علاقة الإعلام الغربي، أو جزء منه على الأقل، مع المغرب نادرة جدا، وينطبق عليها “خزيت منو وعيني فيه”. لا تبحث عن الموضوعية، بل عن أي نقطة سوداء توجد في كل دول العالم لتعممها على المغرب، ونذكر هنا روبورتاج الشخص الذي كان يسكن مرحاضا، واليوم مع فيروز كورونا عاد الإعلام الأجنبي وحتى بعض العربي للتحرش بالمغرب، زاعما أنه فشل في تطبيق الحجر الصحي في الأحياء الشعبية والكثيفة السكان.
لا نزعم أن المغرب انتصر في معركة الحجر الصحي مائة بالمائة، ولكن بنسبة كبيرة جدا لا يمكن أن يقارن بها مع أية دولة في العالم، وهذا أمر نفتخر به، نعم هناك بعض الأحياء التي يقل فيها الوعي ما زال البعض يخرج للشارع لكن السلطات المعنية تقوم بواجبها، حيث حققت مع أكثر من ثمانية آلاف شخص خرقوا حالة الطوارئ الصحية، أو نشروا أخبارا زائفة.
تفتقت عبقرية الإعلام الغربي وبعض من العربي على وصف المغرب بالعاجز في مواجهة جائحة كورونا، وفي تنفيذ قواعد الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية، وللأسف الشديد أنه لن يصدقهم أحد من العالمين، لأن الكل يعرف أن المغرب اتخذ إجراءات قاسية على اقتصاده الوطني لكن حامية وحافظة لشعبه وهذا ما دفع صحيفة أمريكية إلى نشر مقال في صدر صفحتها الأولى تحت عنوان “ملك المغرب يحب شعبه أكثر من الاقتصاد”.
وسائل إعلام فرنسية وإسبانية وأخرى انجليزية، معروفة بارتباطاتها لكن تحوز على الاعتماد للعمل بالمغرب، نسيت قصة الجمل الذي لا يرى ذروة سنامه لكن يرى سنام نظيره.
المغرب قام بجهد جبار في هذا المجال، ويمكن أن تكون هناك عثرات، وهي ملازمة لأي عمل، لكن لماذا نسي هذا الإعلام كل ما يقع في الغرب وتوجه إلينا؟ كان عليه أن ينجز استطلاعات حول الموتى في الشوارع. بل كان عليه أن يجري تحقيقات حول الموتى في دور العجزة وهل ماتوا حتف أنفهم أم أن هناك سياسة “دعه يموت”؟ هناك حديث عن ترك الناس في دور العجزة يموتون لأنهم لن ينتجوا شيئا في المستقبل. فهذا نعتقد سيكون موضوع تحقيق يقلب الدنيا ويحقق نسبة مشاهدات عالية جدا، عكس روبورتاج عن دوار الحاجة أو حي شعبي في أي مكان في المغرب.
عدد من ماتوا في المغرب بسبب فيروس كورونا المستجد وصل إلى الآن حوالي 80 شخصا. بينما في فرنسا وإسبانيا نتحدث عن مئات الموتى يوميا وأحيانا تصل إلى الألف. أليس هذا كافيا ليكون محل أعمال إعلامية بل إعداد وثائقيات يوظفونها في المستقبل في السينما؟
ولم يكتف مراسلو القنوات والوكالات الأجنبية بالمغرب بالكتابة الصحفية المغرضة بل استغلوا حتى تويتر وفيسبوك لنشر المغالطات.
وإذا السلطات المعنية اعتقلت عددا من الأشخاص لنشرهم أخبارا زائفة فلابد أن تتعامل مع حزم مع الصحفيين المعتمدين الذين ينشرون أيضا أخبارا زائفة فيما يتعلق بالتعاطي مع جائحة فيروس كورونا.