اختار محمد العربي أبو حزم، أحد أطر جماعة العدل والإحسان بالدارالبيضاء، أن يبعث رسالة “قبل فوات الأوان” إلى محمد عبادي، الأمين العام للجماعة، بشكل مفتوح لأن “قنوات التواصل داخل الجماعة لم تعد ممكنة”، وقال “مع كامل الحسرة والأسف ليس في تنظيمنا ما أو من نلجأ إليه ليسمع مقالتنا، ناهيك عن أن يرتب على الشيء مقتضاه” مضيفا أنه لم يبق له من سبيل إلا أن يتجاوز التنظيم ورموزه فيخاطب من خلال الرسالة المفتوحة عامة “الإخوان والأخوات”.
وبعدما كال الأوضاف الجيدة بالأمين العام محمد عبادي عاد من جديد لتقريعه متهما إياه بالنكوص عن منافحة حبيبه وإمامه ومرشدجه وتوليه يوم الزحف عن نصرة ولي نعمته المتفضل عليه المحسن إليه، وعبارة التولي يوم الزحف خطيرة تترتب عنها أحكام في الفقه خطيرة، وكان أبو الحزم يعرف من البداية أنه سيتعرض لوابل من السخط والهجوم من قبل أعضاء الجماعة مع استعمال قاموس الطعن والطعان، ويتحدث كاتب الرسالة عن تجربة سابقة في تعامل “الإخوان” مع نقده لقيادة الجماعة.
وفي الفصل السادس من الرسالة يتحدث أبو الحزم عن تحويل الجماعة إلى حزب من حيث الفعلـ، رباطا ذلك بتاريخ محدد، يتعلق بالندوة الصحفية التي تم فيها تقديم محمد عبادي بصفة الأمين العام بدل المرشد العام، وتساءل الكاتب عن سر توقف دورات مجلس الشورى (برلمان الجماعة) خلال الثلاث سنوات الأخيرة من عمر مؤسس الجماعة ومرشدها عبد السلام ياسين، إلى أن تم عقد دورة استثنائية تم فيها انتخاب عبادي أـمينا عاما عقب وفاة عبد السلام ياسين مع العلم أن معدل الدورات منذ 1992 هو عام وثلاثة أشهر.
وقال أبو حزم إن دخان الصراع بين المرشد وبعض أعضاء مجلس الإرشاد بدأت منذ 2006، وأوضح أن مجلس الإرشاد تقوى بشكل كبير حتى أصبحت له الوصاية على المؤسس نفسه، واتهم أبو الحزم أعضاء مجلس الإرشاد بانتحال الصفة الروحية المتعلقة ب”الصحبة”.
الرسالة أثارت ضجة كبيرة وسط أعضاء جماعة العدل والإحسان، وتم الهجوم بشكل مكثف من قبل الذباب الالكتروني على كاتبها متهمين إياه بكثير من التهم ليس أقلها خدمة جهات أمنية، غير أن الأصعب هو إخراج صاحبها من الجماعة رابطين ذلك بالقرب من الخروج من العقيدة، ومارست قيادة الجماعة، حسب معلومات دقيقة، حصارا كبيرا تم فيه استعمال كل الأساليب حتى لا يتم تداول الرسالة وسط الجماعة.