أشار الخبير الفرنسي إلى مسؤولية الجزائر في هذا التصعيد غير المسبوق، قائلا “بتأجيج الوضع، تبحث الجزائر التي تعيش أزمة مؤسساتية داخلية، عن مخرج”، فـ “الجيش الجزائري لا يعرف ما الذي سيحدث خلال الأسابيع المقبلة، ومن ثم، فإنه يعمل على إيجاد مخارج”.
من جانبه، أكد الأستاذ هوبيرت سيلان، المحامي بهيئة باريس، ورئيس مؤسسة “فرنسا-المغرب، سلام وتنمية”، أن المغرب تصرف بحكمة أمام الأعمال المدانة لـ “البوليساريو” في المنطقة العازلة بالكركرات.
وأوضح السيد سيلان، عضو المنصة الدولية للدفاع عن الصحراء المغربية، أن “الحكمة التي تحلى بها المغرب وحلل بها واستعان بها في تقييم الأمور، توقفت عندها الأمم المتحدة والأوساط الدبلوماسية ورؤساء الدول”، مشيرا إلى أن المغرب تدخل قصد إعادة الأمور إلى نصابها “دون تسجيل أي حادث”.
وضمن رد فعله على التدخل المشروع للقوات المسلحة الملكية بهدف تأمين هذه المنطقة، عاد البروفيسور سيلان، في مقال بعنوان “الكركرات، على الحدود الأطلسية الشمالية لموريتانيا، أو الاهتزازات الأخيرة لشخص يحتضر”، إلى النكسات السياسية والدبلوماسية التي منيت بها “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر.
وكتب “بعد أن شكلت مستجدا إلى حد ما في الأيام الأولى من شهر نونبر، أضحت حالة الوفاة المتقدمة للمنظمة المسماة بـ البوليساريو حقيقة اليوم”، مشيرا إلى أن “الإبقاء عليها تواصل منذ عقود، بفعل الدعم المقدم من قبل العسكريين الجزائريين الحريصين على إخفاء عدد لا يحصى من مواضيع عدم الرضا التي تعم المدن والقرى”. وذكر بأن هذا الأمر يمكن من استيعاب أن “هناك روابط غريبة ومريبة إلى حد كبير تحفز علاقاتهما الغامضة”.
وذكر سيلان، أستاذ القانون بجامعة بوردو، في هذا السياق، بأن “الأمم المتحدة وجهت للعالم نداء إلى المنطق ضمن القرار الرائع 2548 الصادر في 30 أكتوبر المنصرم عن مجلس الأمن”، مشيرا إلى أن “النوايا الحربية التي عفا عنها الزمن جاءت لزعزعة السلام، الذي عزز تنمية غرب إفريقيا لمدة 45 عاما”.
وبالنسبة له، عادة ما يكون مبدأ الواقع مزعجا، مشيرا إلى أن “البوليساريو” أضحت الآن مجرد ظل لنفسها.
وفي إيطاليا، أكد رئيس الفيدرالية الإيطالية لحقوق الإنسان أنطونيو ستانغو، أن تدخل القوات المسلحة الملكية لفرض الأمن وضمان حرية التنقل بمعبر الكركرات على الحدود بين المغرب وموريتانيا، كان “ضروريا ويأتي انسجاما مع الحقوق المشروعة للمغرب” التي تضمنها المواثيق الدولية.
وأضاف السيد ستانغو أن تحرك القوات المسلحة الملكية هو” خطوة مقبولة من وجهة نظر حقوق الإنسان” ، لأنه لابد من تأمين حرية تنقل السلع والأفراد عبر منطقة الكركرات وإنهاء أي عرقلة تقوم بها البوليساريو “.
واعتبر هذا الخبير الحقوقي أن العملية التي قامت بها المملكة في معبر الكركرات تندرج في إطار” الاضطلاع بدورها الكامل في ضمان التنقل وفي الحفاظ على سلامتها”.
وقال إنه “بحكم الزيارة التي قمت بها للمغرب ولمنطقة الكركرات بالتحديد وكذلك لموريتانيا (…) “أدرك جيدا مدى الأهمية البالغة التي يكتسيها نقل السلع من المغرب إلى موريتانيا”، مؤكدا أن الأعمال التي تقوم بها البوليساريو هي أيضا “انتهاك لحقوق السكان الموريتانيين في الحصول على السلع التي يحتاجونها وفي التنقل”