ظهر فيروس كورونا المستجد مجددا في الصين حيث حذرت السلطات الثلاثاء من أن الوضع الوبائي في العاصمة بكين “خطير جدا”، فيما تراجع انتشاره في أوروبا التي أعادت فتح حدودها الداخلية.
وتخوض بكين، التي سجلت إصابة أكثر من مئة شخص بفيروس كورونا المستجد منذ الأسبوع الماضي، “سباقا مع الزمن”، وفق ما أعلن ناطق باسم رئيس بلدية بكين تشو هيجيان أمام الصحافيين. ووصف الوضع بأنه “خطير جدا”.
وكانت المدينة رفعت عدد الفحوصات التي تجريها للكشف عن الفيروس الى أكثر من 90 ألف شخص يوميا.
ودفع الظهور المفاجئ للفيروس، الذي تركز في سوق تشينفادي، أحد أكبر الأسواق في آسيا، السلطات إلى وضع حوالى 30 منطقة سكنية مجاورة لها قيد حجر صحي وإغلاق الأماكن الرياضية والثقافية التي أعادت للتو فتح أبوابها بعد أشهر من الإغلاق.
وفيما يثير تجدد الوباء مخاوف من “موجة ثانية” أعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين أنها تتابع “عن كثب” الوضع في بكين متحدثة عن احتمال إرسال خبراء إضافيين في الأيام المقبلة.
وظهر وباء كوفيد-19 للمرة الأولى في أواخر عام 2019 في ووهان، وسط الصين.
********
تحذيرات من خطورة الوضع في بكين
حذ ر مسؤول في بكين الثلاثاء من أن الوضع المرتبط بفيروس كورونا المستجد “خطير جدا” في العاصمة الصينية حيث تم تسجيل 27 إصابة جديدة بعدما استدعى اكتشاف مجموعة من الحالات إطلاق برنامج تعقب وفحص ضخم.
وأثارت عودة ظهور كوفيد-19 الذي يعتقد أنه بدأ من سوق تشينفادي لبيع الأغذية بالجملة في العاصمة الذعر في وقت سيطرت الصين بشكل واسع على تفشيه عبر إجراء عمليات فحص واسعة وفرض تدابير إغلاق في وقت سابق هذا العام.
ورفعت الحالات الجديدة عدد الإصابات المؤكدة في بكين خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى 106 في وقت أغلقت السلطات نحو 30 تجم عا سكنيا في المدينة وأجرت فحوصات لعشرات آلاف الأشخاص.
وخلال الأشهر الأخيرة، خففت الصين معظم التدابير التي ات خذتها لاحتواء الفيروس بينما اعتبرت الحكومة أنها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان وسط البلاد أواخر العام الفائت.
وحذ ر المتحدث باسم سلطات بكين تشو هيجيان في مؤتمر صحافي من أن “وضع الوباء في العاصمة خطير جدا”.
بدورها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها حيال مجموعة الإصابات التي اكت شفت، مشيرة إلى حجم بكين ومدى اتصالها بمناطق أخرى.
وأفاد مسؤولون في العاصمة أنهم سيجرون فحوصا لأصحاب الأكشاك وجميع من يديرون أسواق الأغذية في المدينة إضافة إلى المطاعم والمقاصف الحكومية.
وقال مدير سلسلة متاجر لبيع المواد الغذائية يدعى جاو هونغلي لفرانس برس إن الفحوص أظهرت خلو جميع موظفيه الـ13 من الفيروس.
وأشار إلى أن الفحوص مطمئنة بالنسبة للزبائن لكنه أكد زيادة الطلبات عبر الإنترنت بعشرة أضعاف في الأيام الأخيرة.
وصر ح “يخشى الناس من الازدحام في المتاجر ومن الإصابة بالفيروس”.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أنه تم رفع إمكانيات إجراء فحص فيروس كورونا المستجد إلى 90 ألف شخص في .
ووقفت المتقاعدة وو يالينغ (57 عاما) في طابور طويل لأشخاص كانوا يضعون كمامات بانتظار الخضوع لفحص كوفيد-19 في حديقة مقابل إحدى المستشفيات وسط بكين.
وقالت “أحاول عدم الخروج من المنزل بقدر الإمكان”، مشيرة إلى أن منزلها يقع بالقرب من أحد الأسواق التي أغلقت.
وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة أن هيئة النقل التابعة للمدينة منعت سيارات الأجرة والمركبات التي تقد م خدمات نقل الركاب من مغادرة المدينة الثلاثاء، في خطوة جديدة ضمن إجراءات احتواء الفيروس.
وصدر أمر الاثنين بإغلاق جميع الأماكن الترفيهية والرياضية الداخلية في بكين، بينما حذ رت بعض المدن في أنحاء الصين من أنها ستفرض حجرا صحيا على الواصلين من العاصمة.
وسج لت لجنة الصحة الوطنية أربع إصابات محلية جديدة في مقاطعة خبي المحيطة ببكين، بينما اكتشفت إصابة في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب) على صلة بمجموعة الحالات المسج لة في بكين.
وتخوض السلطات سباقا مع الزمن لتعق ب الأشخاص من بكين الذين سافروا إلى مناطق أخرى في الصين بينما تم حض أولئك الذين زاروا العاصمة على إجراء الفحص.
وأعلن مسؤولون في بكين أنه تم تعقيم 276 سوقا زراعيا وأكثر من 33 ألف متجر وشركة في قطاع الأغذية والمشروبات وإغلاق 11 سوقا للسيطرة على تفشي الإصابات. كما ف رضت تدابير إغلاق على سبعة مجم عات سكنية إضافية الثلاثاء.
وقال الموظف الفني في حي تشيشينغ وو هولين (23 عاما) “ستتم على الأرجح السيطرة على تفشي (الفيروس) في بكين بشكل سريع”.
وأضاف الموظف الذي خضع لفحص كوفيد-19 “أعتقد أن الصين تتعامل مع الأمر بشكل أفضل من الدول الأخرى”.
وحذ ر مسؤولون الأحد من أن 200 ألف شخص زاروا سوق تشينفادي، الذي يوفر أكثر من 70 في المئة من إمدادات بكين من الفواكه والخضار، منذ 30 أيار/مايو.
وأجريت فحوصات لأكثر من 8000 عامل في تشينفادي وأرسلوا إلى منشآت حجر صحي.
وقبل موجة تفشي الوباء الحالية، كانت معظم الإصابات المسج لة مؤخرا في الصين لمواطنين عائدين إلى بلدهم في وقت يتفشى الوباء في بلدان أخرى.
وأفاد المركز الصيني للسيطرة على الأمراض ومنعها الاثنين أن سلالة الفيروس المكتشفة في بكين هي من نفس “السلالة الأساسية للوباء في الدول الأوروبية”.
وأفاد كبير خبراء الأوبئة في المركز وو زونيو لشبكة التلفزيون الصينين الرسمية أن الفيروس انتشر “على الأرجح” من خارج الصين أو من مناطق أخرى في البلاد.
*********
*************
بكين تغلق مناطق مع ظهور بؤرة جديدة لكورونا
سارعت العاصمة الصينية الإثنين الى إقفال جميع المراكز الرياضية والثقافية العاملة في قاعات مغلقة في إطار جهود وقف انتشار فيروس كورونا المستجد بعد تسجيل إصابات جديدة مرتبطة بسوق لبيع المواد الغذائية بالجملة، كما فرضت إغلاقا تاما على عدد من الأحياء.
وأطلقت السلطات حملة واسعة النطاق تشمل عشرات آلاف الأشخاص، تتضمن إجراء فحوصات وتتبع المخالطين للمصابين، في وقت ارتفع عدد الإصابات الجديدة في بكين إلى 79.
سيطرت الصين التي ظهر فيها الوباء لأول مرة السنة الماضية، الى حد كبير على انتشاره الى أن تم رصد عدد كبير من الحالات في العاصمة الأسبوع الماضي.
وأمرت السلطات بإقفال جميع المراكز الرياضية والثقافية العاملة في قاعات مغلقة في أنحاء بكين، بحسب ما أعلنت البلدية خلال مؤتمر صحافي.
وقال المسؤول في بلدية العاصمة شو يينغ للصحافيين إنه يتعين على جميع المناطق “تكثيف عمليات تعقيم المساحات العامة وأن تقفل مؤقتا المنشآت الرياضية والثقافية العاملة في قاعات مغلقة” إضافة إلى زيادة قياس الحرارة ومنع دخول أشخاص من غير المقيمين.
في وقت سابق الإثنين أعلن مسؤولو الصحة عن تسجيل 49 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد الإثنين في البلاد، بينها 36 حالة جديدة في العاصمة بكين حيث أثارت بؤرة مرتبطة بسوق تشينفادي مخاوف من موجة ثانية من الإصابات.
وأغلقت السلطات 21 حيا سكنيا قرب تشينفادي وسوقا آخر هو يوكواندوغ في منطقة هايديان بشمال غرب العاصمة.
وأعلن مسؤولون إنهم بصدد إجراء فحوص لأكثر من 90 ألف شخصا يقيمون في المناطق السكنية التي تم عزلها.
وأضافوا أن 200 ألف شخص زاروا سوق تشينفادي منذ 30 أيار/مايو، مؤكدين بذل المساعي لرصدهم وإجراء فحوص لهم جميعا، بما يشمل تفقدهم في المنازل.
وأجريت فحوصات لأكثر من 8 آلاف من عمال السوق وتم إرسالهم إلى منشآت حجر مركزية.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس سيارة عليها شعار “مركز مكافحة الأوبئة” لدى وصولها إلى المنطقة المحيطة بسوق يوكواندونغ الخاضع لحماية مشددة.
وتم إغلاق العديد من المجمعات السكنية في نفس الحي، وشوهد أهالي يتسلمون رزما من سيارات توصيل من خلال البوابات.
وقال المسؤولون أيضا الاثنين إن بعض المخالطين لحالات مرتبطة بسوق يوكواندونغ سيتعين عليهم استخدام “ميزان حرارة ذكي” لمراقبة حرارة جسمهم، فيما أرسل آخرون إلى منشآت حجر مركزية.
شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عشرات الأشخاص يصطفون للخضوع للفحوصات في أحد الملاعب الرياضية صباح الإثنين وسط حماية مشددة من أشخاص يرتدون بزات الوقاية من الفيروس.
وأقيمت قرابة 200 نقطة لإجراء الفحوص في أنحاء العاصمة.
وحذرت عدة مدن سكانها من التوجه الى بكين.
وقامت شركات ومجموعات من السكان بتوجيه رسائل نصية الى الموظفين والسكان لسؤالهم عن تحركاتهم الأخيرة.
وسألت شركة إدارة إحدى المباني السكان أن يعلنوا ما اذا زاروا سوق تشينفادي او كانوا على تواصل مع شخص قام بذلك.
وألقت هذه البؤرة الجديدة الضوء مجددا على سلامة السلسلة الغذائية في بكين.
وقالت طالبة تدعى شاو وتبلغ من العمر 19 عاما لوكالة فرانس برس إنها بدأت المدرسة للتو في العاصمة قبل أيام لكنها تخطط للعودة الى مسقط رأسها لانها قلقة من الفيروس.
وقالت “لقد أتيت لبكين للتو لقضاء بضعة أيام. والآن سأعود الى بلدتي مجددا”.
وسجلت أيضا عشر حالات لدى أشخاص عائدين من الخارج الاثنين، على غرار غالبية الحالات التي رصدت في الصين في الأشهر الماضية مع عودة رعايا يقيمون في الخارج الى البلاد.
وفي الصين حاليا 177 شخصا مصابون بالمرض – اثنان حالتهما خطرة- وهي أعلى نسبة منذ مطلع أيار/مايو.
وي عد تسجيل حالات جديدة نبأ مقلقا لبقي ة العالم، إذ ي لقي الضوء على صعوبة السيطرة على وباء لا يزال يجتاح أميركا اللاتينية وإيران وجنوب آسيا.
وإضافة إلى حالات الإصابة الجديدة التي تم إحصاؤها في بكين، قالت لجنة الصح ة الوطني ة إن هناك ثلاث حالات مؤك دة في مقاطعة هوباي.
وكانت الصين دخلت مرحلة التعافي من الوباء الذي ظهر نهاية العام الماضي في ووهان (وسط)، مستعينة بإجراءات تتدر ج من وضع كمامات واقية، إلى إقرار الإغلاق والعزل.
لكن اكتشاف الإصابات الجديدة في سوق بيع المواد الغذائية، أثار قلق ا واسع ا وعز ز احتمال عودة فرض القيود الصارمة.
**************
الإصابات تتجاوز 8 ملايين عالميا
تخطى عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا حول العالم حاجز الـ 8 ملايين مصاب، وتصدّرت الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر تضررا، تليها البرازيل، يأتي ذلك بينما تفشى الوباء من جديد في الصين.
وبحسب موقع “ورلد ميتر” المختص برصد ضحايا وباء كورونا المستجد “كوفيد-19″، فقد بلغت آخر الأرقام 8 ملايين و31 ألفا و716 حالة.
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة بعدد الإصابات بلغ مليونين و165 ألفا و872، تليها البرازيل بـ 867 ألفا و882، وحلّت روسيا في المرتبة الثالثة بأكثر من 523 ألف إصابة، تليها الهند بأكثر من 333 ألفا.
وبلغ عدد الوفيات بالولايات المتحدة 117 ألفا و883، في حين تجاوز عدد المتعافين حاجز 870 ألفا.
**********
تخفيف القيود في اوروبا
وفي أوروبا، خففت دول أوروبية الاثنين القيود التي فرضتها على الحدود لمكافحة فيروس كورونا بعد ثلاثة أشهر من فرض إجراءات العزل العام، وذلك إثر تراجع عدد حالات الإصابة بالفيروس.
وسيبلغ عدد الدول التي ستفتح حدودها بشكل كامل دون قيود أو شروط مسبقة 15 دولة بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا.
في المقابل، فإن دولا أخرى -كالنمسا وإسبانيا- سترجئ فتح الحدود إلى وقت لاحق خلال الأسبوع الجاري، بينما ستطبق دول أخرى كالدانمارك استثناءات بشأن من سيسمح لهم بالدخول.
من جهتها، ستطبق دول كالتشيك واليونان إجراءات مسبقة مثل الكشف الصحي على المسافرين وإجراءات العزل على القادمين من دول محددة.
وتدير منطقة شنغن المؤلفة من 22 دولة أعضاء بالاتحاد الأوروبي، علاوة على آيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا معابر خالية من القيود لكن معظمها ظلت مغلقة طوال ثلاثة أشهر.
ويأمل المسؤولون في أن يؤدي رفع القيود الحدودية الداخلية في المنطقة إلى إعادة فتح تدريجي أمام الدول الأخرى اعتبارا من يوليو/تموز المقبل وتنشيط قطاع السياحة الذي توقف خلال العزل العام.
ويشكل القطاع نحو 10% من اقتصاد الاتحاد الأوروبي ويسهم بنسبة أكبر في الدول المطلة على البحر المتوسط