تعيش شواطئ مدينة سبتة المحتلة، في الأيام الأخيرة، على وقع نشاط متزايد لعمليات تهريب المهاجرين غير النظاميين بواسطة دراجات مائية يتم استئجارها من مناطق مختلفة بالشمال المغربي، خصوصًا من مارينا سمير، حيث يُترك العديد منها بعد الوصول إلى الضفة الأخرى، وفق ما أكدته مصالح الحرس المدني الإسباني.
آخر هذه الحالات سُجلت صباح اليوم بشاطئ “الشوريلو”، حينما وصلت امرأتان على متن دراجة مائية قبل أن تتركاها وتجناحا نحو اليابسة، لتلوذا بالفرار، بينما باشرت عناصر الحرس المدني عملية تمشيط واسعة بحثًا عنهما. وتشير المعطيات المتوفرة إلى وجود تنظيم محكم يقف وراء هذه الشبكات، التي تنشط على طول الساحل الممتد من السطيحات إلى القصر الصغير.
وتعتمد هذه المافيا على أسلوب معقد لتفادي المراقبة، إذ يقوم المهاجرون أنفسهم أحيانًا باستئجار الدراجات بمساعدة مقيمين محليين، ما يصعّب من مهمة تحديد المتورطين الرئيسيين. كما أن ترك الدراجات بعد انتهاء العملية يجعل من الصعب تتبع أصحابها الحقيقيين.
وتحذر المصادر من المخاطر الكبيرة التي تترتب عن هذه الرحلات، حيث يضطر بعض المهاجرين إلى القفز في البحر عند ملاحقتهم من قبل الدوريات الأمنية، الأمر الذي تسبب في حوادث خطيرة، وصلت في بعض المناسبات إلى وقوع إصابات ووفيات.
وتبقى هذه الظاهرة مرشحة للتفاقم، في ظل غياب مراقبة صارمة على الدراجات المائية المستأجرة، وسط حديث عن تورط شبكات متخصصة في الاتجار بالبشر تتحكم في أغلب مسالك التهريب البحرية بشمال المملكة.
المراسل: اقبايو لحسن