ظهر أن الغيوم التي كانت بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة بدأت تزول شيئا فشيئا، وذلك بعد انتخاب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما للبام خلفا لحكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين، وبعد تصريحات هذا الأخير تجاه الحزب الإسلامي، التي تم وصفها بالغزل في حينها، تم تتويج ذلك بلقاء جمع قيادتي الحزبين، اللذين تبادلا التهم خلال سنوات طويلة.
وفي هذا السياق قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن اللقاء الذي عقده أول أمس مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي وبعض أعضاء المكتب السياسي، يأتي في سياق اللقاءات التي يعقدها حزب “الجرار” مع الأحزاب السياسية ببلادنا.
وإن كان مراقبون يرون في اللقاء بين الحزبين الكبيرين انتخابيا نوعا من التحضير للمستقبل دون استبعاد التحالف في مقبل الأيام، وهذا حال السياسة ليس فيها حليفا دائما ولا عدوا خالدا.
وأضاف العثماني، في تصريح صحفي بمناسبة اللقاء الذي انعقد بالمقر المركزي لحزب “المصباح” بالرباط، بحضور سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، وجميلة المصلي، عضو الأمانة العامة للحزب، رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، (أضاف( أن اللقاء عرف مناقشة الظرفية السياسية والمرحلة التي نعيشها، وكذا طبيعة العلاقة بين الحزبين.
وأكد اللقاء، حسب الأمين العام لحزب “المصباح”، على أهمية الانفتاح على الحوار لمعرفة أسباب التوترات التي ميزت العلاقة بين الحزبين، طيلة المراحل الماضية، وكذا معالجتها.
وقال العثماني، “نحن نرى أن مستقبل المشهد الحزبي بالمغرب، يجب أن يكون متنوعا، فيه أحزاب سياسية مستقلة، ذات قرار سياسي مستقل، مواطنة، تخدم مصالح المواطنين”.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أنه تم التأكيد على أهمية الالتزام الجماعي بممارسة سياسة نبيلة، لمصلحة الوطن والمواطنين، مبرزا أنه تم التأكيد على الالتزام الأخلاقي في التعامل فيما بين الحزبين.
وسبق لوهبي أن قال عقب انتخابه أمينا عاما للأصالة والمعاصرة ومن خلال حوار صحفي “لا تهمني مواجهة الإسلاميين. إن تجربتي السياسية بينت لي أن حزب العدالة والتنمية كيان ديمقراطي، ولست هنا لأعيد تجربة موقف المؤسسين. وشخصيا، لم يقل لي أحد إن مواجهة الإسلاميين يجب أن تبقى عقيدة مركزية للحزب. إنني عندما أضع حزب العدالة والتنمية تحت المجهر، فإني أفعل ذلك بمنظور آخر غير ذلك الذي كانوا يرون به هذا الحزب. لقد كنت واضحا في هذا الصدد، وقلت الجميع ألا يتوقعوا مني أي عداء لحزب العدالة والتنمية أو غيره. وحتى حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي لدي معه خلاف، لم أطلب من قادته سوى احترام حزبنا كما نحترمهم”.
واكتفى موقع البام بذكر خبر عن اللقاء دون تعليق يذكر كما نشر تصريح العثماني حول اللقاء، وهو في عرف الأحزاب السياسية اتفاق على ما ورد فيه، وبالتالي هناك اتفاق على نزع التوتر بين الفريقين.