أشاد مؤرخون وباحثون من المغرب وفلسطين بجهود جلالة الملك في تعزيز صمود الفلسطينيين، والإشراف المباشر لجلالة الملك على أعمال وكالة بيت مال القدس في خدمة القدس ودعم أهلها المرابطين، منوهين بجهود المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، في دعم وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تساهم في تعزيز صمود الفلسطينيين في مدينة القدس، وأكدوا الأدوار المغربية المشرفة لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وللدفاع عن مقدسات الأمة في القدس وفي طليعتها المسجد الأقصى المبارك.
وابرز المتدخلون خلال ندوة نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف بتعاون مع مركز (النهار المغربية) للدراسات الإستراتيجية والإعلام اول امس الخميس بالرباط، حول”الحضور المغربي في القدس وفلسطين: الرموز والدلالات” الدور الذي يضطلع به المغرب “بقناعة راسخة بقيادة جلالة الملك ، وبشكل مبدئي وثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية، لمواجهة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم على المستوى السياسي، والاقتصادي والاجتماعي والوبائي والمناخي، مبرزين ان القضية الفلسطينية تحظى بدعم ومساندة جميع الأطراف الفاعلة في المغرب، موضحين ان الاهتمام المغربي بالقدس ليس شعبويا ولا سياسويا يخدم أغراضا داخلية بل هو من صميم المبدأ الثابت، مذكرين بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها المملكة في هذا الصدد”. كما سلط المتدخلون الضوء على الحضور المهم للمغاربة في المدينة المقدسة وفي بعض المناطق الفلسطينية الأخرى، وعلى رمزية هذا الحضور ودلالاته العميقة، كما ابرزوا التراث العلمي للفلسطينيين من أصل مغربي، وإسهاماتهم المتنوعة في الحقول المختلفة وسلطوا الضوء على العلاقة التاريخية الوطيدة التي ربطت بين المغاربة والقدس، مؤكدين على أن الحضور المغربي في القدس وفلسطين لا يطرح تحدي الإثبات، بقدر ما يستدعي بدل المزيد من الجهود التوثيقية. وأكدوا أن الوجود المغربي في بيت المقدس، عبر مختلف المراحل التاريخية، لم يكن مطبوعا بالعزلة، مبرزين أن المغاربة شكلوا جزءًا أساسيا من النسيج الاجتماعي المقدسي. وشملت محاور الندوة مجموعة من المواضيع، أبرزها “مغاربة القدس وفلسطين: بين الارتباط بالأرض والحنين إلى الجذور”، و”دلالات ورموز الحضور المغربي في القدس في ضوء دراسة (المغاربة في بيت المقدس)”، و”بين حارة المغاربة وباب المغاربة: ذاكرة الجهاد والرباط في بيت المقدس”، و”الربعة المغربية المحفوظة في المسجد الأقصى المبارك للسلطان أبي الحسن المريني”. كما ناقشت الندوة مواضيع ”من عهد المغفور له جلالة الملك محمد الخامس إلى عهد جلالة الملك محمد السادس: الحضور المغربي في القدس وفلسطين من خلال العمل الدبلوماسي”، و”ثبات الموقف المغربي من القدس والقضية الفلسطينية وجدانيا وروحيا”، و”فلسطين والقدس.. حضور متواصل في الفكر المغربي”.
*****************
مركز “النهار المغربية” للدراسات الإستراتيجية والإعلام قوة اقتراحية في السياسة والاجتماع والإعلام
اكد طارق عبيبو ممثل مركز النهار المغربية للدراسات الاستراتيجية والإعلام في كلمة له خلال ندوة حول”الحضور المغربي في القدس وفلسطين: الرموز والدلالات” ان مركز “النهار المغربية” للدراسات الاستراتيجية والإعلام هو مركز بحثي، يضم باحثين وأكاديميين وصحفيين، يهتم بالدراسات والأبحاث التي يعتبر المغرب مركزها، ويسعى إلى تنشيط الحياة الثقافية والفكرية وأن يكون قوة اقتراحية في السياسة والاجتماع والإعلام، ويرتكز على قاعدة الموضوعية والحياد في الأبحاث التي يقوم بها ويؤمن أن الدراسات العلمية لا تقوم على اتخاذ موقف مسبق من القضايا. واكد عبيبو ان المركز تأسس بمبادرة من صحيفة النهار المغربيةو أعلن منذ يومه الأول عدم الارتهان إلى خط معين باستثناء الحقيقة التي يفرزها البحث والتحري، كما أكد على الانفتاح على كافة فئات المجتمع مع حصر اشتغاله في صف الباحثين ومحترفي الدرسات. ويعتمد المركز من أجل إنجاز مهامه على: – التعاقد مع باحثين ومهتمين من أجل إنجاز دراسات وأبحاث – عقد الندوات التخصصية بمشاركة مفكرين وكتاب ودارسين – التفاعل مع القضايا والتحولات التي يعرفها المغرب – اعتماد الموضوعية والحياد وعدم الانحياز لأي موقف – نشر الدراسات والأبحاث التي ينجزها – نشر الأبحاث والدراسات التي ترده من باحثين ويرى أنها ذات جدوى – تيسير وتشجيع البحث والدراسة في إطار أنشطة ترتبط بأهداف المركز – دعم وتشجيع المشاريع العلمية والأكاديمية – تأسيس فضاء للحوار والتواصل بين المثقفين والباحثين والصحفيين والمهتمين – الأبحاث والدراسات والأعمال الفكرية والأكاديمية. – إنجاز الدراسات والأبحاث المطلوبة من المركز من قبل جهات أخرى. – تنظيم ورشات العمل والدورات التكوينية. وتنزيلا لهاته الأهداف قام المركز بعقد ندوات وطنية ودولية حول : ١. ندوة الصحراء المغربية ما بعد أزمة الكركرات. ٢. ندوة أهمية اللقاح في الحد من وباء كورونا كوفيد-19. ٣. ندوة إمارة المؤمنين بالمغرب ورعايتها للروابط الدينية والإنسانية مع الشعوب الإفريقية. ٤. ندوة أثر العقيدة الأشعرية في حفظ الأمن الروحي للمجتمعات الإفريقية. ألمشاريع المستقبلية استكمالا لسلسلة الندوات الدولية حول ثوابت الأمة المغربية ١. ندوة حول الفقه المالكي في السياق الافريقي ٢. ندوة التصوف السني على مسلك الجنيد في السياق الإفريقي ٣. مشروع تكوين الدكتوراه في تخصص الدبلوماسية الدينية والعلاقات الدولية مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله ٤. ندوة في موضوع جهود المملكة المغربية في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي بشراكة مع دولة الفاتيكان
***************
الدبلوماسية الاستثنائية المغربية جعلت من احياء الذاكرة المغربية منطلقا وهدفا
أكد عبد الرحيم شطيبة أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ورئيس الجلسات العلمية للندوة عن اعتزازي بادارة أشغال هذه الندوة العلمية المباركة ، كما أسهم ببعض الملاحظات المنهجية الضرورية لتاطير هذا اللقاء والتيسير التفاعل معه من حيث التتبع والاستيعاب؛ مؤكدا أن” موضوع الحضور المغربي في القدس وفلسطين : الرموز والدلالات، يأتي في إطار سياقات متعددة أولا سياق الدبلوماسية الاستثنائية المغربية التي جعلت من احياء الذاكرة المغربية منطلقا وهدفا ، واقصد بالذاكرة المغربية كل المكونات الثقافية والفكرية والدينية التي يمكن اجمالها في ما اصطلح عليه بالانسية المغربية. وهذا يعني الاعتناء بالذاكرة المغربية لربط ماضيها بحضرها و استشراف مستقبلها حتى تكون مكونا اساسا في بناء مغرب الغد. مغرب قوي ومتطور بمؤسساته وحضارته. السياق الثاني يتعلق بالاحتفاء باصدارات وكالة بيت مال القدس الشريف سيما الدراسة المهمة التي أعدها الدكتور نظمي الجعبة تحت عنون المغاربة في بيت المقدس، وهي بالمناسبة تندرج أيضا ضمن البحث عن تجلبات الذاكرة المغربية أينما وجدت للاهتمام بها قدر الإمكان السياق الثالث مرتبط بالقضية الفلسطينية لتأكيد مرة أخرى موقف المغرب ملكا وشعبا منها، حيث إنه نرفض اي استفزاز من اية جهة كانت يهدف إلى التشكيك في نصرة المغاربة قاطبة لاخوانهم الفلسطينيين، وأن الربط بين أحياء الاتصال بالمكون المغربي بدولة إسرائيل وما يسطلح عليه بالتطببع هو من باب المزايدات والتفاهات ليس إلا”
******
إشراف مباشر لجلالة الملك على أعمال وكالة بيت مال القدس في خدمة القدس ودعم أهلها المرابطين
ابرز محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريفالأدوار المغربية المشرّفة نصرة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، ودفاعا عن مقدسات الأمة في القدس وفي طليعتها المسجد الأقصى المبارك، مبرزا أن هذا الدور الذي يضطلع به المغرب “بقناعة راسخة من قيادته، وبشكل مبدئي وثابت، يبقى محفوظا في الأثر، ومثبتا في الشواهد التاريخية القائمة، التي تدل عليه آثار الأجداد، الذين رسخوا اسم المغرب في تلك الربوع من باب المغاربة، إلى حارة المغاربة، واليوم من خلال المركز الثقافي المغربي، الذي يقام اليوم على عقار تاريخي في ممر الآلام في قلب البلدة القديمة للقدس”. وأشاد سالم الشرقاوي بالنموذج المغربي الحاضر بالأراضي المقدسة، مشيرا إلى الأمل المعلق على الأمتين العربية والإسلامية لإعادة قضية فلسطين الى صدارة سلم الأولويات الرسمية والشعبية، والمساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية، لمواجهة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم على المستوى السياسي، والاقتصادي والاجتماعي والوبائي والمناخي. وأكد أن “القدس عاصمة فلسطين تشكل بروحها وبرمزيتها الدينية والحضارية الجامعة، أساسا لكل تفاهم ممكن على كلمة سواء، يكون قوامها تمكين أتباع الديانات السماوية الثلاث من الحق في ممارسة الواجبات الدينية بحرية وطمأنينة، كما نص على ذلك نداء القدس، الذي وقعه أمير المؤمنین، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس مع قداسة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس يوم 30 مارس 2019”. وشدد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف على ضرورة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية لتحقيق تطلعات شعبها الصامد في العيش بحرية وكرامة على أرضه والعمل على صيانة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف. وفي كلمة بالمناسبة اكد محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف في كلمة بالمناسبة، قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن هذه الندوة “تشكل لبنة أخرى في مشروع انطلق منذ سنوات لتشجيع البحوث والدراسات في كل المجالات التي تدخل ضمن اهتمامات الوكالة وفي إطار اختصاصاتها”. وأضاف سالم الشرقاوي أن هذه الندوة تجمع مؤرخين وباحثين ليتحدثوا عن رموز ودلالات الحضور المغربي في القدس وفي فلسطين، وهو “الحضور الذي يكرس ارتباطا روحيا ووجدانيا متواصلا وغير منقطع للشعب المغربي وقيادته الأبية مع أشقائه الفلسطينيين”. وخلص سالم الشرقاوي الى القول “نحن في وكالة بيت مال القدس الشريف، نتشرف بالإشراف المباشر لجلالة الملك، حفظه الله، على أعمال الوكالة في خدمة القدس ودعم أهلها المرابطين، ونتطلع إلى المستقبل بتفاؤل كبير، وهو ما يمنحنا دافعا قويا للعمل والمثابرة وإبداع المبادرات المبتكرة التي تتصل باختصاصاتنا الأصيلة في حماية المدينة المقدسة وصيانة موروثها الديني والحضاري، ودعم القطاعات الاجتماعية ذات الأولوية والاهتمام ببرامج التنمية البشرية، وحماية عناصر التراث الإنساني المشترك، وتثمين مقومات الذاكرة الجماعية الفلسطينية”.
***************
سفير فلسطين بالرباط يشيد بجهود جلالة الملك في تعزيز صمود الفلسطينيين
أكد سفير دولة فلسطين في الرباط، جمال الشوبكي، على أهمية هذه الندوة التي تسلط الضوء على عدد من الدراسات العلمية الموثوقة عن المغاربة في فلسطين، بشكل عام، وفي القدس، بشكل خاص. واعتبر الشوبكي، أن هذه الدراسات تسهم في الحفاظ على العلاقات المغربية-الفلسطينية وتعزيزها، مبرزا أهمية الوجود المغربي في القدس والحفاظ على هذا الوجود من محاولات الطمس والمصادرة. وأضاف أن هذه الدارسات تركز كذلك على الارتباط المغربي في القدس، لاسيما في بعده الجغرافي، والدليل على ذلك هو حي المغاربة المجاور للمسجد الأقصى، والذي قامت سلطات الاحتلال بإزالته عشية سنة 1967. وبهذه المناسبة، أشاد السفير بجهود المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، في دعم وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تساهم في تعزيز صمود الفلسطينيين في مدينة القدس، مذكرا بالموقف الفلسطيني الذي لا يقبل أقل مما تمنحه الشرعية الدولية، وبتطلع الفلسطينيين للعمق العربي والإسلامي والإنساني الدولي لدعم فلسطين في مطالبها العادلة.
**************
ثبات الموقف المغربي من القدس والقضية الفلسطينية وجدانيا وروحيا
قال أستاذ التعليم العالي، إدريس قريش، إن مساهمة المغرب في الذود عن القدس يعد من الثوابت المستمدة من العمق الروحي في التفاعل مع القضايا الإسلامية. ورصد، في مداخلة بعنوان “ثبات الموقف المغربي من القدس والقضية الفلسطينية وجدانيا وروحيا”، ذاكرة التجربة المغربية في علاقة المغاربة بالقدس، وتتبع الخيط الناظم لهذه العلاقة منذ استجابة المغاربة لنداء صلاح الدين، “التي جاءت بدافع من الوازع الروحي للمغاربة”. وأكد الأستاذ الجامعي أن المغرب يتعاطى مع القضايا الدولية، في التزام راسخ بالثوابت المحورية “المبنية على الاختيارات العقلانية التي تعلو فوق صوت العاطفة والحماس”، مضيفا أن الذود عن القضية الفلسطينية يعتبر ركيزة ثابتة في الممارسة الدبلوماسية المغربية. ********** دلالات الحضور المغربي في القدس وفلسطين توقف أستاذ التاريخ بجامعة بيرزيت، نظمي الجعبة، الذي تمحورت مداخلته حول “دلالات ورموز الحضور في القدس في ضوء دراسة (المغاربة في بيت المقدس)”، عند المحطات التاريخية البارزة للحضور المغربي في بيت المقدس، مشيرا إلى أن حضور المغاربة بالمسجد الأقصى يعود، أساسا، إلى “العلاقات الوجدانية” التي تتصل بالجانب الديني، وتتمظهر في “الوجود المادي”، أي وجود الانسان المغربي والسمات المميزة للثقافة المغربية. وأكد أستاذ التاريخ أن الوجود المغربي في هذه المنطقة تكرس خلال المرحلة الفاطمية، على خلفية وقف حارة المغاربة على الجنود المغاربة الذين ساهموا في صد الحملات الصليبية، مبرزا أن هذا الوجود توزع بين الاندماج بالمجتمع المقدسي والحضور المؤقت. وأوجز الجعبة تعبيرات تعلق المغاربة بالمسجد الأقصى في الحج، والجهاد، والمجاورة، والعلم (دراسة وتدريسا)، والرحلات. يذكر انه أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، ضمن منشوراتها ،دراسة قيمة عن “المغاربة في بيت المقدس”، أبرزت الحضور المهم للمغاربة في المدينة المقدسة وفي بعض المناطق الفلسطينية الأخرى، وسلطت الضوء على رمزية هذا الحضور ودلالاته العميقة، وهي الرمزية التي تنهل من الشخصية المغربية وخصوصياتها. تقوم الدراسة، التي أعدّها الباحث الفلسطيني، الدكتور نظمي الجعبة ،بالتعاون مع فريق من “الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية (باسيا)”، برئاسةالدكتور مهدي عبد الهادي، بعمل جدّي لحصر لوائح الأسر الفلسطينية، من أصول مغربية رغم صعوبة العمل، في ضوء المقابلات والمعلومات المتاحة عبر المراحل التاريخية . واستندت الدراسة، في منهجية البحث الميداني، على عينة شملت 100 عائلة مغربية في القدس، فضلا عن القراءة المتفحصة في الوثائق والرسوم التاريخية التي تدل على هذا الحضور الفاعل والمتميز. كما وضعت الدراسة مخططا تقريبيا لحارة المغاربة كما ورد في وقفية الملك الأفضل، التي تم تسجيلها في سنة 666هـ/1267م، استنادا إلى المعلومات المستقاة من الوثائق والصور والخرائط، من حيث الطول والعرض، والقطر، والشكل، والحدود، والأزقة ، ضمن جرد مهم لأوقاف المغاربة في القدس، من حيث أماكنها وتاريخ إنشائها، فضلا عن جرد الأعيان الموقوفة. وأفردت الدراسة جزءا مهما لِعَيِّنَة تتشكل من أزيد من ثلاثين أسرة فلسطينية عالمة من أصل مغربي، نبغ أفرادها في مختلف الحقول المعرفية والعلمية، لاسيما في العلوم الشرعية، والتدريس، والإمامة، والفلَك ،والتوقيت وغيرها من العلوم ذات الصلة. وقدمت بيانات مرقمة عن ازدياد الحضور المغربي في القدس منذ قيام الدولة الأيوبية مما أضفى طابعا خاصا على جغرافية القدس وعلى توازنها الديمغرافي من خلال الإقامة الدائمة في المدينة ردّا لجميل الاهتمام الذي خصه حكامها لهم وسهلوا انخراطهم في كافة الميادين والخدمات والأسلاك وأسندوا لهم المناصب السامية الحقيقة بهم دون غيرهم.
***********
تآلف علائقي مستمر بين المغاربة والفلسطينيين
شدد المفكر والباحث، إبراهيم أبراش،على أن علاقة المغرب مع فلسطين لا تقتصر على لحظة تاريخية بوجود المغاربة في القدس، بل تتجاوزها إلى تآلف علائقي مستمرا بين المغاربة والفلسطينيين، بكل أطيافهم، عبر القرون، رغم التطورات السياسية الإقليمية التي تخضع لمنطق الثابت والمتحول. وقال أبراش، في معرض حديثه عن “العلاقات المغربية الفلسطينية: مقاربة سوسيوتاريخية”، إن التواجد المغربي في القدس، وفلسطين عموما، منذ الفترة الأيوبية إلى الوقت الراهن، شكل حجر عترة أمام المخططات الإسرائيلية للاستيلاء على القدس. وفي مداخلة تحت عنوان “فلسطين والقدس.. حضور متواصل في الفكر المغربي”، سجل الباحث والإعلامي، محمد رضوان، إن “الندوات والدراسات التي تسلط الضوء على الأواصر التي جمعت بين المغاربة وهذه البقعة المباركة من الأهمية بمكان”، حيث تسهم في تذكير الأجيال الناشئة بهذه العلاقة الوجدانية. من جهة أخرى، تناول مدير قسم السياحة والآثار في مديرية أوقاف القدس، يوسف النتشه، موضوع “(الربعة المغربية) المحفوظة بالمسجد الأقصى المبارك للسلطان أبي الحسن المريني”، مشيرا إلى أن هاته الربعة -المصحف المقسم إلى أجزاء- التي خطت بيد أبي الحسن المريني، شكلت لبنة في توثيق العلاقات بين المغرب والقدس واستدامتها، فضلا عن قيمتها الوجدانية والزخرفية. وأعرب النتشه عن أسفه “لاستبدال المشهد المعماري المغربي بأصناف إحلالية”، مشيرا إلى أن التواجد المغربي “قد يكون أكثر شيء تعرض للطمس” في القدس. من جانبه، شدد أستاذ التعليم العالي، محمد حاتمي، في مداخلة تحت عنوان “من عهد الملك محمد الخامس إلى عهد الملك محمد السادس: الحضور المغربي في القدس وفلسطين من خلال العمل الدبلوماسي”، على أن القضية الفلسطينية تحظى بدعم ومساندة جميع الأطراف الفاعلة في المغرب. وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الاهتمام المغربي بالقدس ليس “شعبويا ولا سياسويا يخدم أغراضا داخلية”، بل هو من صميم المبدأ الثابت، مذكرا بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها المملكة في هذا الصدد”.