دخلت المواجهة ضد فيروس “كورونا” ، مرحلة جديدة وحاسمة، على إثر ارتفاع أعداد المصابين بالوباء، ودخول وزارة الصحة في عمليات الكشف السريع، مما ينذر بتسجيل ارقام مهولة في صفوف المخالطين لضحايا “كورونا”، وتؤشر تدابير السريعة للدولة في احداث مستشفيات ميدانية ومستشفيات عسكرية ميدانية، على التوجه نحو الدخول في سيناريو آلاف الحالات المصابة، والعمل ضمن استراتيجية مخطط التصدي الوبائي، الذي تنبأ بالوصول إلى 10الاف حالة مصابة بالفيروس.
وكشفت الأرقام المتسارعة، عن تطور الجدول المبياني للعدوى، حيث ارتفعت حالات العدوى المحلية، وانتقال العدوى في الأوساط العائلية، عن غياب الإلتزام بحالة الطوارئ والاستهتار بتعليمات وزارة الصحة ووزارة الداخلية، الأمر الذي دفع القوات المسلحة الملكية بأوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تجهيز واحداث مستشفيات عسكرية ميدانية، لمكافحة الوباء.
ودخل المغرب، حربا ضد الفيروس، بعدما تفاقمت اعداد المصابين، وفشلت دعوات التحسيس في بعض الأحياء و الشوارع، والاعلان عن تعبئة الهيئات الطبية والصحية، لم أجهزة مخاطر تفاقم العدوى.
وشكلت انتقال العدوى داخل الوسط العائلي وبداية الكشف المخبري عند المخالطين، سببان رئيسيان في ارتفاع حالات الإصابة به خلال الثلاثة أيام الماضية بالمملكة.
وأوضح مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض ، أن المؤشرات المتوفرة لتحليلات البيانات والأرقام التي تتوفر عليها وزارة الصحة، أفضت إلى تحديد عنصرين اثنين يتمثل الأول في انتقال فيروس (كوفيد-19) داخل الوسط العائلي حيث تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد البؤر المسجلة التي تهم هذا بمجموعة من المدن.
ولاحظ أن الأشخاص الذين يغادرون البيوت قد يكونون سببا في انتشار الفيروس داخل البيوت إلى جانب أولئك الذين كانوا في فترة حضانة أثناء دخول العزل الطبي حيز التنفيذ. أما العامل الثاني ، فيتجلى حسب اليوبي ، في بداية الكشف المخبري عند المخالطين، مرجعا تفسير هذا العنصر إلى عاملين اثنين، أولهما ارتفاع نسبة الحالات التي لا تظهر عليها علامات المرض والتي يتم تأكيد مرضها عبر التحليل المخبري، وثانيهما اكتشاف الحالات المؤكدة جراء التتبع الطبي للمخالطين ، و اكتشاف 192 حالة من أصل أكثر من 7 آلاف مخالط. وخلص إلى أن الأيام القادمة ستمكن من إعطاء توضيحات أكثر حول هذه الحالات.
و حذرت مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض، من تفشي وباء فيروس “كورونا” وسط بعض العائلات، منبها إلى تحول أوساط عائلية الى بؤر مقلقة لتفشي وانتقال العدوى، وتضرر أفراد عائلات من الفيروس الفتاك، حيث شددت المديرية على الإلتزام بتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي.
ونبهت معطيات المديرية الجديدة، الى مخاطر التجمعات والاستهثار بتوصيات وزارة الداخلية ووزارة الصحة، وكسر حالة الطوارئ الصحية، بالاجتماع وسط البيوت والتنقل لزيارات متبادلة، ومتابعة عادات السلام والعناق، وغياب تام لاحترام التدابير الاحترازية لمنع انتقال العدوى.
ويتجه الجهل بالتعليمات وغياب الانضباط أمام توصيات وزارة الصحة، واحترام حالة الطوارئ الصحية، الى التسبب فب الكارثة وتفشي الوباء وسط الأحياء الشعبية والمناطق المكتظة بالسكان، بعدما لوحظ استهثار من لدن غالبية سكان بعض الأحياء الشعبية بالمدن الكبرى.
وتسارع المصالح الطبية والصحية، وأجهزة الدولة الأمنية والترابية، لتوجيه السكان نحو الإلتزام بالوقاية وبحالة الطوارئ الصحية، والتحسيس والتوعية، وملاحقة الغير منضبطين للقوانين الجديدة، والضرب على أيدي المخلين بقوانين الطوارئ.
وتحرص القوات المسلحة الملكية، بتعليمات من القائد الأعلى لأركان الحرب العامة جلالة الملك محمد السادس، على مراقبة الحالة الصحية وتطور الأوضاع الصحية، عبر تجهيز مستشفيات ميدانية عسكرية، لاستقبال المرضى المصابين بالفيروس، كنا حرصت القوات المسلحة وعناصر الطب العسكري، على متابعة عمليات الاستشفاء بالمستشفيات بالمصالح الخاصة بعلاج مرضى كورونا.
وخرج محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، كاشفا على ان غالبية حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد خلال الأسبوع الأخير كانت محلية، وبلغت نسبتها 80 بالمائة مقابل 20 بالمائة وافدة.
وسجل اليوبي ظهور بؤر في الوسط العائلي، مؤكدا أن ععد من الأشخاص المصابين هم من الوسط العائلي نفسه، “وهو ما يعني أن الإجراءات الوقائية وإجراءات العزل يجب أن تكون أكثر شدة وأكثر صرامة، وأن تحترم داخل البيوت لتفادي الانتشار”.