وضعت السلطات ، مجموعة من الأحياء رهن الحجر الصحي، وتخصيص مراقبة مستمرة لعدد من الأزقة والدروب ، وضبط تحركات وتنقلات الغير ضرورية بين الأحياء ، وتشديد مراقبة التنقلات بين المدن، لضبط الحركة ومحاصرة انتقال الفيروس، بعدما كشفت وزارة الصحة عن تحول بعض المناطق الى بؤر لانتشار الوباء.
ونبهت تطورات الحالة الوبائية وارتفاع أرقام ضحايا وباء “كورونا”، الى مخاطر التجمعات وغياب الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، واستمرار التنقلات الغير ضرورية، حيث أظهرت مؤشرات الحالة الوبائية مستويات انتقال العدوى خلال التجمعات، كاشفة عن انتقال الفيروس في صفوف المشاركين في حفل بمدينة الدار البيضاء، تسبب في عدوى بالفيروس لحوالي 47 سخص، كما كشفت المعطيات أن رحلة سياحية جماعية كانت السبب وراء انتقال العدوى لحوالي 45 شخص، كما شكلت مناسبات العزاء ، مكانا خصبا لانتقال العدوى، ساهم في تضرر مجموعة من الأشخاص.
وأرجات المعطيات، ارتفاع عدد الحالات في هذه المرحلة، إلى ظهور بؤر وبائية في الوسط العائلي خاصة، ومنها ما هو مرتبط بمناسبات كالحفلات والرحلات السياحية، كحالتي مكناس والدار البيضاء، وأن المرحلة الثانية تقتضي أن يتم رفع وتيرة الكشف عن الحالات المحتملة واحتوائها وإحصاء المخالطين وتتبع وضعهم الصحي لتفادي مرحلة الانتشار، لكن ذلك، وفق اليوبي، لا يعني أن يخضع جميع المواطنين للكشف
و كشفت معطيات تطور الحالة الوبائية الجديدة بالمغرب، عن أسباب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في كل من مدينتي الدار البيضاء ومكناس.
وأوضح محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة ،أن اكتشاف هذه الحالات في مكناس والدار البيضاء ،جاء عن طريق مرحلة التحاليل المخبرية للمخالطين التي مرت إليها وزارة الصحة من أجل احتواء انتشار الوباء في المغرب.
وتسببت رحلة مكناس وحفلة الدار البيضاء في ظهور بؤر وبائية، وفق تصريح محمد اليوبي؛ إذ تتصدر جهة الدار البيضاء سطات قائمة الإصابات بـ 159، تليها جهة مراكش آسفي بـ 93 إصابة، ثم جهة فاس مكناس بـ 91 إصابة.
وسجلت في جهة الرباط سلا القنيطرة، وفق آخر المعطيات الرسمية، 88 حالة، وبجهة طنجة تطوان الحسيمة 38 حالة، وبالجهة الشرقية 22 حالة، وبجهة بني ملال خنيفرة 17 حالة، وبجهة سوس ماسة 17 حالة.
وأكد محمد اليوبي، أن جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب لم تسجل فيهما أي إصابة بفيروس “كورونا” إلى حدود الحصيلة المعلن عنها، وأأشار إلى أن المرحلة الثانية التي دخلها المغرب بتسجيل 534 حالة، جاءت كما كان متوقعا من قبل المخطط الوطني لليقظة والتصدي لوباء كورونا، موردا أن هذه المرحلة ستعرف ارتفاعا في عدد الإصابات على غرار باقي دول العالم التي تواجه هذا الوباء، معتبرا أن هذا الارتفاع طبيعي.
وتشدد مصلحة المراقبة الوبائية بمديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، على أن وباء كورونا لم ينتشر على مستوى شامل، وهو ما يجعل البلاد حاليا في المرحلة الثانية فقط ضمن المخطط الوبائي الذي كانت الوزارة قد وضعته.
وذكرت المصلحة، أن البلاد وضعت ثلاث مراحل لانتشار الفيروس؛ الأولى تهم وجود الحالات المنقولة من خارج البلد فقط، وقد دخلها المغرب في الثاني من مارس. والمرحلة الثانية هي المرحلة التي تظهر فيها بعض الحالات المحلية، وهي التي تعيشها البلاد حاليا، ثم المرحلة الثالثة وهي التي تعرف انتشارا واسعا للمرض، وهذه المرحلة لم تدخلها بلادنا بعد.
ويتطرق المخطط الوطني للرصد والتصدي لفيروس “كورونا” المستجد للطريقة التي يتعامل بها المغرب في محاربة هذا الوباء على التراب الوطني.
ويعرّف المخطط “الحالة المحتملة” بكونها أي شخص مصاب بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد مرفوق بالحمى والسعال، وسبق له أن سافر أو مكث في منطقة انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان خلال الـ14 يوماً السابقة لظهور الأعراض، ويشمل تعريف “الحالة المحتملة” أيضاً أي شخص مصاب بعدوى حادة في الجهاز التنفسي مع حمى وسعال خلال الـ14 يوماً بعد الاتصال الجسدي مع حالة مؤكدة من الإصابة بـ”كوفيد-19″، وأي شخص عمل أو مكث في المستشفى حيث جرى تأكيد الحالة السابقة
وذكرت وزارة الصحة، من خلال البوابة الرقمية التي خصصتها للكشف عن إحصائيات الإصابة بـ”كورونا” في المغرب، أن جهة فاس مكناس عرفت أكبر عدد من الحالات بين التاسعة من مساء أمس والثامنة من صباح اليوم الثلاثاء.
وسجلت في الجهة نفسها 6 إصابات مؤكدة بتحاليل مختبرية إيجابية، لترتفع حصيلة المصابين فيها إلى 98 حالة، بينما 5 حالات أخرى جديدة اكتشفت في جهة مراكش آسفي، و3 على مستوى جهة الدار البيضاء سطات.
و شهدت الحصيلة ارتفاع عدد الإصابات في الدار البيضاء سطات تصل إلى 167 حالة، مقابل 104 في جهة مراكش آسفي و98 في الرباط سلا القنيطرة و98 حالة أخرى ضمن النطاق الترابي لجهة فاس مكناس.