احتضنت مدينة مراكش، اليوم الجمعة 21 نونبر، ندوة صحافية خصصت لاستعراض الترتيبات الكبرى للدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول”، المزمع عقدها ما بين 24 و27 من الشهر الجاري. وشكل هذا اللقاء مناسبة لتقديم الخطوط العريضة لهذا الحدث الأمني العالمي، الذي سيعرف مشاركة وفود رفيعة المستوى تمثل 196 دولة عضو.
وفي كلمته خلال الندوة، أعرب بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، عن اعتزاز المغرب باستضافة اللواء أحمد ناصر الريسي، رئيس الإنتربول، مثمناً المسار المهني المتميز لهذا الأخير وخبرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود في مجال إنفاذ القانون، سواء على المستوى العربي أو الدولي.
من جانبه، عبّر اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي عن سعادته بوجوده في المغرب، الذي وصفه بـ“بلد الأمن والسلام”، مشدداً على الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في تعزيز التعاون الشرطي الدولي، وعلى قيمتها كـ“نموذج يحتذى به” في هذا المجال. واعتبر أن التحديات الأمنية العابرة للحدود تتطور بوتيرة متسارعة، ما يستدعي تكاثف جهود الدول الأعضاء الـ196 والعمل المشترك لمواجهة الجريمة المنظمة والتهديدات السيبرانية والجرائم العابرة للقارات.
وأشار رئيس الإنتربول إلى الخطوات المتقدمة التي باشرتها المنظمة في مجال تحديث آليات عملها، من خلال توسيع اعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، وتعزيز سرعة تبادل المعلومات بين الدول، بالإضافة إلى رفع نسبة تمثيلية الدول في صنع القرار، مع الزيادة في عدد الضباط المعارين من مختلف البلدان ليقاربوا 140 دولة.
وتوقف الريسي عند الدور المحوري للمغرب داخل المنظمة، مبرزاً مساهمته النوعية في عدد من العمليات الأمنية الكبرى. واستحضر في هذا السياق عملية “نبتون” التي وصفها بأنها من الأضخم في تاريخ الإنتربول، بعد أن أسفرت عن توقيف 135 مطلوب، وتحديد مكان 325 شخصاً ملاحقاً دولياً، فضلاً عن المساهمة في تعقب السفينة التي نقلت شحنة نترات الأمونيوم المتسببة في انفجار مرفأ بيروت سنة 2020.
كما نوّه بوجود محمد الدخيسي نائبا لرئيس المنظمة عن قارة إفريقيا، معتبراً إياه قيمة مضافة و”هدية متميزة“ من المغرب لتعزيز الأمن الإقليمي. وأشاد في ختام كلمته بمركز التكوين في إفران الذي سيتم افتتاحه بعد الجمعية العامة، مبرزاً أن المملكة باتت تحتضن أحد أكبر مراكز الأمن السيبراني في القارة الإفريقية، بما يجعلها جسراً محورياً للتعاون بين إفريقيا والعالم العربي وأوروبا وشريكاً أساسياً في المنظومة الأمنية الدولية.






