شهد مقر المجلس الجهوي للموثقين بالدار البيضاء، تنظيم دورة تكوينية مهنية جديدة لفائدة الموثقين والموثقات بالجهة، وذلك في إطار استراتيجية المجلس الرامية إلى تعزيز التكوين المستمر والرفع من جودة الممارسة المهنية. وقد عرف هذا اللقاء حضورًا مكثّفًا من مهنيي المجال الذين حرصوا على متابعة محاور الدورة المرتبطة بالجوانب القانونية والضريبية للهبات العينية وتفويت الحصص داخل مختلف أنواع الشركات.
هذه الدورة، التي أطرها الخبير المحاسب الأستاذ أنس الزويتني، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على مجموعة من الإشكالات العملية التي تواجه المهنيين في تدبير الملفات المرتبطة بالهبات العينية والتفويتات، خاصة في ظل التغيرات التشريعية المتسارعة وحاجة الموثقين للإحاطة بجميع مستجدات القانون الجبائي. وقد ركز المؤطر على تقديم شروحات معمقة حول الإطار القانوني لهذه العمليات والإجراءات المحاسباتية والضريبية التي يتعين مراعاتها، مع بسط أمثلة عملية تفاعلت معها القاعة بشكل كبير.
وفي كلمة افتتاحية بهذه المناسبة، أكد الأستاذ حفيظ أوبرايم، رئيس المجلس الجهوي للموثقين بالدار البيضاء، أن انعقاد هذه الدورة يأتي في سياق مهني ووطني مميز، يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة. وشدد على أن تخليد هذه المناسبة الوطنية يشكل لحظة لاستحضار قيم الوحدة والتلاحم التي ميزت هذه الملحمة الخالدة، مبرزًا أن الموثق، كفاعل مؤسساتي، يظل جزءًا من هذا المسار الوطني، بحكم مساهمته في حماية الحقوق وتكريس الأمن التعاقدي.
ودعا الأستاذ أوبرايم الحضور إلى الوقوف للاستماع للنشيد الوطني، وفاءً لرمزية هذه الذكرى ولما تمثله من لحظات تاريخية شكلت نقطة تحول في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة. كما عبّر عن اعتزاز الموثقين المغاربة بالقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يعد دعمًا صريحًا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، معتبرًا أن هذا الموقف الأممي يعكس صواب الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، ويؤكد عدالة القضية الوطنية.
وأوضح رئيس المجلس أن الموثق المغربي لا يكتفي بدوره التقني والقانوني، بل يمثل أيضًا سفيرًا لقيم الوطن وثوابته في المحافل الدولية، من خلال الالتزام بأخلاقيات المهنة وحرصه على صون الأمن التعاقدي وضمان الشفافية في مختلف التعاملات، مما يعزز ثقة المواطن والمستثمر في الدولة ومؤسساتها.
وفي ختام اللقاء، توجه الأستاذ أوبرايم بالشكر إلى جميع الحاضرين والمشاركين، مؤكدًا أن المجلس الجهوي يواصل تنزيل برنامج طموح للتكوين المستمر، يروم تحديث آليات العمل، ومواكبة التحولات القانونية، وتحصين الممارسة المهنية بما يعود بالنفع على المهنة والمتعاملين معها. كما جدد التزامه بتعزيز مكانة الموثقين داخل المنظومة القانونية والقضائية، إسهامًا في تطوير الإدارة العدلية وخدمة قضايا الوطن.
وبتنظيم هذه الدورة، يواصل المجلس الجهوي للموثقين بالدار البيضاء نهجه في تأهيل الموارد المهنية وتثمين الرأسمال البشري، ضمن رؤية تعتبر التكوين رافعة أساسية للنهوض بالمهنة وتحديث آلياتها بما يساير تحديات المرحلة.







