أجمع وزراء الحكومة وخبراء مغاربة، عن إجتياز المغرب المرحلة الأسوأ في انتشار جائحة ” كورونا”، والتمكن من السيطرة على انتشار الفيروس، مشددين على أن الحالة الوبائية متحكم فيها، عبر رصد أعداد المخالطين الذي وصل إلى حدود 13 ألف مخالط للمصابين بالوباء، بالرغم من الاقتراب من تجاوز عتبة 3 آلاف مصاب بالفيروس، مقابل ارتفاع حالات التعافي وتراجع نسب الوفيات بالوباء، وذلك بعدما تمكن المغرب من التنزيل الفعلي لاستراتيجية الرصد الوبائي بتنسيق من السلطات المحلية بالأقاليم والمدن لتتبع الحالات المخالطة، ومحاصرة تفشي الفيروس في عدد من الوحدات الصناعية والفضاءات التجارية، وتسارع وثيرة التحاليل المخبرية، وارتفاع نسب التعافي من الوباء بفضل اتباع البروتوكول العلاجي للكلوروكين.
وأكد وزير الصحة، أن مختلف التدابير التي اتخذها المغرب لمواجهة انتشار جائحة فيروس كورونا، من خلال حالة الطوارئ الصحية وإجرءات الحجر الصحي والعلاجات الاستباقية واستعمال الكمامات، جنبت المغرب الأسوأ، فيما اعتبر رئيس الحكومة أن التدابير المتخذة استطاعت أن تجنب بلدنا الأسوأ وأن تعطيه تألقا وأن يكون في مستوى الحدث واللحظة، “لأننا من بين الدول السباقة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية والاحترازية، وفرض حالة الطوارئ الصحية في كافة أنحاء التراب الوطني”، وأشار بدوره سعيد أمزازي الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال إعلانه عن حالة الطوارئ الصحية الثانية عقب المجلس الحكومي، على أن المغرب تجاوز مرحلة الأسوأ.
وشدد وزير الصحة، على أن الحالة الوبائية جد متحكم فيها ومسيطر عليها، وذلك بفضل الإجراءات الاحترازية والاستباقية التي اتخذها المغرب، بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وقيادته الرشيدة وخطته السديدة، وأيضا الانخراط الكلي لجميع الفاعلين لصد وحصر الوباء.
وشدد الوزير على أنه يتعين تثمين هذه الإجراءات، التي “جنبتنا مخاطر كثيرة”، باعتبارها مكتسبا، مسجلا “أننا لم نصل بعد لبر الأمان”، وبالتالي، يضيف المسؤول “ارتأينا تمديد حالة الطوارئ والحجر الصحي لنصل إلى بر الأمان، لأن أي تراخ في هذا المجال يمكن أن يحدث انتكاسة تعود بالأسوأ”.
ودعا الوزير إلى مزيد من الحذر، داعيا الجميع إلى الانخراط في حالة الطوارئ الجديدة، التي أعطت نتائج جد إيجابية وحميدة، مناشدا المواطنين البرهنة عن مزيد من الصبر والتضامن، إذ “دون المساهمة الفعالة للمواطنين لا يمكن إنجاح الجهود المبذولة”.
و أشار المسؤول الحكومي، إلى أن الحالة الوبائية التي عرفها المغرب في الأيام الأخيرة شهدت بعض التطور في عدد حالات الإصابة بفعل ظهور بعض البؤر في عدد من المناطق، أكد أنه تم التحكم في هذه البؤر بسرعة هائلة، معتبرا أنها “لا يجب أن تدعو للخوف بل للحذر واليقظة”، موضحا، “بدأنا بقوة ولذا يجب أن ننتهي بقوة”، مبرزا أن الخروج من حالة الطوارئ لا يمكن أن يتم دون استراتيجية دقيقة لتفادي الأسوأ، بل يلزم على الجميع، “الانخراط في حالة الطوارئ الجديدة التي أعطت نتائج جد إيجابية وحميدة”.
واتخذ المغرب حوالي 300 إجراء في مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، من أجل مواجهة آثار جائحة فيروس كورونا.
و اتخذت الحكومة، بتوجيهات مليكة سامية، مجموعة من التدابير والقرارات في هذه “الظرفية الاستثنائية وغير المسبوقة تطلبت مستوى عالي من الوطنية والالتزام والتضامن والتعاون، و تطلبت الاجتهاد والإبداع لإيجاد حلول للتغلب على الفيروس ومواجهة تداعياته”.
وشددت الحكومة على أنه تم اتخاذ ما لا يقل عن 300 إجراء، إما كإجراءات لمواكبة تنفيذ الحجر الصحي، أو متعلقة بالتخفيف من الآثار الاجتماعية، وأيضا كتدابير للتخفيف من التداعيات الاقتصادية.
وتشدد الحكومة، على أن هذه الظرفية الاستثنائية شكلت مناسبة للتعبير على الإجماع الوطني لكافة القوى الحية للأمة والتفافها وراء جلالة الملك حفظه لله، كما دأبت على ذلك دائما، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالح العليا الحيوية للوطن والمواطنين، و أن هذه فرصة أيضا للتعبير عن القيم العميقة الحضارية الكبرى للشعب المغربي المتمثلة في التضامن والتكافل والتآزر في مثل هذه الظروف الصعبة، وهو التلاحم الذي استأثر بإشادة وتنويه العديد من المنابر الإعلامية على الصعيد الدولي.