جسد جلالة الملك محمد السادس خلال أزمة فيروس كورونا الملك الإنسان الحابي على شعبه، غير مكترث بتأثيرات الإجراءات التي تم اتخاذها على الدورة الاقتصادية، بل كان كل اهتمامه هو العناية بما هو اجتماعي، وفي هذا الإطار تدخل المبادرة الملكية بإصدار عفو عن عدد مهم من السجناء، في إطار مبادرة ذات طابع إنساني محض همت المعتقلين الذين يعانون من بعض الأمراض، وذلك من أجل الحد من انتشار جائحة فيروس كورونا.
ويمكن القول إن السجون، ليس في المغرب وحده، تعتبر الأماكن المؤهلة بقوة لتكون بؤرة لفيروس كورونا باعتبارها تحتوي على تجمعات بشرية كبيرة، ولهذا تأتي هذه المبادرة في سياق التحدي الذي رفعته المملكة في مواجهة فيروس كورونا.
وبادر جلالته إلى عمليات متعددة ذات طابع إنساني، بدءا بتعويض كل من فقد شغله بل حتى بعض المقاولات المتضررة ومرورا بتوفير العلاج الضروري للمصابين وفق معايير جيدة وعالية، ناهيك عن توفير مطعمة من تصنيف عال للحالات التي تتلقى العلاج من خلال شركة تموين معروفة دوليا.
وجاء العفو عن السجناء ،كأعظم مبادرة إنسانية في هذه اللحظة التاريخية، حيث تعاني كثير من العائلات من بعد أبنائها في السجون، في وقت يتميز بالضغط النفسي، وبالتالي فإن هذه المبادرة تخفيف إنساني على العائلات، التي فرحت بخروج أبنائها لتخفيف العبء عن السجون حتى تتمكن من توفير ظروف الحجر الصحي والابتعاد الاجتماعي بين السجناء وحتى بين السجناء وزوارهم من أفراد العائلة.
و أكد جلالة الملك مرة أخرى وكما عهدناه، على حس إنساني كبير، وأنه يشعر بما يشعر به شعبه أو أفراد من شعبه، وأحيانا يسبق إحساسه إحساسهم، ناهيك عن استجابته لأي صوت يتم رفعه من داخل المجتمع.
وأعلنت وزارة العدل ، أمس الأحد ، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أصدر عفوا مولويا لفائدة 5654 سجينا، وأصدر جلالته أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وذكر بلاغ للوزارة أنه “في إطار العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، رعاياه المعتقلين بالمؤسسات السجنية والإصلاحية، تفضل مولانا أمير المؤمنين بإصدار عفوه المولوي الكريم على 5654 معتقلا”.
وأوضح البلاغ أن المعتقلين المستفيدين من هذا العفو المولوي تم انتقاؤهم بناء على “معايير إنسانية وموضوعية مضبوطة”، تأخذ بعين الاعتبار سنهم، وهشاشة وضعيتهم الصحية، ومدة اعتقالهم، وما أبانوا عنه من حسن السيرة والسلوك والانضباط، طيلة مدة اعتقالهم.
وتابع المصدر أنه اعتبارا للظروف الاستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، وما تفرضه من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فإن هذه العملية سيتم تنفيذها بطريقة تدريجية.
وأفاد بأنه في هذا الإطار، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، فإن المستفيدين من العفو الملكي سيخضعون للمراقبة والاختبارات الطبية، ولعملية الحجر الصحي اللازمة في منازلهم، للتأكد من سلامتهم.
ومما جاء في البلاغ أنه “بناء على الاعتبارات الإنسانية التي ما فتىء يؤكد عليها جلالة الملك، وحماية لصحة وسلامة المعتقلين، لا سيما في هذه الظروف الصعبة، وما تتطلبه من شروط لوقاية المؤسسات السجنية والإصلاحية من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، أصدر جلالة الملك ، أعزه الله ، أوامره باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتعزيز حماية نزلاء هذه المؤسسة، خاصة من انتشار هذا الوباء”.
أبقى الله سيدنا المنصور بالله ذخرا وملاذا لهذه الأمة، ومنبعا للرأفة والرحمة، قرير العين بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وبجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب