تم الثلاثاء بنيودلهي تسليط الضوء على التجربة التاريخية والالتزام المستمر للقوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلام، وذلك بمناسبة الملتقى الأول للقادة العسكريين للدول المساهمة بقوات في الأمم المتحدة.
وفي كلمة بهذه المناسبة خلال الجلسة العامة للملتقى، أكد جنرال دو بريغاد بالقوات المسلحة الملكية عبد الكريم نجار، الذي يقود الوفد المغربي، أن مشاركة المملكة في عمليات حفظ السلام تنبع من تقليد عريق للالتزام في خدمة الاستقرار والتضامن الدوليين، طبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وسجل أن المغرب تجاوب على الدوام بايجابية مع نداءات المجتمع الدولي الرامية لمنع النزاعات، وإحلال السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، سواء تحت رعاية الأمم المتحدة أو في إطار الشراكات الثنائية.
وأوضح المسؤول العسكري أن مشاركة المملكة ترتكز على أسس دستورية متينة، حيث ي شكل السلام والأمن مبادئ أساسية في الدستور المغربي.
وأضاف أن هذا التوجه السلمي متجذر في تاريخ المغرب، الذي شارك جنوده، منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية، في جهود إعادة الاستقرار وإنهاء النزاعات.
وأبرز أن هذه العمليات تندرج في إطار استمرارية الدبلوماسية المغربية، وتعكس الإرادة السياسية الثابتة للمملكة، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، لحل النزاعات سلميا مع احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.
وشدد على أنه بناء على هذه الأسس القوية، قاد المغرب منذ أكثر من ستة عقود العديد من عمليات نشر القوات في افريقيا، ويواصل مساهمته الفعالة في إطار بعثات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الملكية شاركت أيضا في عمليات في قارات أخرى.
وبعد أن تطرق للتحديات المعاصرة لحفظ السلام، اعتبر جنرال دو بريغاد بالقوات المسلحة الملكية أن المجتمع الدولي يمر بمنعطف تاريخي يتسم بتزايد تعقيد البيئات العملياتية، مسجلا أن التكيف يفرض نفسه على جميع المستويات ويتطلب مهاما أكثر واقعية وبنيات أكثر تكيفا ومقاربات شاملة.
وسل ط الضوء في هذا السياق على جهود المغرب في مجال تقوية القدرات، مشيرا على الخصوص إلى إحداث مركز التميز، بتعليمات سامية لجلالة الملك محمد السادس، للتكوين في عمليات السلام.
وأوضح أن هذا المركز يهدف لضمان تكوين رفيع المستوى لفائدة للعسكريين والشرطيين والمدنيين، الوطنيين والدوليين، المدعوين للخدمة في بيئات معقدة ومتعددة الأبعاد.
وجدد التأكيد أن المغرب يظل فاعلا ملتزما في السعي لتحقيق سلام دائم، مع احترام سيادة الدول المضيفة، بما يتماشى مع الواقع الميداني، بهدف دائم يتمثل في المساهمة في الاستقرار العالمي، وحماية السكان المدنيين، وتعزيز تعددية للأطراف فعالة و ذات مصداقية.
ويشكل الملتقى الأول للقادة العسكريين للدول المساهمة بقوات في الأمم المتحدة، الذي يعرف حضور أكثر من 30 بلدا مشارك في عمليات حفظ السلام، منصة رفيعة المستوى لتبادل الممارسات الفضلى، وتعزيز التعاون وتطوير فهم مشترك لتحديات حفظ السلام المعاصرة.
ويروم هذا الملتقى المنظم من طرف الجيش الهندي تعزيز الاستعداد الجماعي، وتوطيد الشراكات لمواجهة التحديات العملياتية والاستراتيجية التي تواجه بعثات الأمم المتحدة في الميدان.