وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الخميس، “الأمر اليومي” للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيسها.
وفي ما يلي نص الأمر اليومي :
“الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
في هذا اليوم الأغر من شهر رمضان الفضيل، نخلد جميعا الذكرى الرابعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي مناسبة غالية نحرص دوما على الاحتفاء بها، لما تحمله من معان وطنية، وقيم راسخة، واكبت نشأة هذه القوات على يد جدنا المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ورفيق دربه في الكفاح والبناء، والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، مستعرضين فيها ما أنجزتموه خلال السنة المنصرمة، و ما ننتظره منكم من عطاء، متحلين بالانضباط والالتزام، والتضحية اللامشروطة التي يتحلى بها مجموع أفراد جيشنا.
وفي هذا الصدد، وبصفتنا قائدكم الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، لا يسعنا إلا أن نثمن عاليا ما تبذلونه من جهود حثيثة، لتعزيز مراقبة وحماية حدودنا، برا وبحرا وجوا. وذلك عبر تعبئة العنصر البشري، ومده بالعتاد اللازم ووسائل المراقبة المتقدمة، التي تمكنه من التصدي بفعالية للتهديدات المختلفة، منوهين بصمود جنودنا المرابطين بأقاليمنا الجنوبية، دفاعا عن وحدتنا الترابية، وكذا بكل أفراد جيشنا الساهرين على أمن الحدود بكل يقظة وحزم.
وبنفس الروح العالية من الانضباط والتفاني التي تميز مجهوداتكم داخل الوطن، تواصل تجريداتنا تأدية مهامها النبيلة في إطار عمليات حفظ السلام، بكل من الكونغو الديموقراطية وإفريقيا الوسطى، وكذا أطقم المستشفى العسكري الميداني بالزعتري. وانسجاما مع قيم التضامن الإنساني المتجذرة في أصالتنا وتاريخنا، ساهمتم في إغناء رصيد المملكة في هذا المجال، عبر تنظيم وتأطير عدة ندوات دولية، بشراكة مع الأمم المتحدة، من خلال ما راكمتموه من مكاسب قيمة وخبرات ذات مصداقية.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
وإذ نفتخر بقواتنا المسلحة واستعدادها الدائم تحت قيادتنا الرشيدة، لا يفوتنا هنا أن ننوه بالإجراءات التفعيلية لأوامرنا الملكية السامية في ميدان الخدمة العسكرية والتي كانت نموذجا في حسن التدبير والتأطير في كل المراحل التي واكبت عملية إدماج الفوج السادس والثلاثين من توفير للبنيات التحتية والأطر التدريسية والموارد البيداغوجية، بغية تمكين المجندات والمجندين من تكوين مهني تطبيقي، يلائم طموحات شبابنا في الاندماج في النسيج المجتمعي، والانخراط في مشاريع البناء والتشييد، بروح الوطنية والمسؤولية.
إن استجابتكم الدائمة لنداء الوطن، وتقديم التضحيات اللازمة من أجل عزته وسيادته، تضيف لسجلكم التاريخي هذه السنة، انخراطكم الفوري والقوي، تنفيذا لتعليمات جلالتنا في محاربة الوباء الذي يضرب بلدنا كسائر بلدان العالم، وذلك عبر تعبئة كل الموارد البشرية والمادية والإيوائية الطبية واللوجستيكية، التي تتوفر عليها قواتنا المسلحة، للمشاركة في مواجهة هذه الجائحة والحد من انتشارها.
لقد برهنتم كالعادة على حسن استعدادكم وتأهيلكم في المشاركة إلى جانب باقي المتدخلين في تدبير هذه الآفة