فرنسا “تجاوزت الجزء الأكبر من الوباء”
أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن بلاده “تجاوزت الجزء الأكبر من وباء” كوفيد-19 مشيرا الى أن مكافحة فيروس كورونا المستجد لم تنته بعد.
وأوضح فيران في لقاء مع القناة التلفزيونية “إل سي أي” أن “الفيروس لم ينته من التنقل في البلاد” وأن هذا “لا يعني أننا نتوقف عن مواجهة الفيروس”، مشيرا إلى أن تدابير حجز وقيود أخرى لا تزال سارية.
وأضاف “سنستمر بإجراء الفحوصات وتتبع المخالطة (البحث عن أشخاص على اتصال بالحالات المؤكدة)”، ويتعين علينا دائم ا “تجنب تجمع عدة أشخاص في مكان مغلق”، مذك ر ا باستمرار سريان حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص على الطريق السريع العام والمناسبات الرئيسية (أكثر من 5 آلاف شخص حاليا).
وبينما عملت الحكومة تدريجيا على تخفيف القيود مع بدء عملية فك الإغلاق، “قد نلجأ لاتخاذ إجراءات وقائية إذا لزم الأمر”، وفق ا “لمجموعة من المؤشرات التي نتابعها يوميا”.
وقد تم تسجيل تسع وفيات في المستشفى خلال الـ 24 ساعة الماضية، في أدنى حصيلة منذ بدء إحصاء الوفيات في منتصف آذار/مارس.
وأودى الوباء بحياة 29,407 شخص ا في فرنسا.
************
كل الأراضي الفرنسية ضمن التصنيف الأخض،
ماكرون يسر ع مرحلة رفع الإغلاق ويعد بـ”استخلاص العبر” من أزمة كوفيد-19
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد إجراءات جديدة للخروج من مرحلة الحجر، واعدا بـ”استخلاص العبر” من الأزمة الصحية التي أودت بنحو ثلاثين ألف شخص وأغرقت البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة.
وتطر ق ماكرون أيضا في خطاب رسمي متلفز هو الرابع منذ بدء الأزمة الصحية في /مارس، إلى قضية ملحة أخرى في فرنسا التي شهدت السبت تظاهرات ضد العنصري وعنف الشرطة، قائلا “لن نتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز”.
وفي ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، ذكر الرئيس الفرنسي بأن جائحة كوفيد-19 لم تنته، لكنه أشاد بـ”أول انتصار على الفيروس”.
وقال “اعتبارا من الغد، ستصبح كل الأراضي الفرنسية ضمن التصنيف الأخضر، باستثناء مايوت وغوايانا حيث لا يزال الفيروس نشطا (…)، وهو ما سيسمح خصوصا بعودة أقوى للعمل وبإعادة فتح المقاهي والمطاعم في +إيل دو فرانس+”، أي المنطقة الباريسية التي كانت حتى الآن ضمن التصنيف “البرتقالي”.
وكان قطاع المطاعم طالب بإلحاح بالسماح له بالعمل بكامل الطاقة الاستيعابية، علما أن السلطات الفرنسية لم تكن تسمح للمقاهي والمطاعم الباريسية بالعمل إلا في مساحاتها غير المغلقة المخصصة لاستقبال الزبائن في الهواء الطلق.
من جهة ثانية، أكد ماكرون أن إعادة فتح المدارس الابتدائية والتكميلية ستكون إلزامية اعتبارا من 22 حزيران/يونيو، علما أن خيار استقبال التلاميذ من عدمه كان متروكا للمؤسسات التعليمية على قاعدة الطوعية والقدرة على التقي د بالتدابير الوقائية الصارمة.
وأعلن الرئيس الفرنسي السماح مجددا بالزيارات في دور المسن ين ومراكز الرعاية الصحية.
وقال “ليس هناك ما يدفعنا إلى الخجل من حصيلتنا”، وذلك بعد تعر ض حكومته مرارا لانتقادات على خلفية إدارتها الأزمة الصحية، خصوصا بسبب النقص في الكمامات والمعدات.
وتابع ماكرون “يمكننا أن نفخر بما تم إنجازه وببلدنا. بالطبع هذا الاختبار كشف أيض ا عن عيوب ونقاط ضعف: اعتمادنا على قار ات أخرى للحصول على منتجات معينة، وبطء التنظيم، وانعدام المساواةأريد أن نستخلص كل العبر مما عشناه”.
وأكد ماكرون أن الحكومة أنفقت “500 مليار يورو” لمواجهة أزمة فيروس كورونا، مستبعدا زيادة الضرائب لتغطية نفقات مكافحة الأزمة.
وشدد على أن “الرد الوحيد هو ببناء نموذج اقتصادي مستدام وقوي، وزيادة العمل والإنتاجية من اجل عدم الاعتماد على الآخرين”.
وتأتي تصريحاته في ظل سياق قاتم للاقتصاد الفرنسي، حيث يتوقع بنك فرنسا انخفاضا قياسيا يبلغ حوالي 10 بالمئة للناتج المحلي الإجمالي في عام 2020 وأن يتجاوز معدل البطالة 10 بالمئة في نهاية العام.
على خط آخر، أعلن ماكرون الأحد أن فرنسا “لن تتساهل” مع العنصرية، لكن “الجمهورية لن تمحو أي أثر أو اسم من تاريخها”، وذلك تعليقا على خروج سلسلة تظاهرات في فرنسا في ضوء احتجاجات في الولايات المتحدة تخللها تدمير معالم اعت برت رمزا للعنصرية.
وقال ماكرون “لن نتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز”، متداركا “لكن هذا الكفاح النبيل يضل سبيله حين يتحو ل إلى طائفي (جماعاتي)، إلى إعادة كتابة الماضي بصورة تحض على الكراهية أو تكون خاطئة”.
وشد د على أن “الجمهورية لن تزيل نصبا” وأنه “يتوجب علينا بالأحرى أن ننظر سويا إلى تاريخنا كله”.
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الولايات المتحدة التي اثارها مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض أثناء توقيفه في 25 ايار/مايو، نظمت تظاهرات عدة في فرنسا تتهم الشرطة بالعنصرية والعنف.
ووسط إقرار ماكرون بوجود تمييز عنصري في البلاد، حذر من انتقال عدوى الولايات المتحدة إلى المتظاهرين الفرنسيين، خصوصا ان التظاهرات هناك تترافق مع تخريب وتدمير نصب، وتناهض أعمالا فنية قديمة يرى المتظاهرون أن ها مهينة وعنصرية.
وقال الرئيس الفرنسي “نحن أمة يجب أن يجد كل فرد فيها مكانه أيا تكن أصوله وأيا يكن دينه”.
********
الأوروبيون يستهلون إجازة صيف ما بعد كورونا
بعد شهور من العزل المنزلي القسري، يسارع أوروبيون بلهفة إلى تحضير حقائب سفرهم ومستلزمات حمامات الشمس لقضاء عطلة صيف ما بعد كورونا.
ومع رفع القيود وفي وقت يبدو قطاع السياحة في وضع صعب، وضع الاتحاد الأوروبي خططا لإعادة فتح حدوده الداخلية الاثنين.
لكن حتى مع السماح بالسفر ضمن معظم دول الاتحاد الأوروبي، يتوقع أن يقضي الكثير من الأوروبيين عطلاتهم داخل بلدانهم هذا العام. وتبقى الصورة العامة لما يتوقعه المصطافون الباحثون عن الشمس أو البحر أو التجارب الثقافية، متشابكة انطلاقا من إسبانيا وإيطاليا مرورا بفرنسا وبريطانيا واليونان.
وفي فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في العالم، ستعتمد الحكومة على بقاء الفرنسيين في البلاد لقضاء عطلاتهم من أجل المساهمة في إعادة إنعاش قطاع السياحة المحوري.
ولتوصيل الرسالة وتذكير الفرنسيين بما هو متاح داخل البلاد، تستعد السلطات إلى إطلاق حملة تحت عنوان “سأزور فرنسا هذا الصيف”.
ويبدو أن الكثيرين استجابوا بالفعل للنداء.
ووفقا لرئيس جمعية “إنتربريز دو فواي اج” الفرنسية، التي تمثل قطاعات صناعة السفر، فإن 20 في المئة فقط من الحجوزات الصيفية في وكالات السفر حتى الآن مخصصة للرحلات في الخارج، مقارنة بـ66 بالمائة في المعتاد.
ومع ما يزيد قليلا عن 90 مليون زائر من الخارج العام الماضي، استأنفت فرنسا السفر دون فرض حجر صحي مع بلدان الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الاثنين.
لكن السلطات تؤكد أنها ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل إذا فرضت دول أخرى شروط الحجر الصحي على المواطنين الفرنسيين.
وبدأت باريس، المدينة الأكثر زيارة في أوروبا، في العودة تدريجيا إلى الحياة مع فتح شرفات المقاهي مرة أخرى.
كما سي عاد فتح برج إيفل في 25 الشهر الجاري ضمن قيود على عدد الزوار الذين سيكون لزاما عليهم في البداية صعود النصب عبر السلالم فحسب، من بين قيود أخرى.
كما سيكون من الممكن مشاهدة لوحة موناليزا والأعمال الفنية الأخرى مجددا في متحف اللوفر اعتبارا من 6 تموز/يوليو.
وستظل حدود إسبانيا مغلقة يوم الاثنين بينما تمر بالمراحل النهائية لإنهاء بعض أكثر إجراءات الإغلاق صرامة في العالم، على الرغم من أنه سيتم السماح للسياح الألمان بزيارة جزر البليار كجزء من مشروع تجريبي.
لذلك ولبضعة أسابيع أخرى، سيكون بإمكان الإسبان الاستفراد بالمواقع السياحية في بلدهم.
لكن اعتبارا من 1 تموز/يوليو، سيعاد فتح أماكن الجذب السياحي المشهورة مثل كنيسة “ساغرادا فاميليا” في برشلونة أو قصر الحمراء في غرناطة، للزوار الأجانب.
وحددت السلطات في مدريد هذا الموعد لفتح حدودها واستئناف السياحة الدولية، وكذلك إنهاء الحجر الصحي للوافدين.
ونظرا لأن السياحة تمثل 12 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، فمن الصعب تصور موسم صيفي في إسبانيا بدون زوار أجانب.
وحذرت السلطات من أن الكمامات ستظل إلزامية في الأماكن العامة والمغلقة إلى حين القضاء على الفيروس.
ووسط كل ذلك، حصلت الحياة الليلية الصاخبة في إيبيزا على دعم واضح.
وسي سمح لجزر البليار الإسبانية، التي تضم مايوركا ومينوركا، باستقبال ما يقرب من 11000 سائح ألماني خلال النصف الثاني من الشهر الجاري في إطار المشروع التجريبي.
وقالت سلطات المنطقة إنه سيتم قياس درجة حرارة المسافرين لدى وصولهم بموجب البرنامج، الذي سيطبق وفقا لـ”إرشادات صحية صارمة”.
ولا تهتم بريطانيا بخطوة إعادة فتح السياحة يوم الاثنين إذ أنها لم تغلق حدودها في المقام الأول.
مع ذلك، فرضت الحجر الصحي لمدة 14 يوما على جميع الوافدين من الخارج بما في ذلك الرعايا البريطانيين لتجنب إصابات جديدة بوباء كوفيد-19 في البلد الذي سجل أعلى حصيلة وفيات في أوروبا بناء على الأرقام المطلقة.
ومن المرجح أن تضر هذه الخطوة بالسياحة من الخارج، حيث من غير المحتمل أن يتدفق السياح الأجانب إلى نقاط الجذب السياحي المشهورة بينما ي طلب منهم عزل أنفسهم لمدة أسبوعين.
ومن ناحية أخرى، ذكرت الحكومة البريطانية أنها تتطلع إلى إنشاء “جسور جوية” مع دول سج لت عددا منخفضا من الإصابات بالفيروس.
وتنشد الخطوة اتفاقات ثنائية مع دول بعينها بحيث تلتف على متطلبات الحجر الصحي.
وحتى من دون هذا الإجراء المثير للجدل، يظل السفر إلى بريطانيا سيفا ذو حدين، حيث لا تزال حجوزات الفنادق غير مطروحة ما لم تكن لأسباب تتعلق بالأعمال التجارية بينما لا تزال المطاعم والمواقع السياحية مغلقة كذلك.
مرحبا بكم في إيطاليا! كانت الجملة الأكثر ترددا على اللسان في البلد الأوروبي الأكثر تضررا جراء الفيروس.
وبعد ثلاثة أشهر من العزل، أعادت إيطاليا فتح حدودها في الثالث من حزيران/يونيو في سعيها لطي الصفحة وإعادة إحياء قطاع السياحة الرئيسي.
وفي الواقع، تم إعادة فتح العديد من المواقع والمعالم التاريخية الشهيرة عالميا منذ أيار/مايو، بما في ذلك كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وكولوسيوم روما.
لكن تماما كما هو الحال مع مراكب فينيسيا، بقيت المعالم السياحية هادئة في الوقت الحالي، حيث لم يزرها إلا حفنة من السياح الإيطاليين في الغالب.
وفي وقت تشكل السياحة 13 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، تحرص السلطات على تسويق العلامة التجارية الإيطالية.
ومع ذلك، بالكاد يمكن ملاحظة السياح الأجانب وهم يحملون بأيديهم المثلجات الإيطالية التقليدية على طول شوارع روما وهو المشهد الذي لم تكن لتخطئه العين حتى الماضي القريب.
ووافقت النمسا وسويسرا قبل أيام على فتح حدودهما مع شمال إيطاليا وهي خطوة تحمل مغزى كبيرا بسبب ممر برينر في جبال الألب على الحدود النمساوية الإيطالية وهو المحور الرئيسي لحركة المرور بين شمال وجنوب أوروبا، خاصة بالنسبة للسياح الألمان.
واعتبارا من الإثنين، سواء كنت في زيارة من ألمانيا أو سويسرا أو ألبانيا، فإن الأكروبوليس والمياه الفيروزية للجزر اليونانية عادت إلى جدول الرحلة.
وتخطط اليونان لإعادة فتح حدودها أمام غالبية السياح الأوروبيين، بالإضافة إلى أولئك القادمين من أجزاء أخرى معينة من العالم، بما في ذلك أستراليا واليابان ونيوزيلندا.
مع ذلك، فإن أي شخص من منطقة تضررت بشدة من الفيروس سيضطر إلى الخضوع لاختبارات إلزامية وقضاء ليلته الأولى على الأراضي اليونانية في فندق محدد.
ويشمل الإجراء القادمين من منطقة باريس ومدريد و لومبارديا في شمال إيطاليا، من بين أماكن أخرى.
وسيتم إعادة فتح المطارين الرئيسيين في اليونان في أثينا وتسالونيكي أمام القادمين من 29 دولة اعتبارا من الاثنين، وهو بداية الموسم السياحي.
وبالنسبة لأولئك الذين سيتوجهون إلى شواطئ كورفو أو كريت على سبيل المثال، سيكون من الواجب حجز رحلة الطيران الداخلية أو القارب.
كما سيتم إعادة فتح الروابط البحرية مع إيطاليا والحدود البرية مع البلقان الاثنين.
وعلى طول البلاد، سيتمكن السياح من الوصول إلى جميع مناطق الجذب السياحي في اليونان، بما في ذلك المواقع الأثرية والمتاحف، لكن في ظل نظام لترتيب عدد الزوار عند المدخل.
وفي حين أن دور السينما في الهواء الطلق والملاهي الليلية والحانات مفتوحة بالفعل، وبينما يتوجب الحفاظ على المسافة الآمنة بين المظلات والمناشف الشاطئية، يبقى هناك جانب سلبي واحد — الموائد المفتوحة في الفنادق خارج النقاش.