استنكر دكاترة وباحثون وأساتذة وعمداء في ندوة حول موضوع قراءة في التطاول الإعلامي على رموز ومقدسات المملكة المغربية نظمها مركز النهار المغربية للدراسات الاستراتيجية والإعلام ومؤسسة اشطاري 24 بشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تطاول إعلام العسكر الجزائري على مقدسات وثوابت المغرب ووجهوا رسالة قوية للشعب الجزائري على أن يستحضر المبادئ القائمة على الأخوة بين البلدين وتأسيس دولة مدنية بعيدة عن كل ما هو حربي واستفزازي مؤكدين ردة فعل النظام الجزائري وإعلامه جاء نتيجة تعرضه لهزائم متتالية انطلاقا مما حدث بالكركارات زائد الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية وتأييد جل الدول للوحدة الترابية للمغرب والحضور المغربي القوي بإفريقيا سياسيا واقتصاديا، بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك.
وفي هذا الاطار أكد الدكتور حسن الزاهر، عميد كلية الشريعة بفاس أن القافلة التنموية بالمغرب تسير ولا يمكن أن توقفها أو تشوش عليها مثل هذه التصرفات من إعلام العسكر الجزائري، موضحا أن التاريخ سيسجل موقف المغرب والمغاربة من هذا السلوك ونصح بالترافع عن هذه الممارسة الدنيئة، وأن نشغل الرأي العام المغربي والمغاربي والأمة العربية بما يحققه المغرب هذا البلد الأمين من إنجازات على جميع المستويات بفضل الاستراتيجية المتبصرة لجلالة الملك التي فتحت آفاقا كبيرة للتطور والازهار بالمغرب، موضحا أن المغاربة متمسكون بالمقدسات ولن تغير مثل هذه السلوكات الدنيئة من الإعلام الجزائري أي شيء، وأنه كان بالأحرى بالنظام الجزائري أن يسير في اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين الجارين خدمة للمواطن الجزائري والمغربي والأمة العربية والإسلامية، وأوضح الدكتور حسن الزاهر أن ما قام به الإعلام الجزائري ليس تطاولا فقط بل مساس بمقدسات وثوابت المغاربة والأمة بصفة عامة وأنه لا يمكن أن نسمي الإعلام الذي وصلت به الدناءة إلى هذا المستوى بالإعلام، لان الإعلام اشرف بكثير من أن ينزل الى هذا المستوى من الحضيض، وأضاف الدكتور الزاهر انه أصبحنا نتأكد يوما بعد يوم أن لدينا أعداءً يتربصون بهذا البلد الآمن ولا يروقهم ما يرونه من إنجازات وتقدم المغرب في كل المجالات بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك.
وفي مداخلته أكد الدكتور ادريس قريش أستاذ العلاقات الدولية ووزير مفوض في التقاعد ان الإساءة الجزائرية لمقدسات المغرب تمت مواجهتها بإجماع وطني واستنكار شديد ومطلق من طرف المغاربة خصوصا وأن سهم الغدر جاء من ذوي القربى، وأكد أنه لفهم سبب عداء النظام الجزائري للمغرب لا يقتضي استحضار العوامل التاريخية والاستعانة بآليات التحليل السياسي بل يحتاج إلى الاستعانة بآليات التحليل النفسي للعقيدة السياسية للنظام الجزائري وإخضاعها لآليات علم النفس، واوضح الدكتور قريش أن المغرب والجزائر دولتان غير متجانستين، فالمغرب يقول الدكتور قريش دولة أمة ضاربة في عمق المجد الحضاري الإنساني ومنفتح على الفكر الحداثي وتشجيع القيم الكونية والتفاعل مع القضايا الإقليمية والدولية ونصرة القيم والثوابت المشروعة، أما الجزائر فهي في صراع مع الذات باحثة عن كينونتها وهويتها، مما شكل لها عقدة في بعدها النفسي تترجمها مواقفها تُّجاه شعوب المنطقة، مؤكدا أنه ومنذ ولادتها انطلقت الجزائر بصراع وهمي مع المغرب وسعيها إلى بناء قوة، وتحاول إثبات ذاتها على حساب الثوابت، مما حدا بها إلى محاولة الهيمنة الإقليمية في إطار الاستقطاب مراهنة على إنشاء قوة لا تمتلك مقومتها على حساب إضعاف جيرانها وهو توجه يقول الدكتور قريش فاشي ونازي حكم عليه التاريخ بالفشل والزوال، واعتبر قريش أن الجزائر ككيان سياسي بسبب عقدته النفسية وسوء تقديره للأخوة والجوار والأصل التاريخي لا يعير أي أهمية للمصداقية مما جعله ينكث عهده مع المغرب في كل المحطات التاريخية.
وأضاف الدكتور قريش قائلا: من موقفي كدبلوماسي أرى أن النظام الجزائري فاقد للمصداقية والجدية وعزز مواقفه بسياسة الكذب والتضليل وهو أسلوب المنهزم في مصطلح العلاقات الدولية “مؤكدا أن المؤسسة العسكرية لم تبتلع الانتصار الكاسح والتموقع القوي للمغرب في الساحة الدولية وهو مظهر من مظاهر ارتباك النظام الجزائري وعزلته على المستوى القاري والدولي، مبينا أن المغرب استوعب هذا التوجه وتجاوزه من خلال محاولته مد الجسور انطلاقا من معدنه النفيس وعمقه الروحي، غير أن النظام الجزائري لم يستجِبْ لليد الممدودة والقلب المفتوح حتى بلغ به الحال الى التطاول على رموز الأمة مما جعله محل استنكار من قبل الأعداء قبل الاصدقاء، ووجه الدكتور قريش رسالة قوية للشعب الجزائري على ان يستحضر المبادئ القائمة على الأخوة بين البلدين وتأسيس دولة مدنية بعيدة عن كل ما هو حربي واستفزازي.
من جهته أكد الدكتور أحمد درداري رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات وأستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة عبد المالك بتطوان، أن المغرب كان متفوقا دائما على الجزائر في مقاييس صراع المصالح وأثبت جدارة قيادته ودبلوماسيته، موضحا أن المغرب مدرسة دبلوماسية كبيرة استطاع ان يحصل على الاعتراف بمغربية الصحراء من اقوى دولة في العالم وأعاد العلاقات مع اسرائيل مما اربك النظام الجزائري الذي حاول نقل المعركة من معركة مصالح الى حرب القيم وذهب إلى المس بأشياء يعلم مسبقا انها عزيزة على الشعب المغربي ويريد بالتالي ان ينتقم لإحراجه ويحاول تحريك المشاعر وفق قانون البغض الذي يجعل التلميذ الكسول يحاول دائما ان يمزق دفاتر التلميذ المجتهد والدولة الكسولة تفكر دائما في خلق حرب للدولة المجتهدة، موضحا ان العالم الآن يتطور بالازمة وان الازمات تدفعنا الى الامام الا في الجزائر حيث تزيدها الازمات قمعا، فصناعة الخوف يقول في الجزائر يؤكد الدكتور احمد درداري مسألة تخطيط عسكري ومحاولة إبقاء الشعب بدون تنمية، موضحا ان الجزائر لا تحسب حساباتها بشكل دقيق فهي ليست قوة عظمى ولا يمكن ان تبني استمرار النظام السياسي بالتحرش والصراع مع المغرب، مؤكدا ان التوجه الذي يسير به النظام الجزائري يبشر بالانتحار وليس التنمية.
واكد الدكتور احمد درداري ان ما قامت به قناة الشروق الجزائرية هو اسلوب دنيء لا يمكن ان يصل حتى الى مجتمع القردة فالقرد يقول الزوهري هو الذي يريد ان يشبه حركته بحركة الانسان، مؤكدا ان الدولة العسكرية وحكم العصابات لم يعد له مكان في العالم والعهد الدولي الجديد، وان الاستمرار في تسخير الاعلام العسكري بعيدا عن اخلاقيات الصحافة هو اعلام القردة، وان الجزائريين الأحرار يعلمون جيدا انه لا يمكن تفريغ مطالبهم في خلق مشاكل مع المغرب، لان المشكل الاول في البلاد هو الديمقراطية والتنمية وان المغرب سيكون عاملا محفزا لانتقال الأوضاع في الجزائر من ما هو موجود الى احسن
واكد الدكتور احمد درداري ان جلالة الملك بالنسبة للمغرب تجتمع فيه كل الصفات فالملك هو السلطان والملك هو امير المؤمنين وامارة المومنين تمتد الى ادغال افريقيا والملك هو رئيس دولة حكيم والملك هو الانسان المتواضع ومن استهزأ بالملك اخطا الطريق، موضحا ان الدولة مشروع سياسي وليس العصابة والجيش الذي اصبح عند الجزائر الكل في الكل مؤكدا ان اعلام الشروق اعلام عسكري حربي يتجه نحو النازية والهتليرية، وان غياب الدولة المدنية يجعل الجيش عصابة تمتد يد الفتن لديها الى كل الدول الافريقية، مضيفا انه ليس هكذا تكون الدولة فالدولة باحزابها واعلامها الحر اما الجزائر فهي بؤرة الظلام التي يجب تفكيكها بسبب غياب قيادة آمنة، موضحا ان المغرب له تاريخ لا يفقه فيه الا العلماء وان التاريخ الدبلوماسي كبير وعميق وان الجيش في الجزائر اراد ان يستثمر القصة الوهمية للبوليساريو وسخر العداء الاعلامي ضد المغرب.
كما اكد الدكتور احمد درداري ان جلالة الملك ظله الروحي يمتد الى افريقيا وان هناك جزائريين يبايعون أمير المؤمنين، مبينا كيف ان المغاربة محظوظون لان لديهم امير المؤمنين وان الثوابت عن المغاربة راسخة والتنمية هو الهدف من وجود الدولة وان المغرب لديه ديمقراطية القرار التشاركي وابرز كيف ان جميع المغاربة تضامنوا منذ ظهور وباء كورونا الى مرحلة التلقيح وان الحرية في المغرب هي الأصل وهي في المقابل معدومة في الجزائر
من جهته ابرز الاستاذ محمد الزوهري، منسق مسلك علوم الإعلام والتواصل بكلية الاداب بفاس خلفيات إساءة قناة الشروق لشخصية جلالة الملك والشعب.
واعتبر ان ردة فعل النظام الجزائري وإعلامه جاء نتيجة تعرضه لخمس هزائم: ما حدث بالكركارات زائد الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية وتأييد غالبية الدول العربية والإسلامية للقضية المغربية والحضور المغربي القوي بإفريقيا سياسيا واقتصاديا وفشل النظام ومعه الإعلام الرسمي في إثبات أن هناك حربا في الصحراء من خلال فبركة صور لا اساس لها من الصحة.
واكد الاستاذ محمد الزوهري ان الإعلام الجزائري موجه وليس خدمة عمومية تضمن الحق في الوصول إلى المعلومة والاهتمام بالانشغالات الحقيقية للمواطنين الجزائريين
إعلام يغرد خارج السرب في محاولة لإلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية،لكن الإعلام، يقول الزوهري، المفتوح ووسائط التواصل الاجتماعي فضح مخططات النظام الجزائري. واكد الزوهري ان الجزائر تصنف في التقارير الدولية كدولة تصادر حرية التعبير وتقمع الصحافة. موكدا النظام الجزائري تنكر للتاريخ والدم المشترك ولموقف المغرب التاريخي لدعم الثورة الجزائرية
واكد الزهري أن الشعب الجزائري فقد الثقة في نظامه الفاقد. وأن النظام والإعلام الرسمي لا شغل له سوى المغرب بينما يتجاهل حاجيات الشعب في العيش الكريم، مبرزا ان هناك تبديد الملايير على دعم الانفصاليين في قضية لا دخل له فيها، بينما عجز عن تأمين الحليب والسميد والخضر لشعبه.