الدول لا تمنح الأوسمة مجاملة، لأنها مجال للرموز الكبيرة، وبالتالي كل تتويج هو استحقاق يعبر عن إنجازات بلدنا، وكل وسام ناله أي مغربي هو وسام للمغرب قاطبة.
ثلاث أحداث جاءت مترادفة وفي ذلك ما يعني الكثير من المعاني لمن يريد أن يفهم التطورات التي عرفتها بلادنا في كثير من المجالات، لأن الفشل في التدبير الحكومي لا ينبغي أن يغطي عن النجاح في أمور أخرى، وهذه الثلاث هي:
- احتلال المغرب لموقع متقدم في ميدان مكافحة الجريمة المنظمة التي تقض مضجع العالم مع التطورات التقنية العظيمة.
- استقبال المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني للسفيرة الصينية بالرباط.
- توشيح عبد اللطيف حموشي بوسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني، الذي يعد أرفع وأسمى وسام تمنحه هذه المؤسسة الأمنية للشخصيات الأجنبية بإسبانيا.
والثالثة ثابتة كما يقول المغاربة، ومنها ستكون بدايتنا، أي هذا التوشيح الكبير والمستحق، الذي يعتبر اعترافا من جانب السلطات الإسبانية بالدور المتميز الذي يضطلع به حموشي في تدعيم وتطوير الشراكة الأمنية بين المغرب وإسبانيا، وبجهوده المتواصلة في تعزيز التعاون العملياتي والمساعدة المتبادلة لتحييد المخاطر والتهديدات التي تحدق بأمن البلدين.
وإسبانيا تبقى ملتزمة بالتعاون مع المغرب في تأمين نجاح كأس العالم 2030، الذي سيتم تنظيمه بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، كما أن هذا التوشيح هو إشهاد صادق على التقدير العالي للتعاون المتميز الذي يجمع الحرس المدني الإسباني بقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مختلف المجالات الأمنية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتحدث وزير الداخلية الأإسباني عن “الجهود الاستثنائية التي بذلها عبد اللطيف حموشي من أجل تطوير وتحديث مصالح الأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية، مما جعلها تتبوء حاليا مكانة مرموقة ونموذجا يحتذى به على الصعيد الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن ما صرّح به وزير الداخلية الإسباني حول جهود الأمن المغربي بقيادة حموشي في محاربة الجريمة المنظمة، يتم تزكيته بالتقرير العالمي الذي وضع المغرب في مرتبة متقدمة من حيث مكافحة الجريمة المنظمة، التي تعتبر اليوم مأزقا إنسانيا، مع التطورات الحاصلة اليوم في مجالات التواصل وتحديد المواقع ناهيك عن الحصول على الأسلحة، التي أضحت عملا منتظمات للعصابات الدولية والشريكة في الجرائم ذات الطابع الشبكي المنظم.
ولقد تمكن المغرب من تطوير آلياته في محاربة الجريمة المنظمة، التي ترتبط بدورها بعشرات الجرائم الأخرى مثل الجريمة الإرهابية والتهريب الدولي للمخدرات، مما يعطي للمغرب نفسا دوليا في الثقة التي يضعها فيه شركاؤه في العالم، مما يعزز الحاجة إلى تقوية التعاون في الأشكال الجديدة للأمن وخصوصا الأمن التقني والسيبراني وفي هذا السياق يمكن قراءة لقاء حموشي بسفيرة الصين الشعبية المتقدمة في هذا المجال.






