إنتفض المغاربة وزعماء الهيئات السياسية وهيئات الإعلام والصحافة ، في وجه قناة “الشروق” الجزائرية، مدينين التصرف اللامسؤول و الغير أخلاقي لقناة “الشرور” في التطاول على شخص جلالة الملك حفظه الله، ومحاولة الإساءة لمؤسسة إمارة المؤمنين في ضرب صارخ للجوار و للقوانين الدولية في إحترام رؤساء الدول، حيث وصفت فيدرالية المغربية لناشري الصحف الإساءة بالعمل المنحط والدنيئ، فيما نبه المجلس الوطني للصحافة، الى أن القناة تجاوزت أخلاقيات المهنة بالتهجم والتطاول على الشعب لمغربي و جلالة الملك، وسقطت في خرق المادة 91 من قانون الاعلام بالجزائر في احترام رؤساء الدول.
واستنكرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ، الإساءة البذيئة والمنحطة لقناة “الشروق” الجزائرية في حق جلالة الملك، بعدما عقدت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف يوم السبت 13 فبراير 2021 بمدينة العيون، الجمع العام الإنتخابي لفرعها الجهوي بالأقاليم الجنوبية، وذلك تحت شعار “صحافة جهوية قوية للدفاع عن القضايا الوطنية”.
وأفاد بلاغ للفيديرالية، أنه ” نظرا لتزامن ذلك مع التهجم الواضح والمنحط الذي أقدمت عليه قناة “الشروق” الجزائرية في حق الشعب المغربي، وفِي حق جلالة الملك محمد السادس، ما يعتبر سلوكا دنيئا وانتهاكا فاضحا لقواعد وأخلاقيات المهنة، فإن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بمختلف هياكلها ومنخرطيها، تجدد التأكيد على اصطفافها ضمن جبهة الدفاع عن القضية الوطنية والتصدي لكل الشائعات والمغالطات التي تستهدف بلادنا وشعبنا، واستنكارها لأي استهداف مسيء للمؤسسات الوطنية ولجلالة الملك من لدن ماكينة “البروباغاندا” الجزائرية وآخرها ما اقترفته قناة “الشروق”، فهي تؤكد على أهمية استحضار الدور المركزي للإعلام والصحافة في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية، وضرورة إدراج ذلك ضمن أسس أي نموذج تنموي حقيقي للأقاليم الجنوبية، وتوفير الإمكانيات والموارد والخطط التي تتيح تحقيق التأهيل المهني والإقتصادي والأخلاقي والتكويني والإشعاعي للصحافة الجهوية.
و شجبت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بشدة السلوك “غير المسؤول” لقناة الشروق الجزائرية التي بثت برنامجا مخلا بالاحترام الواجب للمؤسسة الملكية، وصرح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، نور الدين مفتاح، “نتواجد بالعيون لإعادة هيكلة فروع الفيدرالية بأقاليم جنوب المملكة، وإذ بنا نصدم بالسلوك غير المسؤول لقناة الشروق الجزائرية”.
واستنكر ، “باسم الفروع الثلاث للفيدرالية بالصحراء، وباسم الفيدرالية، بشدة سلوك هذه القناة، الذي لا يمت، لا لحرية التعبير ولا للسخرية بصلة”، وأوضح مفتاح أن هذا البرنامج الساخر المزعوم هو “وقاحة بكل ما في الكلمة من معنى” ، وما جاء فيه هو انتهاك “سافر” للتوقير والاحترام الواجب لرئيس دولة، وللقواعد المهنية وأخلاقيات المهنة.
وأبدى أسفه حول استمرار الصحافة الجزائرية في حربها ضد المغرب، “على الرغم من الدعوة التي وجهناها من العيون، مؤخرا، لإخواننا الجزائريين للكف عن إشعال الحرائق “، وأهاب مفتاح بضرورة “نبذ هذه التفاهات وسلك سبيل العقل قصد الإسهام في الاندماج المغاربي وتقليص الهوة بين شعوب المنطقة”.
و أدان المجلس الوطني للصحافة انتهاكات قناة “الشروق” الجزائرية لأخلاقيات الصحافة من خلال بثها لبرنامج تضمن تهجما واضحا على الشعب المغربي وعلى جلالة الملك، وأشار المجلس، في بلاغ، إلى أنه “تابع ردود الفعل التي أثارها بث قناة الشروق الجزائرية، لبرنامج ساخر، تضمن تهجما واضحا على الشعب المغربي وعلى جلالة الملك محمد السادس، من خلال تعابير تحقيرية، تحط من الكرامة، ولا تمت بصلة لبرامج السخرية، التي تبثها قنوات متحضرة، تكتفي بالتعليق والنقد، دون الوصول إلى التحامل وتشويه الصورة الشخصية والإساءة للشعوب”.
وأوضح أن البرنامج المذكور “استعمل عبارات قدحية في حق جلالة الملك، ثم احتقر الشعب المغربي، وأشاد بشكل واضح بالحرب، وهي كلها انتهاكات صارخة لأخلاقيات الصحافة”. وأضاف أنه “هاجم أيضا كل اليهود، وهي ممارسة ممنوعة فيجل القوانين في العالم، حيث لا يمكن التمييز بين البشر بسبب العرق والدين”، وأكد البلاغ أن المجلس “يعبر عن إدانته الشديدة لهذا المنحى الإعلامي الذي يعبر عنه هذا البرنامج، ويحذر من مغبة السقوط في زرع الكراهية والحقد بين الشعوب، الأمر الذي يناقض الرسالة النبيلة للصحافة”.
ودعا المجلس، الصحافة والإعلام في المغرب، إلى الامتناع عن أية ردود أفعال مماثلة، حرصا على الالتزام بأخلاقيات الصحافة وبالموضوعية والنزاهة، والعمل على تكريس روح الأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، كما وجه نداء إلى الصحافيين والإعلاميين في الجزائر، بالابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء لعلاقات الأخوة والصداقة بين الشعبين، ونبذ وعزل أولئك الذين يسعون إلى خلق أجواء التوتر والمواجهة وإثارة مشاعر الحقد والكراهية والعنف.
من جهته أكد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، رفضه لإساءة قناة الشروق الجزائرية لجلالة الملك محمد السادس وتطاولها على ثوابت المملكة المغربية.
وكتب وهبي في تدوينته على صفحته بالفيسبوك “نتأسف لما صدر عن القناة الجزائرية المحسوبة على جهات رسمية، تمول من طرف أموال الشعب الجزائري، والتي حاولت المس بمؤسسات تاريخية عريقة صعبة المنال، لما تشكله من عقدة سياسية ومؤسساتية لبعض المسؤولين بالجزائر، إن هذه التصرفات المرفوضة والمدانة لا تخل بالاحترام الواجب لرئيس دولة جارة فحسب، بل تنتهك أبسط القوانين و السلوك المتعارف عليها”، وتابع قائلا ” هذا التصرف الصبياني والطائش غير المسؤول وغير المحسوب دخيل على ثقافتنا المشتركة، لا يسعنا أمامه إلا التنديد به”، وأشار أن مدى خطورة المرحلة والوضع العام في الجزائر، والذي أمسى خطيرا جدًا، يمكن تفهمه ولكن لن يتم استغلال المشاكل الداخلية التي تعيشها الجارة، ورفض وهبي في تدوينته، “السماح بالمساس بثوابت المملكة المغربية التي كانت دائما حريصة على حسن الجوار والتاريخ المشترك، والتي على الطرف الآخر الرقي في علاقات الجوار والتاريخ والروابط المشتركة”.
و طالب مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان باتخاذ موقف موحد رافض لهذا التطاول والتجاوز، وكتب في تدوينة نشرها على صفحته ” ان يتفق المغاربة أو يختلفون ، فذلك شأنهم… يتوافقون او يتعارضون ، فذلك حقهم… وفي النهاية لايمكن ان يكون ذلك الا تعبيرا عن قوة الدولة، ومتانة مؤسساتها، وحيوية المجتمع ومكوناته.. لكن أن يتطاول أيا كان، على مؤسسات بلادنا، ورموزنا الوطنية وعلى رأسها جلالة_الملك، فذلك أمر لا يمكن قبوله، ولا السكوت عليه”، وأضاف قائلا ” فليكن موقفنا واحدا موحدا، رافضا لهذا التطاول والتجاوز… ليكن موقفنا حاميا لمؤسساتنا، مدافعا عن حياض رموز بلادنا…”.
وختم تدوينته قائلا “وليخسئ الخصوم، وليخب سعي المتربصين”.