* محمد عفري
في الأيام الثلاثة الأخيرة عرف عدد الإصابات بالفيروس التاجي المستجد ارتفاعا يعود بنا إلى أيام ذروته في مارس وأبريل . أما حصيلة الجمعة المتعلقة بعدد المصابين خلال الساعات الثمانية عشر التي سبقت، فكانت كارثية وتبعث على الخوف من عودة جديدة للفيروس وبسرعة..
بديهي أن يعم الارتفاع في عدد المصابين بالعدوى تزامنا مع الأيام الأولى من تنزيل مخطط تخفيف الحجر الصحي وبداية رفعه التدريجي ، وتزامنا مع عودة العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية ، ليس داخل المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس ، ولكن خارجها على امتداد محور البيضاء – القنيطرة ، حيث تتمركز مقرات العديد من الإدارات والمؤسسات الاقتصادية وحيث حركة التنقل نشيطة على هذا المحور.
سجلت الرباط سلا والقنيطرة كجهة ، أكبر عدد من الإصابات في هذه الساعات القلائل ؛ بلغ مائة وأربع وستين إصابة ، بينما سجلت الدار البيضاء أقل الحالات عددا ؛ لم يتجاوز أربعة موبوئين .
بين من رأى الأمر مخيفا وباعثا على تدابير إدارية وصحية جديدة أكثر جدية وصرامة لصد ومواجهة انتشار الفيروس قبل فوات الأوان ، تذهب إلى حد الاستمرار، على حالة الطوارئ حتى بعد الموعد المضروب لرفعها في العاشر من يوليوز المقبل ؛ تفكه آخرون في مواقع التواصل الاجتماعي بهذا المعطى الرقمي الجديد . تساءلوا إن كانت السلطات ستعيد التقييم في ظل الخارطة الوبائية الجديدة . تعيد تقسيمها. تضيف إليها منطقة ثالثة . قالوا مادامت الدار البيضاء التي جُبلت على تسجيل أكثر الحالات على أساس يومي في عز فترة الفيروس وطيلة الحجر الصحي ، من حقها أن ترتقي ، نتيجة جهودها المبذولة ، إلى المنطقة الأولى ، الخضراء . قالوا أيضا ؛ إن المدن والجهات التي لم تعرف كيف تتعامل مع ما حققته بالإيجاب من مكتسبات سلامتها وحفظها قبل بداية مخطط التخفيف من تدابير الصحي والأهبة إلى الرفع التدريجي ، أصبحت في مواجهة عقوبة التصنيف في منطقة ثالثة لابد للسلطات الصحية والإدارية من إحداثها تزج فيها بالمتهاونين بما سبق وحققوه .
في هذا الركن ، سبق لنا أن ألححنا على ألا تذهب الجهود الكبيرة والمتنوعة التي بذلها المواطنون بمعية مختلف المؤسسات والسلطات أدراج الرياح ، بعدما حقق المغرب مناعته من الفيروس الفتاك بأقل الأضرار والخسائر مقارنة بباقي الدول التي لها باع في السياسات الصحية و البروتوكولات الدوائية ، بخطط وبرامج وتدابير صارمة إيجابية ، قوامها الحجر الصحي الصارم بالبيوت والتقيد بشروط النظافة والتباعد الجسدي ومسافة الأمان واستعمال الكمامة . تساءلنا ونتساءل هل كان الإعداد والاستعداد لتنزيل مخطط التخفيف من الحجر الصحي في مستوى ذات الجهود التي تم بذلها طيلة ثمانين ونيف من الأيام. إلقاء نظرة بسيطة على وسائل النقل السككي بين خط الدار البيضاء والقنيطرة المتاح لحد الآن، قبل فتح الطرق والمحطات الطرقية تكشف عن المستوى المتدني للاستعداد والإعداد .
أما نظرة إلى حالة النقل العمومي المتمثل في حافلات عاصمتي المغرب الإدارية والاقتصادية ، فتعطي الانطباع على أن الفيروس سيستهلك منا في الليل كما في النهار. باستثناء عمليات التعقيم المتدبدبة لهذه الحافلات ، لا التزام باستعمال الكمامة الواقية ، كما لا احترام لمسافة الأمان ولا للتباعد الجسدي ، وكيف يتم هذا التباعد والحافلات لاتحترم معيار الحد الأقصى من الركاب من محطات الانطلاقة ، على طول الخط ، إلى محطات النهاية . إذا كان حال المدينة من الاستعداد للرفع الهجري فكيف سيكون عليه الحال في مقرات العمل والأوراش والضيعات ؛ الجواب عند عينة واحدة من هذه الوحدات في جهة الغرب؛الضيعة التي رفعت عدد المصابين في أقل من يوم واحد إلى رقم غير مسبوق..