الوباء المتمركز في الوحدات الصناعية.
وأفادت وزارة الصحة إنه “في إطار تعزيز سياستها التواصلية المتعلقة بمستجدات وباء فيروس كورونا المستجد، ستستمر في بث التصريح اليومي حول تطورات الحالة الوبائية بالبلاد، وستقوم بإشراك مسؤولي الوزارة على المستوى الجهوي، من خلال تدخلاتهم على القنوات التلفزية الرسمية خلال النشرات الإخبارية، وكذا تخصيص تصريح صحفي أسبوعي يتضمن معطيات مفصلة حول الحالة الوبائية العامة، فضلا عن تضمينه رسائل التحسيس والتوعية حول الوباء”.
وأضافت وزارة الصحة، أن “التصريح الصحفي اليومي، الذي سيتوالى على تقديمه أعضاء المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة، سيتضمن معطيات محينة حول مستجدات الحالة الوبائية ببلادنا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، بما في ذلك الجهات والمدن التي شهدت تسجيل حالات جديدة مؤكدة أو بؤر وبائية، مع التذكير بالحالة العامة منذ بداية الوباء، وذلك كالعادة ابتداء من الساعة السادسة مساء، كما سيتم بثه على الصفحة الرسمية للوزارة على فيسبوك وكذا قناتها الرسمية على يوتيوب”.
وأضاف البلاغ، “انه سيتم تقديم مساء كل يوم جمعة، ابتداء من نفس الساعة، تصريح صحفي أسبوعي على شكل عرض تقديمي مفصل يوضح تفاصيل الحالة الوبائية (منحنيات تطور الوباء بالمغرب من حيث عدد حالات الإصابة المؤكدة، الحالات المستبعدة، والحالات قيد الاستشفاء، إضافة إلى حالات التعافي وعدد الوفيات، وطبيعة البؤر الوبائية المكتشفة)، كما سيتضمن هذا العرض رسائل تحسيسية وتوعوية حول فيروس كورونا المستجد، وكذا الإجراءات الوقائية الواجب التقيد بها خلال هذه المرحلة للحد من انتشار هذا الفيروس”.
وأكدت وزارة الصحة أن “الحالة الوبائية تبقى مستقرة مع درجة يقظة مرتفعة في المغرب، خاصة بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، كما أن ارتفاع عدد المصابين في الفترة الأخيرة يرجع بالأساس إلى توسيع دائرة الكشف الجماعي المبكر، والقيام بفحوصات مكثفة، وتتبع المخالطين.