في مهمات لا تحتمل الخطأ، يواصل ربابنة طائرات الإطفاء المغربية من طراز “كنادير” إثبات مكانتهم بين نخبة الطيارين في العالم، بكفاءة عالية وقدرة استثنائية على مواجهة أصعب الظروف.
خلال الأيام الماضية، برز دورهم في إخماد حرائق مهولة قرب شفشاون وبنقريش، في عمليات وُصفت بأنها من بين الأكثر تعقيدًا، قبل أن يشدوا الرحال إلى البرتغال للمشاركة في السيطرة على حرائق خطيرة، كما فعلوا سابقًا في دول أخرى، حاملين معهم روح الاستعداد الدائم والتفاني في أداء الواجب.
هذه المهنة ليست مجرد قيادة طائرة، بل تتطلب تدريبًا خاصًا ومهارة فائقة في التحليق وسط ألسنة اللهب والدخان الكثيف، مع تنفيذ مناورات دقيقة كتعبئة خزانات المياه من السدود أو السواحل في ثوانٍ معدودة، وهي لحظات قد تمر دون أن يلاحظها الكثيرون، لكنها تُمثل ذروة المخاطرة والدقة.
ورغم أن البعض ينظر إلى الأمر من زاوية المقابل المادي، إلا أن الحقيقة أن الشجاعة والتضحية وروح المغامرة لا تُقاس بالراتب. هؤلاء الطيارون يستحقون التقدير والاعتراف بفضلهم، فالتشجيع هو الذي يصنع الاستمرار ويحفظ التميز.