جاء في الأثر “الحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها فهو أحق الناس بها”. والمغاربة أولى بالحكمة الإنسانية من غيرهم، لسبب بسيط هو قدرتهم على استيعاب المعارف الإنسانية، ويكفي أنهم الشعب الذي يتكلم لغات العالم كأنها لغته الأصلية، كما استطاع ضبط العديد من المعارف الإنسانية، وهو موجود اليوم في كل مواقع البحث العلمي في العالم، وأكدت تجربة فيروس كورونا أن المغاربة قادرين على اختراع ما بواسطته يستطيعون مواجهة الجائحة، وبإنتاج محلي خالص.
عمدت بعض الدول مثل الصين وكوريا الشمالية إلى استعمال تطبيق عبر الهواتف الذكية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث يعمل التطبيق على تنبيه المستخدم بتعرضه للفيروس عبر مخالطة مرضى مؤكدين.
هذا التطبيق، المستعمل اليوم في عدد كبير من بلدان العالم، يستطيع تحديد التواصل بين مرضى مؤكدين وبين أشخاص تواصلوا معهم خلال الـ14 يومًا قبل تأكيد إصابتهم بالمرض.
ويفسح التطبيق المجال لكل واحد وواحدة، ويوفر القدرة على المعرفة السريعة والدقيقة فيما إذا كانوا قد تواصلوا مع شخص أصيب بعدوى كورونا، وهو ما يمكننا من وقف انتشار هذه الجائحة. ويوفر التطبيق خاصية التحذير بخصوص الانكشاف والاحتكاك مع مريض مؤكد، عبر إرسال إشعار حول موقع وتوقيت التعرض للفيروس.
وفي حال وجود رابط بين مستخدم التطبيق وبعض المصابين يتم اتخاذ بعض الإجراءات الصحية كأن يتم القيام بتحليلات مخبرية للشخص المعني.
ويمكن أن يتضمن التطبيق خاصيات أخرى تسعى جميعا إلى الحد من انتشار جائحة كورونا، وهو إنتاج يدخل ضمن الحكمة الإنسانية التي ينبغي أن يأخذ بها المغاربة الذين أبدعوا في كل المجالات.
المعركة اليوم هي معركة إرادة، وقد فتحت الجائحة الباب من أجل الاختراع والإبداع، فخلال فترة حرجة وفي ظل حالة الطوارئ الصحية، ودون دعم أجنبي، تمكن المغاربة من اختراع بوابة للتعقيم الآلي الأوتوماتيكي، النادرة في كل دول العالم، واخترعوا أجهزة تنفس صناعية دون حاجة لخبرة أحد بل هو إنتاج مغربي خالص مائة بالمائة.
المغاربة ليسوا في حاجة لشيء سوى إرادة قوية على فتح المجال أمام الشباب كي يبدع بشكل قوي وكبير وهو قادر على خلق “المعجزات” التي لا ينتظرها أحد.
فكل الإنتاج الصناعي مجرد معادلات رياضية وفيزيائية يحولها المهندسون إلى خرائط قابلة للإنجاز عبر معامل يتم توفيرها لهذا الغرض، ويبدو أن فيروس كورونا، له إيجابيات أيضا رغم أنه فتاك وقاتل، ومن إيجابياته أنه كشف لنا أن المغاربة قادرون على الاختراع في كل المجالات، ومن اخترع بوابة التعقيم واخترع جهاز التنفس الصناعي يمكن أن يخترع أشياء أخرى ينافس بها عبر العالم.
هؤلاء الشباب المخترعون بتنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي يمكن أن ينجزوا تطبيقا مختلفا عما هو موجود في العالم لمراقبة انتشار جائحة كورونا والحد من انتشارها.