أصيب المتتعبون للمشهد السياسي بذهول وهم يقرؤون البلاغ الذي أصدره المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، الذي انعقد برئاسة عزيز أخنوش رئيس الحزب، بعد أن افتتح مواقفه بفقرات في نقد قانون المالية التعديلي، في خطورة تؤكد الصراعات الخفية وسط التجمع، الذي يعيش تفككا كبيرا بسبب طريقة تدبير أخنوش لهياكله، خصوصا وأنه أحاط نفسه بالكثير من الأطر القادمة من الشركات التي يملكها.
وفي الوقت الذي دافعت الأغلبية عن قانون المالي التعديلي قال بلاغ المكتب السياسي، الصادر أول أمس السبت، إنه ناقش مشروع “قانون المالية التعديلي، متسائلا عن غياب أجوبة قوية على تطلعات الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والتي تروم الحفاظ على مناصب الشغل والقادرة على إعادة الدينامية للحياة الاقتصادية المتعثرة، في ظل الأزمة التي تعيشها بلادنا، وأشار المكتب إلى ضرورة الاهتمام بالحماية الاجتماعية للمواطنات والمواطنين كإجراء مستعجل لتخفيف وطأة الوضعية الراهنة”.
وأكد المكتب السياسي، الذي لم يحضره بنشعبون العضو فيه، “أن تعديل قانون المالية بمشروع وفق ما تقتضيه الظروف الاستثنائية، يعد تمرينا ديمقراطيا مهما، إلا أن المكتب السياسي يعتقد أن استغراق 15 يوماً للمناقشة والمصادقة، هدر للزمن الحكومي والبرلماني، الأمر الذي يستلزم إجراء تعديل عاجل للقانون التنظيمي للمالية، بغية تقليص آجال المصادقة، عند الضرورة”.
واثار المكتب السياسي انتباه الحكومة لمخاطر وتبعات التأخر في إطلاق البرامج والمشاريع الضرورية لإنعاش الاقتصاد الوطني، ويدعو في هذا الإطار إلى تسريع وتيرة الإنجاز وتتبع الأوراش المفتوحة ذات الأولوية.
ومن غرائب بيان التجمع، أو بيان أخنوش كما سماه البعض، انه أشاد بنفسه باعتباره وزيرا للفلاحة كما أشاد بوزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي والأخضر التي يترأسها حفيظ العلمي، ووزارة السياحة، واستثنى فقط وزارة بنشعبون التي خصها بفقرات الهجوم الغامضة.
وسبق للنهار المغربية أن تطرقت إلى موضوع الخلافات وسط التجمع الوطني للأحرار، كما كشفت عن عدم حضور بنشعبون اجتماعات المكتب السياسي التي كان يرى فيها مجرد لقاءات عبثية وهو القادم من حسابات الأبناك الدقيقة.
ومنذ مجيئه إلى رئاسة التجمع الوطني للأحرار ارتكب عزيز أخنوش أخطاء كثيرة، تتعلق بتركيبة القيادة السياسية، حيث أبعد الكثير من مناضلي الحزب وعوضهم بتقنيين من شركاته، كما تتعلق بعدم قدرته على التواصل، وإطلاق كثير من المزاعم مثلما فعل في ألمانيا في تجمع حزبي قال إننا إذا قدنا الحكومة سنحول المغرب إلى صناعة الطائرات، مستهينا بكل المجهودات التي قادها جلالة الملك محمد السادس في توطين الصناعات الكبيرة بالمغرب.
ولا ينسى له المغاربة قوله بإيطاليا إنه سيعيد التربية للمغاربة في هفوة خطيرة جرت عليه الويلات من المواطنين المغاربة الذين انتقدوا خلطه بين شركاته والعمل السياسي وأن المعاملة غير اللائقة للعمال لا يمكن أن تنسحب على باقي المواطنين.