بعروض مغرية وتشجيعية لجذب السياح، لاسيما المغاربة ، وبعد الانتهاء من الاستعدادات المتعلقة بتوفير شروط السلامة والصحة تفاديا لانتشار فيروس كورونا، بدأت الوحدات الفندقية بالشريط الساحلي مير اللفت – سيدي إفني (جهة كلميم واد نون)، الاستعدادات لفترة الصيف بعد السماح لها باستئناف أنشطتها في إطار برنامج التخفيف من الحجر الصحي.
وأكد بعض من هذه الوحدات لوكالة المغرب العربي للأنباء عن استقبال حجوزات داخلية تغطي الأسبوعين الأولين من شهر غشت المقبل، وهو ما شكل حافزا للتنافس في تقديم عروض لجذب رواد السياحة الداخلية لا سيما وأن هذا الشريط معروف وطنيا كوجهة مفضلة لعشاق البحر والجبل معا داخل المغرب وخارجه.
وحرصا علي سلامة النزلاء، وكذا العاملين، تواصل بعض الوحدات الفندقية، على قدم وساق، وضع اللمسات الأخيرة بكل ما يتعلق بالتدابير الاحترازية من إشارات احترام المسافة الصحية ووضع مستلزمات الوقاية من معقمات كحولية بالغرف وكل الفضاءات المحتمل ارتيادها من قبل الزبون اتساقا مع جهود الدولة الوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد و للحماية والوقاية من تداعياته.
وبالفعل، بدأت وحدات في استقبال زبناء أوفياء لهذه المنطقة، ولو بشكل محتشم، إلا أنها إشارة مطمئنة تحفز أرباب الوحدات مراهنين على استقطاب أكبر عدد من السياح، وتعويض الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي، كغيره من القطاعات الاقتصادية، بسبب أزمة كورونا المستجد.
يقول بورما أحمد، مدير وحدة فندقية بمير اللفت، إن تدبير المرحلة المقبلة ، بعد توقف دام لأكثر من 3 أشهر بسبب (كوفيد 19)، “معقد نوع ما”، فعادة، يضيف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كان العمل مع الزبناء الأجانب، لكن ونظرا لصعوبة تنظيم هؤلاء السياح لرحلاتهم مسبقا بسبب إغلاق الحدود وطنيا ودوليا، ركزنا على السياحة الوطنية.
وبعد أن أبرز أن الوحدة تستقبل عادة خلال موسم الصيف (يوليوز وغشت) بين 40 و50 في المئة من السياح المغاربة، توقع أن تصل النسبة هذه السنة الى 100 بالمئة ، معتبرا أن هذه مناسبة سانحة ل”الاقتراب أكثر فأكثر” من السائح المغربي.
وبالإضافة الى عروض لجذب هذا السائح منها حزمة من التخفيضات في الأسعار، تفتقت العقلية التجارية لدى بورما عن فكرة تتمثل في اقتراح عرض للعائلات المغربية عبارة عن “حجز كامل للوحدة الفندقية” ولو” 50 في المائة من الغرف فقط” شريطة أن لا تتجاوز فترة الحجز أسبوعا واحدا .
ولهذا العرض، وفق بورما، مزايا عدة، يكفي منها إتاحة الفرصة للعائلات للبقاء لوحدها حفاظا على سلامتها وصحتها وتفاديا لتفشي الفيروس في صفوفهم وكذا في صفوف العاملين ف” الفكرة آمنة لنا ولهم معا”، هذا مع الاستمتاع بما توفره الوحدة من شروط الاستجمام في ظل طبيعة خلابة ، بحرا وجبلا، وفي أجواء عائلية حميمية .
وبدأت الفكرة تؤتي أكلها ، يؤكد بورما، حيث تم ، لحد الآن، حجز أسبوعين من قبل عائلات مغربية ، خلال شهر غشت المقبل.
وعرج على فترة الإغلاق بسبب كورونا التي وصفها ب”الصعبة” بالنسبة للفاعلين السياحيين وكذا بالنسبة للعاملين.
محمد بوحيل ، مدير وحدة فنديقة أخرى، توقف أيضا بدوره عند مرحلة “الاغلاق الاضطراري” التي تضرر منها القطاع السياحي، لاسيما بهذه المنطقة المعروفة، خلال فترة الصيف، باستقطاب السياح المغاربة العاشقين للبحر والجبل. اتخدنا مجموعة من التدابير، يقول، راعينا فيها، أولا وقبل شيء صحة زبنائنا هذا مع توفير شروط الراحة لهم للعودة للحياة الطبيعية وتنفس الصعداء بعد فترة حجر طويلة.
أكدت إيمان أجعمون، في هذا الإطار، وهي وعائلتها من الزبناء الأوفياء لمير اللفت، أنها اختارت مع أفراد أسرتها، قضاء فترة راحة بالمنطقة بعد فترة الحجر، مستغلة الفرصة للاستمتاع والاستعداد للامتحانات المقبلة.
ودعت إيمان المغاربة الى قضاء فترات عطلهم بالمغرب واكتشاف مناطق جميلة وبالتالي تعزيز الاقتصاد الوطني عبر السياحة الداخلية.
ما هو أكيد أن القطاع السياحي بجهة كلميم واد نون ككل ، وبهذا الشريط خصوص، وبالرغم من الأضرار التي تكبدها، سيتعافى من أعراض كورونا، من وتعود الحياة الى طبيعتها بهذا الشريط الذي يلتقي فيه السائح المغربي مع السائح الأجنبي في مشهد قل نظيره بالعالم .
وسبق للمندوب الجهوي للسياحة بجهة كلميم واد نون، الراجي العلوي سيدي أحمد، أن أكد في تصريح للوكالة أن الفاعلين بالجهة، منكبين على التخطيط لبرنامج ترويجي يرتكز على إبرازها كمنطقة أمان، وخلق منتوج سياحي يتلاءم مع الزبناء الجدد، الذين يشكل السياح المغاربة منهم، نسبة 75 في المئة.
كما أكد المسؤول للوكالة أن العروض بدأت تنهال على المؤسسات الفندقية بالجهة لفترة الصيف، حيث أعلنت بعض المؤسسات أن نسبة الملء لديها خلال شهر غشت المقبل وصلت ل 100 بالمائة.
وبالإضافة الى السياح المغاربة ذكر المسؤول أن هناك ما يقارب من سبع (7) مؤسسات سياحية “تشتغل حاليا مع السياح الأجانب الذين استضافتهم الجهة، والذين فضلوا، حتى بعد فتح البلدان الأوروبية أجوائها لعودة رعاياها، البقاء بها، وبشكل طبيعي، على مستوى سيدي إفني وطانطان وبجماعتي أسرير وأداي (إقليم كلميم)”، في احترام تام للمعايير الوقائية التي حددتها السلطات.