فتحت منتزهات فاس أبوابها، الخميس، أمام الجمهور بعد إغلاق دام ثلاثة أشهر، أملته التدابير المتخذة من قبل السلطات المختصة لمكافحة انتشار وباء كوفيد 19.
هواة الرياضة، عائلات، وأساسا أطفال، عانقوا الهواء الطلق وجددوا صلتهم بالفضاءات الخضراء، وخصوصا منتزه أمريكا اللاتينية الذي يتمركز وسط المدينة، معتادا على استقطاب زوار من كل الأحياء.
في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر مواطنون عن سعادتهم باستعادة حرية التنزه بعد أسابيع طويلة من الحجر مؤكدين أهمية الرياضة في الفضاءات المفتوحة، كمتنفس يعزز السلامة الصحية الجماعية.
لكنهم شددوا في المقابل على أن هذه الفسحة المستعادة لا ينبغي أن تنسي المواطنين هاجس احترام قواعد التباعد الاجتماعي والسلوكات الحاجزة في زمن استمرار الفيروس.
وكان البلاغ المشترك لوزارات الداخلية والصحة والصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي قد أعلن إعادة فتح الفضاءات العمومية في الهواء الطلق من منتزهات وحدائق وأماكن عمومية وكذا استئناف الأنشطة الرياضية بشكل فردي مثل المشي والدراجات.
وجاءت هذه التدابير في إطار قرار السلطات العمومية الانتقال الى المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي ابتداء من 24 يونيو مع الأخذ بعين الاعتبار التوازن بين تطور الوضعية الوبائية بالمملكة ومقتضيات العودة التدريجية الى الحياة العادية واطلاق الاقتصاد الوطني.
ومن جهة اخرى استأنف مهنيو النقل الطرقي للمسافرين عبر الحافلات نشاطهم على صعيد فاس، الخميس، في إطار احترام تام للتدابير الصحية المقررة من قبل السلطات العمومية.
وتلقى مستخدمو النقل الطرقي ومهنيوه بكثير من الارتياح قرار وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الاستئناف التدريجي لأنشطة النقل بعد ثلاثة أشهر من التوقف، في إطار التدابير الوقائية المتخذة لمكافحة انتشار كوفيد 19.
وحماية لسلامة المسافرين والمستخدمين، قامت الوزارة الوصية بوضع دفتر للتحملات يتعلق بتدبير مخاطر انتشار وباء كوفيد 19 بالنسبة لمقاولات النقل ومستخدميهم، فضلا عن دفتر تحملات متعلق بالمحطات الطرقية.
وقال نائب رئيس جماعة فاس، محمد الحارثي، إن المحطة الطرقية لفاس باتت مفتوحة ومهنيو القطاع استأنفوا نشاطهم في سياق مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أثر سلبا على العديد من القطاعات.
وسجل أن المهنيين اتخذوا عدة إجراءات لتقليص عدد المسافرين من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة الزبناء مشيرا الى عمليات تطهير وتعقيم منتظمة على مستوى المحطة الطرقية.
وأوضح الحارثي أن جماعة فاس قررت برمجة غلاف مالي لصيانة وتأهيل المحطة لتحسين جودة الخدمات المقدمة لفائدة المسافرين.
حسن سريوع، أحد مهنيي سيارات الأجرة، لاحظ أن نشاط النقل يظل ضعيفا مؤكدا أن السائقين مستعدون للمشاركة في تحسيس وتعبئة الزبناء بخصوص احترام التدابير الوقائية والصحية.
وأضاف أنه يجري تسجيل رقم بطاقة التعريف الوطنية لكل مسافر وعنوانه من أجل التحكم في سلسلة انتشار الفيروس.
ومن داخل المحطة الطرقية لفاس، قال ممثل المستخدمين محمد المرابط إن نشاط نقل المسافرين بدأ بشكل تدريجي مؤكدا أن اللحظة تفرض تحسيس المسافرين بأهمية التدابير الصحية المتخذة من قبل السلطات العمومية.
وذكر مستعملي وسائل النقل العام بضرورة حيازة بطاقة التعريف الوطنية وارتداء الكمامات من أجل الحد من انتشار الفيروس.
ويتضمن دفتر التحملات المنشور على موقع الوزارة الوصية مجموعة من التدابير والآليات الوقائية التي يتعين احترامها بشكل صارم من قبل مسؤولي المحطات الطرقية والمسافرين من أجل خدمات آمنة.