توفي اليوم الجمعة، الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، ترك خلاله أثرًا عميقًا في الساحة الروحية المغربية والدولية. وبرحيله، تفقد الطرق الصوفية أحد أبرز رموزها للذين حملوا مشعل التربية الروحية ونشر قيم المحبة والتسامح.
وُلد الشيخ جمال الدين القادري بودشيش سنة 1942 بقرية مداغ الواقعة في إقليم بركان، وهي معقل الزاوية الأم. تلقى تعليمه الأول في الزاوية، قبل أن يتابع دراسته الثانوية بفاس، ومنها إلى كلية الشريعة، ثم دار الحديث الحسنية بالرباط، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية، وأتمّ مساره الأكاديمي بأطروحة لنيل الدكتوراه بعنوان “مؤسسة الزاوية في المغرب بين الأصالة والمعاصرة” سنة 2001.
وعُرف الشيخ جمال الدين بعزوفه عن الأضواء، وتفرغه الكامل للعمل الروحي، ملتزمًا بنهج والده القائم على الجمع بين التواضع وخدمة المريدين، وعدم الانخراط في الجدل العام أو الظهور الإعلامي، إلا في المناسبات الدينية الكبرى، مثل الاحتفال بالمولد النبوي، أو الندوات الفكرية التي تنظمها الطريقة.