تتجه وزارة الصحة، الى ضبط ومراقبة مدى إلتزام 5 آلاف شخص المسجلين ضمن لوائح المخالطين للمصابين بفيروس ” كورونا” ، والعمل على وضع الغير ملتزمين تحت المراقبة الطبية، للسيطرة على ظهور حالات يحتمل إصابتها بالعدوى، ومنع تحرمها لنقل العدوى لأشخاص آخرين، كما نبهت مديرية الأوبئة مم التعامل بشكل غير دقيق مع الأرقام اليومية الصادرة عن وزارة الصحة بخصوص عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، وذلك بعدما سجل بعض الملاحظين تراجعاً في وتيرة الإصابات خلال الأيام الماضية.
وتسارع الأجهزة الطبية المدنية والعسكرية، لإجراء تحليلات اكثر سرعة لكشف الحالات المصابة بالفيروس، والعمل على خطة محكمة تمكن من السيطرة على تفشي الوباء، كما تتجه السلطات إلى تشديد المراقبة على بعض الأحياء التي تحولت إلى بؤر للوباء، وتشديد إجراءات حالة الطوارئ على المدن الكبرى، والتنسيق مع الجهات المعنية، بخلق توازن بين استمرار حركية الاقتصاد والروائح التجاري،وتشديد حركة التنقلات بمدن الدار البيضاء والرباط ومكناس، بالرغم من أهمية الرواج التجاري بالبيضاء كعصب رئيسي لتزويد الاقتصاد الوطني و المدن بالمنتجات الضرورية، وضبط الحركة بالرباط رغم أهميتها من الناحية الإدارية وتحركات الأشخاص بها لقضاء اغراض أساسية.
ودعا محمد اليوبي، إلى ضرورة التعامل بحذر مع الأرقام التي تكشف عدد الإصابات من يوم إلى آخر، مؤكدا أن تتبع الوضع الوبائي يجب أن يتم على المنحى العام خلال أيام متتالية.
ونبه مدير الأوبئة، إلى أن الأرقام المتعلقة بإصابات “كوفيد-19” في المغرب يجب أن “تخضع للتحيين والتحليل بدقة أكثر بعد صدور معطيات جديدة في غضون الأيام الثلاثة القادمة لتتضح الرؤية أكثر”.
ويتأهب مستشفى عسكري ميداني متكامل بمدينة بنسليمان، يضم 160 سريرًا، في إطار جهود القوات المسلحة الملكية لمكافحة فيروس “كورونا”، لاستقبال المرضى ومعالجتهم بحسب حالاتهم الصحية، حيث تم إعداد منطقة خاصة بتقسيم المرضى المصابين تبعا لدرجة الإصابة بالفيروس، ففي المجموع هناك 140 سريرا مخصصا للحالات الخفيفة، و40 سريرا للعلاجات المكثفة، و20 سريرا لحالات الإنعاش، إضافة إلى تخصيص منطقة لعمليات التعقيم.
وجهز المستشفى، بتجهيزات و بمعدات ذات جودة عالية وبكميات كافية من الأدوية اللازمة، على أن يستقبل إلى حدود 360 مريضا في ظل ظروف مساعدة على التكفل بالمصابين، مع إيلاء عناية خاصة لخدمة الإنعاش، لكون هذا الفيروس يتسبب في مضاعفات خطيرة تمس الجهاز التنفسي لدى الحالات الحرجة.
ويتكون الفريق الطبي للمستشفى العسكري الميداني الثاني (كوفيد 19) ببنسليمان من 13 طبيبا، موزعة على ثلاثة أطباء إنعاش، وطبيبي مستعجلات، وطبيب بيولوجي، وطبيب صيدلي، إضافة إلى ستة أطباء متخصصين في الطب العام مكونين لهذا الغرض.
وبدعم الفريق الطبي، فريق من الأطر شبه الطبية، تضم 69 ممرضا وممرضة ومساعديهم، إلى جانب 39 عنصرا من الدعم، من بينهم إطاران إداريان من الصحة العسكرية، وعناصر من المصالح الاجتماعية، وعناصر من مختلف مفتشيات القوات المسلحة الملكية.
وشدد اليوبي، على أن الأيام الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة الوضعية الوبائية في المغرب، “أخذا بعين الاعتبار جميع المعطيات المتعلقة بالإجراءات المتخذة، بما فيها إجراءات العزل الطبي أو التدابير المتعلقة بالمخالطين”.
وكان مدير الأوبئة بوزارة الصحة، أكد أنه من “السابق لأوانه تقديم توقعات حول وضعية الوباء برسم القادم من الأيام، إذ ترتبط بإسقاطات قائمة، عادة، على افتراضات لا تعد دقيقة في أغلب الحالات، لذلك، فإن أي نموذج نستخدمه ينبني على شكوك ويقدم تطورا مع هامش للثقة، موضحا أن ذلك يعني أنه يمكن التنبؤ بعدد من الحالات التي تتأرجح بين حد أدنى وآخر أعلى”.
وذكر اليوبي أن “النموذج المتبع حاليا يظهر أنه سيكون هناك تطور في عدد الحالات، لكن مع منحنى سيكون أكثر تسطيحا بقليل، بالنظر لأثر الإجراءات التي اتخذتها المملكة منذ 16 مارس الماضي، خاصة ما يتعلق بإغلاق المدارس ومنع التجمعات الكبرى، قبل إرساء إجراءات الحجر الصحي الكلي”، يورد المصدر ذاته.
واشار الى أن “التطور الذي سيطرأ خلال الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة سيمنحنا دقة أكبر مقارنة مع الإسقاطات التي نضعها بخصوص تطور الوباء بالمغرب.