كشفت زيارة المبعوث الأممي للصحراء المغربية للمنطقة، عن واقعية الحل المغربي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء، وحسن نوايا الطرف المغربي للخروج بالمنطقة من براثين الحقد و الكراهية الى مجالات للتطور و النماء، و هو الطرح الذي إتجهت اليه اليوم اسبانيا بالتأكيد عبر وزير خارجيتها الى أنه لا يمكن أن يستمر هذا النزاع لعقود، حيث جاء الموقف الإسباني الجديد أمام تعنت القيادة في الجزائر و محاولات جرها المنطقة الى الظلام و الى الوراء.
وكان في استقبال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية بمخيمات تندوف العديد من الأطفال المرتدين للزي العسكري، وهو ما يعكس حقيقة تحذيرات عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بشأن التجنيد العسكري للأطفال في تندوف، حيث اقترحت قيادة جبهة “البوليساريو” على ستافان دي ميستورا زيارة ما أسمته بـ”المتحف الوطني العسكري” الذي يضم مجموعة من الأسلحة الحربية، ما يتناقض مع مضامين الزيارة الأممية السلمية الساعية إلى استئناف المسار السياسي المتعلق بقضية الصحراء المغربية.
من جهته شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في حوار له أجراه مساء أمس في السفارة الإسبانية بواشنطن، إنه يخطط للقاء المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا الجمعة في مدريد، في نهاية جولة المبعوث الأممي للمنطقة، والتي شملت المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف.
ولمح ألباريس لدور جديد تستعد بلاده أن تلعبه في النزاع المفتعل، وقال إنه ” لا يمكننا أن ندع الصراع يستمر لمدة خمسة عقود أخرى”، معتبرا أنه ” من الضروري إيجاد حل، نحن نتحدث عن عقود من الصراع”، متأملا في أن يكون ستيفان دي ميستورا آخر مبعوث أممي خاص للصحراء.
والتقى ألباريس المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا قبل انطلاق جولة هذا الأخير في المنطقة، كما خصصت إسبانيا طائرة عسكرية لدي ميستورا ليجري جولته الإقليمية على متنها.
ووضع المستجد الألماني إسبانيا في موقف لا تحسد عليه، وهي التي لا تزال على خلاف مع المغرب، ولم تبد بشكل ملموس حسن نواياها إزاء المغرب.
و أنهى ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، جولته الأولى في المنطقة ، بلقاء وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، ليسمع منه، رسميا، الموقف الجزائري من تطورات النزاع المفتعل في المنطقة.
و حاول النظام الجزائري إعادة النقاش حول النزاع المفتعل إلى نقطة الصفر، من خلال التشبث بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991، وإقحام الاتحاد الإفريقي في العملية السياسية، والتشبث بخيار الاستفتاء كخيار سياسي لإنهاء النراع، والمقترحات، التي بسطها النظام الجزائري أمام دي ميستورا، أكد المسؤولون المغاربة مرارا أنها لا تتلاءم أولا مع ما تم إنجازه من تقدم أممي، وما طرح في مختلف المباحثات، التي جرت، خصوصا منها الموائد المستديرة.
ولم يفوت ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الفرصة للتنصل من مسؤولية بلاده في النزاع المفتعل في المنطقة، وقال في تعليق له على هذه الزيارة، إنه استقبل دي مستورا، خلال زيارته لـ”طرفي النزاع… وكذا الدولتين المجاورتين، موريتانيا، والجزائر”.
و أكد الوفد المغربي، الذي التقى دي ميستورا، الخميس الماضي، في الرباط، أن المغرب ملتزم يالتشبث بمواقفه السابقة، وهي استئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيأة الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة.
يذكر أنه بعد ثلاثة أشهر من تسميته مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، بدأ دي ميستورا، أول زيارة له للمنطقة، للانطلاق، فعليا، في تنزيل المساعي الأممية لتحقيق تقدم في النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.
ودي ميستورا، الذي وصل إلى الرباط على متن طائرة إسبانية، الأربعاء الماضي، انتقل بعد الرباط إلى مخيمات تندوف للقاء قيادات البوليساريو، ثم سافر إلى نواكشوط، حيث استقبله الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، قبل أن يعود إلى الجزائر للقاء وزير خارجيتها، وهو اللقاء، الذي تأخر بسبب جولة كان يجريها لعمامرة لعدة دول، منها مصر، وقطر.