منظمة الصحة توقف تجارب عقارين
قالت منظمة الصحة العالمية إنها أوقفت تجاربها لعلاج مرضى كورونا بعقار الملاريا هيدروكسي كلوروكين وعقار الإيدز (لوبينافير/ريتونافير) بعد أن فشلا في الحد من الوفيات، وبينما الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرجح أن تتوصل بلاده إلى علاج للمرض قبل نهاية العام الحالي، سُجلت عالميا أكثر من مئتي ألف إصابة في يوم واحد.
فقد قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان لها السبت إن النتائج المبدئية للتجارب تفيد بأن هيدروكسي كلوروكين ولوبينافير/ريتونافير لا يسهمان بشيء يُذكر في الحد من وفيات المصابين بفيروس كورونا الخاضعين للعلاج في المستشفيات، وأكدت أن الباحثين سيوقفون التجارب على الفور.
وأشارت كذلك إلى أن القرار، الذي اتخذ بناء على توصية لجنة دولية، لا يسري على دراسات أخرى ترتبط باستخدامهما للمرضى خارج المستشفيات أو كوقاية.
ويبحث جانب آخر من التجارب التي تقودها منظمة الصحة العالمية الأثر المحتمل لعقار ريمديسيفير الذي تنتجه شركة جيلياد ساينسيز في علاج مرضى كوفيد-19.
وبدأت التجارب التي تقودها المنظمة، وتسمى تجارب التضامن، بخمسة أنواع بحثا عن مكونات علاج محتمل لفيروس كورونا المستجد وهي: ستاندارد كير وريمديسيفير وهيدروكسي كلوروكين ولوبينافير-ريتونافير مضافا إليها إنترفيرون.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال الجمعة إن قرابة 5500 مريض في 39 دولة حتى الآن تطوعوا لإجراء التجارب السريرية عليهم، وإن النتائج المبدئية متوقعة في غضون أسبوعين.
كما أن هناك نحو 18 لقاحا تجريبيا ضد الفيروس جار اختبارها على البشر من بين قرابة 150 علاجا يجري تطويرها.
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن جهود البحث في بلاده ستتوصل إلى إنتاج لقاح ضد الفيروس قبل نهاية العام الحالي.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة عيد الاستقلال، اتهم ترامب مجددا الصين بأنها تسترت على تفشي فيروس كورونا داخل أراضيها أواخر العام الماضي، ودعا إلى محاسبتها، معتبرا أنها تتحمل مسؤولية انتشاره في 180 دولة.
وفي السياق، قال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو إن ما سماه كذب الصين بشأن فيروس كورونا تسبب في وفاة أكثر من 130 ألف أميركي وفقدان أكثر من 30 مليون شخص وظائفهم بالولايات المتحدة، مضيفا أن على البيت الأبيض والكونغرس التنسيق معا لمعاقبة بكين.
وعودة إلى قضية الإعلان عن إيقاف التجارب على العقارين لعلاج الملاريا والإيدز، فقد جاء التطرق إليها متزامنا مع حديث ترامب عن علاج محتمل الأشهر القليلة المقبلة، في وقت سجلت فيه 212 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا على مستوى العالم في يوم واحد للمرة الأولى.
ووفقا لموقع “ورلد ميتر” المتخصص في رصد ضحايا كورونا حول العالم، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى 11 مليونا و386 ألفا، والوفيات إلى 533 ألفا، مقابل 6 ملايين و445 ألف حالة شفاء.
والولايات المتحدة، التي سجلت أول وفاة بكورونا مطلع فبراير/شباط الماضي، هي البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 129 ألفا و584 وفاة من أصل مليوني إصابة و818 ألفا و588. وقد شفي ما لا يقل عن 790 ألفا و404 أشخاص.
وفي حصيلة جديدة مرتفعة ولكنها أقل من الأيام الثلاثة الماضية، أحصت الولايات المتحدة نحو 44 ألف إصابة بالإضافة إلى 252 حالة وفاة، وهو ما يرفع إجمالي الإصابات إلى مليونين و823 ألفا، والوفيات إلى نحو 130 ألفا.
وقالت السلطات الصحية في ولاية فلوريدا إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا سجل زيادة يومية قياسية بلغت 11 ألفا و458 السبت، وذلك للمرة الثانية في ثلاثة أيام التي يزيد فيها عدد الإصابات على 10 آلاف حالة.
من جهة أخرى، سجلت البرازيل خلال الساعات الـ 24 الأخيرة نحو 38 ألف إصابة جديدة وما يقرب من 1100 حالة وفاة إضافية بفيروس كورونا، وقد تجاوز العدد الإجمالي للإصابات في هذا البلد 1.5 مليون إصابة، بالإضافة إلى 64 ألف وفاة.
وهي تأتي بعد الولايات المتحدة من حيث الدول الأكثر تضررا بالوباء، فقد سجلت البرازيل نحو 64 ألف وفاة من أصل مليون و539 ألف إصابة، تليها المملكة المتحدة بتسجيلها 44 ألف وفاة من أصل 285 ألف إصابة، ثم إيطاليا 35 ألف وفاة، و241 ألف إصابة، وفرنسا بنحو 30 ألف وفاة مقابل 203 آلاف إصابة.
أما المكسيك، التي يبلغ عدد سكانها 127 مليونا، والتي تشهد بدورها تفشيا سريعا للوباء، فقد باتت الخة عالميا من حيث عدد الوفيات التي تجاوزت 30 ألفا، وقد أحصت في الساعات الأربع والعشرين الماضية عددا قياسيا من الإصابات ناهز سبعة آلاف إصابة ليتجاوز الإجمالي 252 ألفا.
***********تشغيل الفيديو
انتشار الوباء
أوروبيا، أعادت إسبانيا فرض العزل على أكثر من 200 ألف من سكانها في إقليم كتالونيا مع مراقبة عشرات من بؤر فيروس كورونا المستجد في مناطق أخرى، في موازاة فتح أكبر لحدودها أمام الزوار الأجانب.
ومع لا يقل عن 28 ألفا و385 وفاة، فإن إسبانيا هي إحدى الدول الأكثر تضررا بوباء كوفيد-19، لكن السلطات ترى أنها نجحت في السيطرة على تفشيه بعد إغلاق شديد استمر أكثر من ثلاثة أشهر وشمل جميع السكان قبل رفعه يوم 21 يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب معطيات نشرتها وزارة الصحة، ارتفع إجمالي الإصابات إلى 284 ألفا و900، إثر تسجيل 624 إصابة آخر 24 ساعة.
وفي جنوب أفريقيا، يتسارع تفشي فيروس كورونا، وقد سجلت البلاد حصيلة قياسية من الإصابات تجاوزت 10 آلاف إصابة.
وفي أستراليا، وبعد تسجيل زيادة مقلقة في الإصابات بولاية فيكتوريا، دعت جمعية طبية كبرى إلى وقف مؤقت لتخفيف إجراءات الإغلاق في كل أنحاء البلاد.
وفي منطقة الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية السبت تسجيل أربع وفيات و977 إصابة جديدة، وقالت في بيان إن إجمالي المصابين بلغ 29 ألفا و32، من بينهم 330 وفاة، و17 ألفا و773 متعافيا.
وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة والسكان السبت تسجيل 1324 إصابة جديدة بفيروس كورونا نزولا من 1412 الجمعة، كما أعلنت تسجيل 79 وفاة مقابل 81 في السابق.
***************
كورونا قادر على مضاعفة نسبة العدوى من 3 إلى 6 مرات أكثر من السلالة الأصلية
توصلت دراسة جديدة إلى أن السلالة المسيطرة حاليا من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 قادرة على مضاعفة نسبة العدوى من 3 إلى 6 مرات أكثر من السلالة الأصلية، لكن حتى الآن لا يبدو أنها أكثر خطرا.
وكشفت الدراسة التي نشرت في دورية “سيل” (Cell) العلمية أن سلالة فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2″ المنتشرة والمسيطرة على أغلب الإصابات حاليا هي أكثر قدرة على نشر العدوى من السلالة الأصلية التي بدأت في الصين.
وأشارت نتائج البحوث المخبرية -التي نشرت في الدورية- إلى أن التحول الذي مر به الفيروس جعله أكثر قدرة على نقل العدوى، إلا أن هذه النتائج لم تثبت بعد.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي في تعليق على الدراسة لـ”دورية الجمعية الطبية الأميركية” (Journal of the American Medical Association) “أعتقد أن البيانات تظهر أن هناك طفرة واحدة تجعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى لاحتوائه على حمولات فيروسية عالية”.
وأضاف فاوتشي -الذي لم يشارك في هذه الدراسة- “لم نربط بعد بين هذا التحور في الفيروس وإذا ما كانت أعراضه المرضية أسوأ من السلالة الأصلية أم لا، فقط يبدو أن الفيروس أصبح يتكاثر بشكل أكبر وأصبح أكثر قدرة على العدوى، لكننا ما زلنا في مرحلة التأكد من ذلك”.
تشغيل الفيديو
وكان باحثون من مركز لوس ألاموس الوطني في ولاية نيومكسيكو ومن جامعة دوك في ولاية كارولينا الشمالية قد اشتركوا مع باحثين في التسلسل الوراثي لفيروس كورونا المستجد من جامعة شيفيلد البريطانية في إعداد هذه الدراسة.
وتوصل الباحثون إلى أن النسخة المتحورة من الفيروس المسماة ” دي614جي” (D614G) مرت بتغيير بسيط لكنه مهم طال البروتينات الموجودة على غشاء الفيروس، وهو ما سهل عملية دخول الفيروس إلى الخلية البشرية وانتشاره في الجسم.
وكانت النتائج الأولية التي نشرها الفريق الدولي في أبريل الماضي تعرضت لانتقادات لعدم إثباتها إذا ما كان هذا التحول في السلالة هو السبب في انتشار النسخة الجديدة من الفيروس بشكل أسرع أم لا، ويقول المنتقدون إن الصدفة أو عوامل أخرى قد تكون هي المسؤولة عن انتشار هذه السلالة الجديدة.
وأدى ذلك إلى قيام الفريق البحثي بمزيد من الاختبارات، حيث قام بتحليل بيانات 999 مصابا بفيروس كورونا المستجد في مستشفيات بريطانيا، ولاحظ العلماء أن المصابين بالنسخة الجديدة من الفيروس كانت لديهم نسبة أكبر من الجزيئات الفيروسية في أجسامهم، لكن لم يؤثر ذلك على شدة أعراض المرض لديهم.
وبالإضافة إلى ذلك أثبتت تجارب مخبرية أن السلالة الجديدة قادرة على مضاعفة نسبة العدوى في البشر من 3 إلى 6 مرات عن السلالة الأصلية.
تشغيل الفيديو
وحتى اللحظة، فإن هذه النتائج ما هي إلا احتمالات، حيث إن هذه التجارب غالبا لا تحاكي التطور الحقيقي للجوائح بدقة، وعلى الرغم من أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المنتشرة حاليا تعد أشد عدوى فإنها قد لا تكون أسهل انتقالا من شخص لآخر مثلما يقال.
ويقول ناثان غروباو -وهو عالم فيروسات في جامعة ييل الأميركية وغير مشارك في الدراسة- إن هذه النتائج لا تؤثر كثيرا على المجتمع.
ويضيف “لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان هذا التحول في السلالة سيؤثر على تطوير دواء أو لقاح للمرض”.
ويتابع “لكننا لا نتوقع أن السلالة المتحورة ستسبب في جعل الأعراض أسوأ لدى المصابين بها أو ستجعلنا نغير إجراءاتنا الوقائية، هذه النتائج مثيرة للاهتمام، وقد تؤثر في حياة الملايين، لكننا لا نعرف بعد مدى هذا التأثير”.