بعد وفاة مواطن أمريكي، من ذوي البشرة السوداء، على يد شرطي أمريكي عنصري خنقا تحت ركبتيه، عادت إلى السطح قضية مقتل المواطن المغربي إلياس الطاهري اختناقا تحت أقدام ستة من عناصر الأمن الإسباني، وذلك منذ سنة خلت، وكادت قضيته تدخل طي النسيان، لولا أن أعادت بعض الصحف الإسبانية التذكير بها.
في إسبانيا التي يخرج الآلاف تنديدا بمقتل جورج فلويد نسوا أن في بلدهم مارس عناصر الأمن ساديتهم وعنصريتهم على رجل ليس من ذوي البشرة البيضاء الصافية، فقط لأنه مغربي من ذوي اللون القمحي، والمؤسف أن موته مر كموت أي كائن ليست له كرامة، غير أنه سيبقى عنوانا لعنصرية موجودة لدى الكثير من الناس، كما سيبقى عنوانا لانحياز الأمن والقضاء الإسبانيين.
وإسبانيا التي سكتت حكومتها عن هذا الفعل الشنيع تثور ثائرتها لأي فعل بسيط يقع في المغرب، وتريد استغلاله في صراعها على الجغرافية السياسية، بينما تركت سمعتها تتلوث على يد رجال أمن لم يوفروا الأمن لرجل أعزل ومهاجر لا يحمل غير أمله في حياة مختلفة كما كان يتصورها غير أنه اصطدم بالواقع الذي يكذب المزاعم اليومية بالمساواة والعدالة والاجتماعية وهو لم يجد حتى العدالة في الوجود أي الحق في أن يبقى حيا.
والمريب أكثر ليس سكوت الحكومة الإسبانية، ولكن هو ممارسة صمت القبور من قبل مسؤولين مغربيين معنيان مباشرة بالموضوع، دون أن ننسى تحميل المسؤولية للحكومة المغربية برئاسة سعد الدين العثماني باعتبارها المسؤولة معنويا عن كل المغاربة الموجودين في العالم.
ويهمنا هنا أن نعرف ما قيمة وجود وزيرة من قبيل نزهة الوفي، مكلفة بتدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج، تتقاضى راتبا عن ذلك وتعويضات وامتيازات وسيارات وسائقين وكل ما يستفيد منه أصحاب المنصب، وهي تتقاضى كل ذلك لأداء دورها في تتبع شؤون المغاربة بالخارج.
الوزيرة لم تعتن بتاتا بهذه القضية ولا تحدثت عنها يوما من الأيام، وهي التي شنفت أسماعنا بقرار حول مساعدة مغاربة العالم بعد جائحة كورونا، لأن كثيرا منهم سيتضررون.
هذه هي التي تسمى عند المغاربة “السنطيحة” و”قلة الحياء”، لأن المزاعم كبيرة والفعل تحت الصفر، فكيف لوزيرة أن تحل مشاكل مئات آلاف المغاربة وهي لم تنتصر لمغربي واحد قتل بطريقة بشعة بإسبانيا، وربما لا علم لها بالقضية لأنها في مكتبها لا تعرف شيئا أصلا سوى “الصالير” والتعويضات والسفريات.
الشخص الثاني هو محمد بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية، الذي في غياب رئيس المجلس يتصرف كحاكم عام، الذي اقتصرت إنجازاته على استغلال ميزانية المجلس في طبع كتب لا يقرأها أحد وفي إملاء طويل خلال فترة الحجر الصحي مما أضحك عليه العالم.
شخصان يلهفان ميزانية كبيرة عبارة عن رواتب وتعويضات وغيرها ولا يهمهما مصير مواطن مغربي مقتول بطريقة بشعة على يد الأمن الإسباني.