أكد مشاركون في ندوة نظمتها مؤسسة آشطاري 24 بالشراكة مع ماستر الديبلوماسية الدينية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس حول “إمارة المؤمنين ورعايتها للروابط الدينية والإنسانية مع الشعوب الإفريقية” ) ان إمارة المؤمنين بالمغرب والتي اساسها البيعة صمام الأمان من الفتن ،وظلها ممدود بالروابط الدينية على الشعوب الإفريقية ،وتمتد بالروابط الانسانية التي ظهرت في وقوف إمارة المؤمنين بالمغرب مع الشعوب الإفريقية الضعيفة في أوقات الأزمات. موضحين ما يقدمه صاحب الجلالة أمير المؤمنين ـ أيده الله ونصره ـ في هذا العصر من خدمة للإسلام والأمة الإسلامية، بل للإنسانية جمعاء في مجالات الحياة العامة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية ،واجمعوا ان استحقاق صاحب الجلالة لوصف أمير المؤمنين وحامي الملة والدين ليس ناتجا عن فراغ ، وإنما له ما يسنده لدى كل عاقل ومنصف، يعيش في خضم ما تواجهه أمتنا الاسلامية والإنسانية قاطبة من تحديات كبيرة في هذا العصر. موضحين أن ظل إمارة المؤمنين بالمغرب دوحة نبوية علوية شريفة. تمتد ظلالها إلى جميع أنحاء القارة الافريقية بشعوبها المتنوعة وأجناسها المتعددة.
وفي هذا الاطار اكد الأمين بامبا أستاذ اللغة العربية والفقه الإسلامي بالجامعات الإيفوارية
في مداخلته ان ما تتميز به إمارة المؤمنين بالمغرب هو أن أمير المؤمنين، مصداقا لما يقتضيه شرف المسؤولية، واستجابة لشروط البيعة، واستمرارا لتقاليد الأسرة العلوية الشريفة يشعر بالمسؤولية نحو الشعب المغربي والأمة الإسلامية.
وظل إمارة المؤمنين بالمغرب يقول بامبا أعظم كظل باهوبا، وهي شجرة معمرة في إفريقيا، يستظل بها سكان القرية في أغلب المناسبات الدينية والسياسية والاجتماعية. وهكذا ظل إمارة المؤمنين بالمغرب الذي يمتد على الشعوب الافريقية بمظلة الروابط الدينية، ألا وهي الإسلام بمذهبه المالكي، وعقيدته الأشعرية، ومسلكه الصوفي السني وهذه الروابط الثلاث هي التي تربط إمارة المؤمنين بكثير من أفراد الشعوب الإفريقية، وأبرز ما يدل على رعاية أمير المؤمنين لهذه الروابط الدينية الثلاث، وحرص جلالته على توطيد تلك الروابط هو إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛ والمؤسسة أفضل نموذج لهذا الفرع،
واوضح المتحدث ان ظل إمارة المؤمنين بالمغرب يمتد بالروابط الانسانية التي ظهرت في وقوف إمارة المؤمنين بالمغرب مع الشعوب الإفريقية الضعيفة في أوقات الأزمات.
وتابع بامبا قائلا “كم من الأحداث الجسيمة نرى شعوب إفريقيا عاجزين عن إغاثة أنفسهم، وإيصال المساعدات والاسعافات الأولية إلى مرضاهم ومنكوبيهم، ثم لا نجد ملجأ بعد الله إلا إلى المملكة المغربية بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس- نصره الله تعالى-، وللوقوف على النموذج الانساني من إمارة المؤمنين لا نذهب إلى أعماق التاريخ، وما أزمة جائحة كورونا كوفيد 19 ببعيد عنا، وموقف أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس – نصره الله يكفينا مثالا :
وقال المتاحدث ان إيجاد إمارة المؤمنين بالمغرب صمام الأمان للشعب المغربي من أغلب مداخل الشيطان بفتنه وخطواته التي نهينا عن متابعتها {ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} كصراعات مذهبية، ونزاعات عقدية، وخصومات سياسية، ناهيك عن الفتن القبلية، لأن القاعدة الفقهية تقول: ” حكم الحاكم يرفع الخلاف”؛ ونحن نقول: “إن اختيار أمير المؤمنين يرفع الخلاف في كل شيء؛ لأن تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة”.
و اضاف ان دوحة إمارة المؤمنين بالمغرب لها ظل ممدود بالروابط الدينية على الشعوب الإفريقية؛ وأبرز الدليل على امتداد هذا هو تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة لتوحيد علماء هذه القارة للتعارف والتواصل والتعاون فيما سيعود على الأمة الإسلامية بالخير والبركة في جميع المجالات، خاصة الأمن والسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في جميع ربوع القارة الإفريقية.
واوضخ ان إمارة المؤمنين بالمغرب ظلال ممتدة بالروابط الإنسانية على الشعوب الإفريقية، ومن أَمَارانها مساعدات طبية مغربية إلى أكثر من 15 دولة إفريقية لمواجهة كورونا؛ وقد أشادت المنظمات الدولية والإفريقية والمحلية والإسلامية وغيرها بهذه البادرة الإنسانية من قبل أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم ، آمين.
ومن جهته اكد عبد الغني إديتنجي تيجاني، باحث بكلية الشريعة ورئيس جمعية الطلبة الأجانب بكلية الشريعة بفاسان للمغرب وامارة المؤمنين دور هام ي في نشر الثقافة العربية الاسلامية في افريقيا، ولها اعلام في كل ولاية من ولايات افريقية باسرها يحملون رايتها للدفاع عنها باقلامهم السيالة ا حيانا، وفي مجالس مواعظهم الفعالةأحيانا أخرى.
وبدوره اكد إبراهيم أحمد مقري انه من منن الله سبحانة وتعالى ولطفه بعباده ان من علينا بنظام امارة المؤمنين التي وصفها صاحب الجلالة قائلا هي موثقة السند بكتاب الله وسنة رسول الله الكريم مستندة الى الدستور المغربي الذي ينص ان الملك أمير المؤمنين والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها، وهو حامي .حمى الدين والساهر على احترام الدستور، واكد المقري ان امارة المؤمنين يضيء بشعاعه ارجاء القارة الافريقية ، موضحا ان الدولة العلوية الشريفة ساهرة على حماية الملة والدين .
كما اكد علاقة امارة المؤمنين والمشاريع الكبرى في افريقيا التي اطلقها جلالة الملك محمد السادس ، موضحا كذاك ان الاسرة العلوية مشهورة بنشر العلم وتكريم العلماء ومما جعل المغرب قبلة للمسلمين وطلاب العلم .
وانطلاقا من قول الله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” اكد المتحدث ان التعارف لا يتعلم الا من مدرسة امارة المؤمنين .
بدوره اكد حميد لحمر أستاذ بكلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، اهمية امارة المؤمنين ورعايتها للروابط الدينية مع الشعوب الافريقية موضحا الجدور التاريخية لامارة المؤمنين واثارها الدينية على باقي البلدان الافريقية ، كما استند المتحدث الى كلام مقتبس من خطاب المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني ا ليوم 21 ابريل 1987 الذي اكد فيه ان ان هذا البلد امن ومستقر لامن مؤسساسته قامت على المشروعية الاسلامية المبنية على البيعة والوفاء وما يقتضيه ذلك من الدفاع عن المقدسات والاسلام ، حيث اوضح المتحدث ان البيعة احد القواعد التي استمدت منها امارة المؤمنين مشروعيتها ..
من جهته تناول عبد الرزاق ورقية، أستاذ الأصول والمقاصد والأديان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، مرجعية امارة المؤمنين بالمغرب وكيف ان العلماء اجمعوا على ان امارة المؤمنين واجبة لما لها من دور في المسائل الدنيوية وحراسة الدين وحفظ الثوابت الدينية المشتركة ، موضحا الروابط الدينية التي تربط الشعوب الافريقية وامارة المؤمنين مؤكدا ان مسلمي افريقيا لهم روابط مع امارة المؤمنين والتي ينتج عتها حفظ الثوابت الدينية المشتركة ، كما انها تشكل اطارا لتقدم المجتمعات الافريقية نحو السلم والقيم ، مفسرا كيف تحمي امارة المؤمنين الروابط الدينية للشعوب الافريقية وتحميها من التيارات المتطرفة
اما ادريس قريش سفير سابق ووزير مفوض في التقاعد اكد ان امارة المؤمنين مصدر وحدة وقوة واستمرار الدولة لمدة 12 قرنا كدولة امة مستقلة تحظى اليوم بمكانة جوهرية على المستوى الدولي والافريقي كشجرة يستظل تحتها كل المؤمنين على اختلاف مللهم وتستلهم الدبلوماسية الروحية المغربية اشعاعها من هذه الشجرة كمنبع للقيم الانسانسة السلمية باعتبارها جامعة للمؤمنين كما انها ارست روابط انسانية عميقة بين المملكة وافريقيا ، مؤكدا ان امارة المؤمنين تلعب دورا في محاربة الظاهر الضالة ونشر الدين المعتدل المبني على قيم التسامح مضيفا ان امارة المومنين نغدي الامن الروحي ،وان الدول العظمى ادركت ذلك واصبح المغرب فاعلا في رسم الاستقرار ،وان الدول اصبحت تطلب ود امارة المؤمنين وهو ما مكن المغرب من مكانة مرموقة يجني ثمارها الان في اكثر من واجهة وعلى راسها قضية وحدتنا الترابية .
وفي كلمته الختامية عبر طارق عبيبو باسم مؤسسة “أشطاري24” عن شكره لكافة المتدخلين بالندوة سواء من داخل وخارج البلد وأكد أنه في هذه الندوة نقطف ثمار الرؤية الثاقبة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال الأخوين الإفريقيين الذين أطرا الندوة معنا وهما خريجا كلية الشريعة بفاس،وشدد عبيبو على أنه ستلي هذه الندوة ندوات أخرى حول الثوابت الدينية للملكة.
يذكر انه نظمت مؤسسة آشطاري 24 بالشراكة مع ماستر الديبلوماسية الدينية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ندوة دولية حول “إمارة المؤمنين ورعايتها للروابط الدينية والإنسانية مع الشعوب الإفريقية” وذلك اول امس الخميس على الساعة الثامنة مساء شارك فيها عبد الرزاق ورقية، أستاذ الأصول والمقاصد والأديان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وإبراهيم أحمد مقري إمام بالجامع الوطني بأبوجا وأستاذ بجامعة بايرو-كنو بنيجيريا، وادريس قريش سفير سابق ووزير مفوض في التقاعد ،وحميد لحمر، أستاذ بكلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، والأمين بامبا، أستاذ اللغة العربية والفقه الإسلامي بالجامعات الإيفوارية وعبد الغني إديتنجي تيجاني، باحث بكلية الشريعة ورئيس جمعية الطلبة الأجانب بكلية الشريعة بفاس، ويسير الندوة عبد الرحيم شطيبة، منسق ماستر الديبلوماسية الدينية ويقوم طارق عبيبو، باحث في سلك الدكتوراه بدور المقرر.