مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيربييسوس متحدثا في مؤتمر صحافي في جنيف. 23 مارس 2020
حذرت منظمة الصحة العالمية الإثنين بأن فيروس كورونا المستجد أكثر فتكا بعشر مرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا “إتش1 إن1” التي ظهرت في مارس 2009 في المكسيك، داعية إلى رفع الحجر المنزلي “ببطء”.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من جنيف إن “البيانات التي تم جمعها في عدة بلدان تعطينا صورة أكثر وضوحا لهذا الفيروس وسلوكه وطريقة وقفه”.
وتابع “نعرف أن كوفيد-19 ينتشر بسرعة ونعرف أنه فتاك، أكثر بعشر مرات من الفيروس المسبب لوباء الإنفلونزا عام 2009”.
وبلغت حصيلة وباء كوفيد-19 حوالى 115 ألف وفاة في العالم منذ ظهور الفيروس الجديد في ديسمبر في الصين، وفق حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، في حين أن إنفلونزا “إتش1 إن1” أسفرت عن 18500 وفاة بحسب منظمة الصحة، فيما قدرت مجلة “ذي لانسيت” الطبية عدد الوفيات بين 151700 و575400.
وترافق انتشار فيروس “إتش1 إن1” مع حملات تلقيح مكثفة. واتُّهمت منظمة الصحة كما الدول الغربية وخصوصا الأوروبية لاحقا بالمبالغة في حجم التعبئة في حين أن الإنفلونزا الموسمية تودي كل سنة بـ250 إلى 500 ألف شخص، وفق السلطات الصحية العالمية.
وفي انتظار التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، دعت منظمة الصحة الدول إلى اعتماد سياسة فحوص معممة لكشف الحالات المشتبه بها وعزل المرضى ومتابعة الأشخاص الذين تواصلوا معهم.
لكن غيبريسوس أقر بأن “عهد العولمة يعني أن مخاطر معاودة ظهور كوفيد-19 وانتشاره ستستمر”.
وتابع أنه “في نهاية المطاف، سيكون من الضروري التوصل إلى لقاح دائم وفعال وتوزيعه لوقف انتشار العدوى بشكل كامل”.
وفي مواجهة النقص في فحوص الكشف واستنفاد طاقات المستشفيات والمراكز الطبية في بعض الدول، فرضت الحكومات تدابير حجر صحي شلت أجزاء كاملة من الاقتصاد.
وتزايدت الضغوط في الأيام الأخيرة لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد.
وقال مدير منظمة الصحة أن “على الدول أن توجد توازنا بين تدابير مكافحة الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 وعن أمراض أخرى ناتجة عن استنفاد طاقات الأنظمة الصحية، وبين الوطأة الاجتماعية والاقتصادية” للوباء.
لكنه جدد دعوته إلى رفع تدريجي لتدابير الحجر المنزلي، بعدما حذرت المنظمة الجمعة بأن رفعها بشكل سابق لأوانه قد يؤدي إلى “عودة فتاكة” للوباء.
وأوضح غيبريسوس “نعرف أنه في بعض الدول، تتضاعف الأرقام كل ثلاثة أو أربعة أيام. وفيما ينتشر كوفيد-19 بسرعة كبيرة، فهو ينحسر ببطء أكبر”.
وأضاف “هذا يعني أن التدابير يجب أن ترفع ببطء”.