حول فندق مصنف خمس نجوم في برشلونة إلى مركز للحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا وهو يقدم خدمات عالية الجودة لنزلائه
دخل سائق سيارة إسعاف يرتدي بزة واقية بيضاء إلى فندق “ميليا ساريا” في برشلونة ليعلن وصول ثلاثة “نزلاء” جدد مصابين بكوفيد-19 نقلوا من المستشفى إلى هذا الحجر الصحي الفاخر
وقال مدير الفندق متوجها إلى المرضى في سيارة الإسعاف “صباح الخير! كيف حالكم؟ اسمي إنريكي أراندا وأنا على الأرجح أول شخص من غير أفراد الطواقم الطبية ترونه منذ أيام عدة”
واستغرق الأمر ثلاثة أيام فقط لتحويل الفندق الذي يتميز بديكور عصري وحمامات رخامية إلى مركز للحجر الصحي
وقال أراندا الذي يضع قناعا وقفازين “وصل بعض المرضى معتقدين أنهم أخرجوا من المستشفى وسيتركون ليموتوا، والكثير منهم كان خائفا. أحاول أن أجعلهم ينسون كل ذلك”
وأضاف “لا أسمح لهم بالخروج من سيارة الإسعاف حتى أحصل على ابتسامة منهم. أريدهم أن يدخلوا بروح أخرى بحيث يرون أنهم لم يعودوا في المستشفى بعد الآن، إنه فندق”
وبدلا من الوصول بحقيبة سفر، يحمل نزلاء الفندق أكياسا تحتوي على عدد قليل من المقتنيات الشخصية إضافة إلى تقرير طبي
ثم يرحب بهم فريق من الممرضين الذي يرتدون أثوابا خضراء أو زرقاء وقفازات وأقنعة
وبمجرد دخول المرضى، يفحص الممرضون درجة حرارتهم ويراجعون تقاريرهم الطبية ويسألونهم عما إذا كانوا في حاجة إلى الاتصال بأي فرد من أفراد العائلة، فيما يحدد موظفو الفندق أرقام غرفهم
أمرت الحكومة الإسبانية بإغلاق كل الفنادق لمحاربة الوباء الذي أودى حتى الآن بحياة 12418 شخصا في إسبانيا، وهي ثاني أعلى حصيلة في العالم بعد إيطاليا
وحولت فنادق في أنحاء البلاد إلى مراكز رعاية طبية لتحرير الأسر ة في المستشفيات التي امتلأت بمرضى كوفيد-19
في منطقة مدريد، وهي المنطقة الأكثر تضررا في إسبانيا وأول من اعتمد هذا الإجراء، يوجد الآن ما يزيد قليلا عن 700 مريض يخضعون للحجر الصحي في فنادق
وفي مدينة برشلونة، وفر أصحاب الفنادق 2500 سرير. وفتح “ميليا ساريا” أبوابه للمرضى في 29 مارس ويستضيف حاليا 107 نزلاء وهو يتوقع مجيء 50 شخصا كل يوم حتى تمتلئ الغرف البالغ عددها 307
وقالت خيما فانلو وهي ممرضة في هذه المنشأة “إنهم أشخاص صحتهم جيدة وكانوا في المستشفى وهم في المرحلة النهائية من تعافيهم هنا في الفندق”
يعمل الموظفون في العيادة الصحية القريبة على مدار الساعة لمراقبة مرضى كوفيد 19 الذين يتعافون في الفنادق أو في المنازل، إما شخصيا أو افتراضيا، فيما يعالجون في وقت مواز الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة لمعاناتهم من أمراض الأخرى
وقال وزير الصحة الإقليمي في كاتالونيا ألبا فيرخيس إن هؤلاء العمال هم “خط الاحتواء” الذي يمنع دخول أشخاص إضافيين إلى المستشفيات المثقلة أصلا
داخل الفندق، يبقى التواصل بين الأشخاص في حده الأدنى، وقد خصص مصعد للموظفين وآخر للمرضى
يتلقى المرضى أربع وجبات في اليوم تترك خارج غرفهم. يطرق أحد الموظفين الباب ويتعين على المريض العد حتى خمسة قبل فتحه
لا يسمح لأقارب المرضى بدخول الفندق ويترك معظمهم ملابس أو مجلات أو أجهزة إلكترونية لأحبائهم مع الموظفين في الخارج
وأعطى تحويل الفنادق إلى مركز للرعاية موظفيها الذين كانوا سيغادرون العمل لولا ذلك التغيير، دفعة إلى الامام
وقالت مارغا كاربايو المسؤولة عن استقبال المرضى في فندق